كان لابد أن تكتمل الفرحة واكتملت.. كان لابد أن تستمر السعادة فى عيون الجميع واستمرت .. فعلها رجالة مصر ليخرج الشعب المصرى كله فى ليلة من ألف ليلة .. ليلة عاش فيها المصريون جميعا فرحة من القلب نسى الجميع همومهم ومشاكلهم وعاشوا لحظات الاستمتاع بالانتصار فقيرا وغنيا .. شبابا وبنات .. كبارا وأطفالا.. مسلمين وأقباطا .. مصر كلها قلب واحد يهتف تحيا مصر. الشوارع ليست هى نفسها .. الشوارع وكأنها تريد أن تهتف مع ناسها تحيا مصر .. الشوارع غطتها ألوان علم مصر .. نعم الزحام رهيب لكن الناس مستمتعة بالزحام .. الكل يهتف: عملوها الرجالة .. لم يقف أمامنا أحد لا نيجيريا المخيفة ولا الكاميرون التى توعدتنا ولا الجزائر التى حاولت أن تسرق منا التاج الأفريقى ولا شباب غانا الذين كانوا يريدون أن ينهوا الأسطورة المصرية .. مصر هى الأكبر مصر كانت تحتاج إلى الفرحة وكانت تستحقها ولهذا جاءتها .. أى ترتيب هذا الذى يجعلنا نصل إلى مباراة مع الجزائر فى قبل النهائى لنرد عليهم فى الملعب.. وأى ترتيب هذا الذى يجعل الجزائر تكسب كوت ديفوار وتنتظر قدرها معنا لتكون لنا فرحتين فرحة الرد على ما حدث فى أم درمان لنؤكد للعالم كله أننا كنا الأحق بالوصول إلى كأس العالم لو كانت الأمور طبيعية.. لكننا فعلناها.. هزمنا الجزائر بالأربعة وبعدها كانت الفرحة الكبرى فرحة الكأس الأفريقية للمرة الثالثة. ما حدث ليس أبدا مجرد انتصار كروى لكنه انتصار يحمل دلالات كثيرة على أننا كمصريين عندما نريد فلابد أن يستجيب القدر. إنها دلالات على عظمة الإرادة المصرية، دلالات على أننا شعب عظيم يستطيع أن يفعل الكثير مادامت النوايا قد خلصت.. يستحق حسن شحاتة ورجاله الهتاف باسمهم واحدا واحدا .. الكل كانوا أبطالا حتى من ظلوا على دكة الاحتياطى يشجعون زملاءهم كان لهم دورهم .. إنه الحب الذى صنع منتخبا مصريا رائعا رغم الخوف الذى كان يكسو العيون من غياب نجوم كبار عن المنتخب هذه المرة، لكن الموجودين أثبتوا أن مصر ولادة ومصر مليئة بالرجال ومصر عندما تريد لابد للقدر أن يستجيب..