قليلون جدا الذين يكرسون وقتهم وأموالهم وجهدهم لتوفير مطبوعات سينمائية تهم النقاد والصحفيين فى عملهم سواء كانت هذه المطبوعات عبارة عن موسوعات بها جميع المعلومات عن الأفلام والسينمائيين أو تجميع لمعظم أفيشات السينما المصرية، ومن أبرز الذين اهتموا بهذا الأمر الكاتب محمود قاسم الذى أصدر أكثر من موسوعة سينمائية وحاليا يستعد لإصدار كتاب يتضمن أكثر من ثلاثة آلاف أفيش للأفلام المصرية، أما تلميذه سامح فتحى قد فاجأنى مؤخرا بكتاب يحمل توقيعه، وهو الأفيش الذهبى فى السينما المصرية بطباعة فاخرة على ورق مقوى بألوان زاهية، ويضم الكتاب مائتى أفيش للأفلام بداية من سينما الثلاثينيات ونهاية التسعينيات، أول علاقة لسامح فتحى بالأفيشات كانت وعمره خمس سنوات، حيث لفت نظره أفيش الفيلم الأجنبى دستة أشرار بطولة لى مارفين وبعدها بدأ يمارس هواية جمع أفيشات الأفلام من منطلق عشقه للسينما، وقد ورث ذلك من والده. لم يفكر سامح فى تجميع هذه الأفيشات فى كتاب إلا عندما شاهد كتابا بين يدى الناقد السينمائي يوسف شريف رزق الله يحتوى على أفيشات أفلام عالمية، وكان ذلك منذ ما يقرب من عشر سنوات وبدأت رحلته فى تجميع أكبر قدر ممكن من الأفيشات وترميمها وتصويرها وطباعتها عن طريق برنامج فوتوشوب وأصر على طباعتها بشكل فاخر وعرض الأمر على أبوشادى أثناء توليه رئاسة المجلس الأعلى للثقافة وتحمس للفكرة هو والمخرج سمير سيف الذى كان مسئولا عن لجنة السينما بالمجلس الأعلى للثقافة، لكن الروتين حال دون تنفيذ الفكرة، مما دفعه للتفكير بطباعة الكتاب على نفقته الخاصة بمساعدة والده الذى يعلم مدى شغف وحماس ابنه لظهور هذا الكتاب للنور الذى تكلف مائة وعشرين ألف جنيه. ورغم المجهود الذى بذله صانع الكتاب إلا أنه يواجه مشكلة كبيرة فى تسويقه، حيث يتولى مهمة بيعه بنفسه.. المثير أيضا أن هذه الصعوبة لم تجعل الإحباط يتسرب له، فهو حاليا يستعد لإصدار كتاب يتضمن أفضل مائة فيلم بالسينما المصرية، وسيتناول هذه الأفلام بشكل تحليلى مع عرض أفيشات هذه الأفلام بكل المعلومات عنها.