ضمير الوطن لا يمكن أن يسمح باستهداف سلامة البسطاء من أبنائه ووحدتهم واستقرارهم وأحلامهم المشروعة فى الارتقاء بحاضرهم وصناعة مستقبلهم.. كما أنه لا يمكن أن يقبل ضغطا أو ابتزازا أو استهانة بحدوده أو استباحة لأراضيه مهما كانت المحاولة وأيًّا كان من يحاولها. ضمير المقاتل طيار حسنى مبارك المنتصر فى أكتوبر 1973 والذى يضع أمن مصر القومى بمفهومه الشامل مسؤليته الأولى.. لا يسمح حياله بأى تهاون أو تفريط.. ولا يقبل فيما يتعلق به أنصاف الحلول. تحذير صارم مبنى على مجموعة من التأكيدات فى رسائل إلى الداخل والخارج.. هى يقينية لا تحتمل أى تأويل كما لا تقبل أى مناقشة أو لبس.. حتى يعود العقل لمن غاب عقله.. فى الداخل يريدها فتنة بين عنصرى الأمة.. وفى الخارج يظن أنه يستطيع مس الأمن القومى المصرى.. تطاولا أو تشهيرا أو ابتزازا أو استهانة بحدود واستباحة أرض أو استهداف جنود مصريين ومنشآت. لن يتهاون رئيس كل المصريين مع المساس بوحدة هذا الشعب والوقيعة بين مسلميه وأقباطه.. ومع من يحاول النيل منها أو الإساءة إليها.. من الجانبين.. وأن أية جرائم أو أفعال أو تصرفات تأخذ بعدا طائفيا.. ستتم مواجهاتها بقوة القانون وحسمه.. بعدالة سريعة ناجزة وأحكام صارمة تردع من يستخف بأمن الوطن ووحدة أبنائه. وقد كان الرئيس قائدا للكلية الجوية عندما قصفت طائرات إسرائيل «نجع حمادى» ودمرت «كوبرى قنا» ولم يكن هناك فرق آنذاك بين دماء المسلم والمسيحى من ضحايا العدوان.. وكان الرئيس قائدا للقوات الجوية فى حرب أكتوبر المجيدة حيث ضحى أبناء مصر من الجانبين بأرواحهم ودمائهم ورفعوا معا علم مصر فوق سيناء. ضمير الوطن يدرك الاتساع المتزايد لطوق عدم الاستقرار الراهن.. من أفغانستان إلى باكستان.. وفى إيران والعراق واليمن.. وفى الصومال والسودان.. ولا يتغافل عن المخاطر المستمرة للإرهاب والتطرف.. والدعاوى المغلوطة لتكفير المجتمعات.. والمحاولات المستمرة لترويع الآمنين والإخلال بالسلام الاجتماعى وزعزعة الاستقرار. ضمير المقاتل طيار مبارك يطالب الجميع - مسلمين وأقباطاً - بوقفة جادة وصريحة مع النفس لمواجهة أحداث وظواهر غريبة على مجتمعنا يدفعها الجهل والتعصب ويغذيها غياب الخطاب الدينى المستنير من رجال الأزهر والكنيسة. ضمير يطلب خطاباً دينيا.. يدعمه نظام تعليمى وإعلام وكتاب ومثقفون يؤكد قيم المواطنة.. وأن الدين لله والوطن للجميع.. ويطالب عقلاء الأمة وحكماءها من الجانبين بالقيام بدور ضرورى ومطلوب يتصدى للتحريض الطائفى ويحاصر التطرف ويعمل من أجل مجتمع مصرى متطور لدولة مدنية حديثة. لا يقبل الضغوط أو الابتزاز ولا يسمح بالفوضى على حدوده أو بالإرهاب والتخريب على أرضه.. قد يصبر على حملات التشهير والتطاول ولكن ما لا يقبله ولن يقبله هو الاستهانة بحدودنا أو استباحة أرضنا أو استهداف جنودنا ومنشآتنا. الإنشاءات والتحصينات على حدودنا الشرقية عمل من أعمال السيادة المصرية.. لا نقبل أن ندخل فيه فى جدل مع أحد أيًّا كان أو أن ينازعنا فيه أحد كائنا من كان. لن يضيق ذرعا بما تحمله ويتحمله من أجل القضية الفلسطينية وقضايا أمتنا.. لكن أولوياته ستظل لمصر أولا وقبل أى شئ آخر.. فى حدودها.. وأرضها.. وسيادتها.. وأمنها.. ومصالح ومقدرات شعبها. ضمير وطن.. شعبه يأتمن رجال الشرطة على أرواحهم وأعراضهم وأموالهم.. ولا يزال هؤلاء الرجال مضطلعين بدورهم فى حماية أمن الوطن والمواطن.. يتصدون لمكافحة الجريمة ويسهرون على إنفاذ القانون. تأكيدات رئاسية صارمة يقينية لا تحتمل أى تأويل كما لا تقبل أى مناقشة أو لبس.. ضمير وطن.. يردع من يستخف بأمنه ووحدة أبنائه.