البقاء علي الشاشة لا يرتبط بالمنصب، هذه القاعدة أكدتها الإعلامية الكبيرة سلمي الشماع عندما عادت للظهور من جديد علي شاشة قناة on tv بعد فترة قصيرة من مغادرتها قناة النيل للمنوعات لتنضم لعدد قليل جدا من أبناء ماسبيرو كان قادراً علي الاستمرار والعطاء والتواصل مع الجمهور بعيدا عن شاشة التليفزيون المصري وعن المناصب التي احتمي بها البعض واختفي عن الشاشة بعدما ترك المنصب. صباح الخير حاورت سلمي الشماع عن أسباب ابتعادها عن التليفزيون المصري، وانتقالها لقناة on tv وبرنامجها الجديد الذي يحمل اسمها، وكذلك رأيها بصراحة في قناة النيل لايف أو قناة المنوعات سابقاً . * بداية لماذا كانت العودة خارج التليفزيون المصري الذي يتميز حاليا بكثرة الشاشات وباستعانته بوجوه ومحاورين من جميع المجالات ؟ - لا أستطيع التفكير لأحد، بمعني أدق لم يطلب مني أحد في التليفزيون أن أقدم برنامجا، بالتالي لا يمكن بعد كل هذا التاريخ أن أفرض نفسي، والمفروض أن إدارة أي وسيلة إعلامية تحدد السياسة التي تجذب لها الاهتمام الجماهيري، وهو ما حدث مع قناة on tv التي عرض رئيسها ألبير شفيق علي تقديم برنامج أسبوعي، واتفقنا علي الفكرة بعد سلسلة اجتماعات حتي خرجنا بالشكل الحالي لبرنامج (مع سلمي)، وما أريد التأكيد عليه هنا أن الإعلامي الموهوب قادر علي الاستمرار والعطاء وأنه ليس صحيحا أن الإعلامي يكون قويا عندما يتولي منصبا بعينه، وكثيرا رأينا إعلاميين تولوا مناصب واختفوا من علي الشاشة بعد زوال المنصب وما اكتسبته من خبرة طوال مشواري التليفزيوني هو ما أعطيه الآن للجمهور؛ لأن هذا هو حق الناس علي الإعلامي، حق التواصل معه باستمرار والوصول له عبر جميع النوافذ المتاحة. * عودتك ببرنامج يحمل اسمك هل هو تقليد للبرامج الغربية الشهيرة ؟ - لم أفكر في الأمر من هذا الاتجاه، ففكرة أن يكون اسمي هو اسم البرنامج جاءت من القناة ولم أكن مرحبة بها في البداية، لكنني اقتنعت لاحقاً لأن فكرة البرنامج تقوم علي استضافتي لمجموعة من المفكرين والفنانين والمبدعين والمثقفين في حوار أعتبره ممتدا لأنني لا أتعامل مع البرنامج باعتباره حلقات منفصلة فهو برنامج تنويري هدفه نشر ثقافة قبول الآخر والتعرف علي كل الأفكار ونقد العقل الكسول وبحث إمكانية مساهمة الإعلام في نهضة المجتمع . * لكن الكل تصور أن سلمي الشماع ستعود ببرنامج سينما وهي التي شاركت في دعم السينما المصرية علي مدي ثلاثة عقود ببرنامجها الشهير (زووم) ؟ - كل مرحلة لها اختياراتها ولا أري نفسي ابتعدت عن السينما لأن كل ما أناقشه من قضايا نراه أيضا علي شاشة السينما، فقد ناقشت قضية حرية الإعلام وغياب الموسيقي في المدارس وصورة مصر في القنوات العربية وغيرها من القضايا بالإضافة لتخصيص حلقات سينمائية بحتة عن الرقابة وركود السينما ومهرجان البندقية. * هل يعني هذا أنك ترفضين المذيع المتخصص؟ - بالعكس لا يمكن أن يكون هناك مذيع قادر علي تقديم كل الموضوعات، أنا مثلا لا أدعي قدرتي علي التحاور مع السيد وزير المالية في أمور اقتصادية، لكنني لو التقيت الوزير سأناقشه في أمور ثقافية وفكرية وإنسانية، بالتالي لابد أن يكون لكل إعلامي عدة خطوط يمشي عليها، ويكون الجمهور واثقا من مصداقيته وقدرته علي مناقشة هذه النوعية من القضايا دون غيرها، وأتذكر أنني عندما تركت التليفزيون عام 9791 للعمل فترة في فرنسا رفضت رئيس التليفزيون في ذلك الوقت تماضر توفيق أن تقدم زميلة أخري برنامج (زووم) رغم أنني كنت أقدمه منذ عامين فقط لأنها رأت أن البرنامج مرتبط بالمذيع الذي يقدمه لدي الناس، وهو فكر لم يحافظ عليه التليفزيون لاحقاً، وفعلا عاد البرنامج مع عودتي مرة أخري لماسبيرو . * ولماذا جاء تعاونك مع قناة on tv تحديداً؟ - عملي طوال سنوات طويلة في التليفزيون المصري جعلني أحتاج للتواجد علي شاشة تضع مصر أولا في اعتبارها، وهو ما ينطبق علي قنوات المهندس نجيب ساويرس التي تعطي الأولوية لمصر في كل برامجها. * هل يعني كلامك أن القنوات المصرية الخاصة لا تهتم بمصر بنفس القدر؟ - لا بالطبع، لكن لكل قناة سياسة إعلامية خاصة بها وأنا كنت أتطلع للظهور علي قناة تعطي الاهتمام الأول للقضايا المصرية الحقيقية وتهتم بمصر كلها لا بفئات وقضايا محددة . * بمناسبة هذا الكلام ما رأيك فيما يتردد عن اتهام بعض برامج التوك شو بأنها تسيء لسمعة مصر بالتركيز علي السلبيات فقط؟ - هذا الاتهام شائع وغير دقيق، لأن دور الإعلام هو كشف الحقائق، لكن ما آخذه علي هذه البرامج أنها تكبر موضوعات تافهة وغير موجودة بالأساس وتتعامل بمنطق اللعب علي مشاعر الجمهور الذي ينقاد وراء تلك التغطيات التي تكرس الإحباط ولا تدعو للتفكير والتنوير، كما أننا يجب أولا أن نصل لمرحلة متقدمة من الإعلام المحلي قبل أن نهتم بما يحدث خارج الحدود، كذلك من أهم قواعد الإعلام تقديم الصورة متكاملة للجمهور لا أن نري الصورة من زاوية واحدة ونركز عليها ونقول بذلك أننا قدمنا ما يفيد الناس. * قنوات قليلة جدا هي التي تهتم بالإنتاج البرامجي، الذي تركناه بالكامل للقنوات اللبنانية.. لماذا؟ - أولا: معظم البرامج التي تقدمها القنوات اللبنانية هي تجارية بحتة وليست إعلامية أي هدفها الحصول علي دخل من المعلن أو من تصويت الجمهور، بالتالي لن تبقي طويلا في الذاكرة، أما علي مستوي مصر فيمكن الاعتراف بأن هناك تراجعا في نطاق إنتاج البرامج، وعدم فهم للأهمية التي يحملها البرنامج التليفزيوني ودوره في تثقيف المشاهد وأي انفراد لا يمكن عرضه إلا من خلال التليفزيون.