بجدارة واقتدار عن استحقاق أكيد دخل المنتخب المصرى بقيادة الفذ الرائع القدير حسن شحاتة التاريخ من أوسع أبوابه بإحرازه اللقب الأفريقى السابع .. والثالث أيضا على التوالى فى إنجاز لم يحدث من قبل على الاطلاق على مستوى أى منتخب فى العالم ولا حتى منتخب البرازيل سيدة الكرة فى العالم، حيث لم يحدث أن فعلها أى منتخب وأى مدرب وفاز بثلاثة ألقاب متتالية.. وقد كانت محطة التتويج هذه المرة مختلفة.. أفيال الكوت ديفوار فى 6002، وأسود الكاميرون 8002 جاء الدور على نجوم غانا السوداء فى 0102 والتى يلعب معها المنتخب لأول مرة فى النهائى.. ورغم صعوبة المباراة بالنسبة لشحاتة بعد الماراثون الكبير فى البطولة إلا أن شحاتة استطاع بتغييراته الموفقة والحاسمة أن يحسم النتيجة لصالحه بنزول جدو ورقة شحاتة الرابحة فى هذه البطولة ليحرز أغلى هدف فى البطولة كلها بتمريرة رائعة من زيدان لا يتوانى جدو فى اسكانها الزاوية اليسرى لحارس النجوم ليرفع المنتخب إلى منصة التتويج الثالثة على التوالى ليؤكد حسن شحاتة أنه أفضل مدرب فى تاريخ الكرة المصرية والأفريقية.. وأن هذا المنتخب واللاعبين من أفضل الأجيال التى قدمتها الكرة المصرية. ودخلوا التاريخ من أوسع أبوابه وخاصة الكابتن الكبير والصقر أحمد حسن الذى حقق عدة ألقاب قياسية دولية ومحلية وأفريقية حيث لعب المباراة رقم 171 فى تاريخه وأيضا يحرز اللقب الرابع له والثالث على التوالى وأحسن لاعب للمرة الثانية على التوالى ناهيك عن الألقاب القياسية والألعاب الأخرى من إحراز المنتخب الفوز الثامن عشر له على التوالى.. وبدون هزيمة.. وأيضا إحراز لقب هداف البطولة وأيضا أحسن حارس مرمى.. وكذلك أفضل هجوم ب51 هدفا فى 6 مباريات وأفضل دفاع بهدفين فقط. الفرعون شحاتة استطاع أن يروض وحده كل وحوش أفريقيا وللمرة الثالثة على التوالى بدءًا من النسور الخضر فى الافتتاح 13 ثم أسود الكاميرون للمرة الثالثة على التوالى ب13 أيضا فى دور الثمانية ثم رد الاعتبار والكرامة وسحق المنتخب الجزائرى 4صفر فى الدور قبل النهائى ليصعد إلى المباراة النهائية لسابع مرة فى تاريخه وثالث مرة على التوالى ليلاقى نجوم غانا السوداء وكانت غير مرشحة.. وبالإيمان وبالحب وبروح الأسرة الواحدة استطاع شحاتة وكتيبته الرائعة أن يحقق الإنجاز ويفوز على غانا بهدف للاشىء فى الوقت القاتل وفى الدقيقة 48 من الشوط الثانى. شحاتة قبل البطولة وبعد الخروج من تصفيات كأس العالم على يد الجزائر كان مكسورا وفريقه، والمصريون كلهم شعروا بغصة لأنهم كانوا يتمنون التأهل للمونديال بعد غياب عشرين عاما، ومع ذلك شعروا أنهم أخذوا غدرا فى أحداث أم درمان، ومع ذلك أصر الفرعون المصرى الذى لا يقهر شحاتة أن يعيد البسمة والسعادة للمصريين، ورغم أن اختياراته كانت مفاجأة باستبعاده عمرو زكى وشوقى وميدو، إلا أنه راهن على وجوه جديدة تماما، جدو وعبدالشافى وسيد حمدى ومعتصم سالم وغيرهم، ولم يخب رهانه، بل على العكس، جاء جدو على رأس الذين ردوا الجميل لشحاتة، وكان كلمة السر التى لها فعل السحر للفريق، وفى النهاية وضعت مصر على منصة التتويج، جدو الذى فى أول بطولة يشارك فيها يسجل خمسة أهداف ليكون هداف المنتخب المصرى وهداف البطولة، ويحصل على الحذاء الذهبى الذى غاب عنا منذ فوز حسام حسن بلقب الهداف فى بوركينا فاسو 8991. نعود إلى المباراة الكبيرة التى كنا نخشى منها ونعرف أنها أصعب مباراة، فالفريق الغانى لم يكن لديه ما يخسره وهو منتخب شاب تماما استطاع الفوز بلقب مونديال الشباب منذ أشهر، كذلك توقعنا أن يستغل الإجهاد الذى فيه الفريق المصرى وأن يباغتهم بالهجوم والسرعة والانطلاقات المرعبة، وقد كان حسن شحاتة يعلم ذلك جيدا جدا فلم يغامر بالهجوم منذ البداية. وتعمد إغلاق وسط الملعب ومنطقة المرمى، ومع ذلك وضح أن اللياقة لصالح فريق غانا، لكن الحضرى وجمعة وهانى سعيد وأحمد فتحى والمحمدى وسيد معوض وحسنى وأحمد حسن وحسام غالى كانوا بالمرصاد للهجوم الغانى، وطوال الشوطين الأول والثانى ورغم نقص الهجمات المصرية إلا أن فريق غانا لم يكن ليهدد المنتخب المصرى، وأضاع متعب هدفا مؤكدا، وكانت كلمة السر التى ألقاها شحاتة فى الوقت القاتل هو جدو وعايز تهده هات له جدو. تحية إلى شحاتة.. وتحية إلى كتيبة الشجاعة الأسطورية وبالفعل أنتم عايزين تمثال من ذهب لكم جميعا.. مبروك لمصر.. وعقبال الكثير من الألقاب القادمة.