وانتصف الليل وبقيت سويعات على الفجر... وهو ممدد إلى جانبى شبه عارٍ أحدق فيه أتامله وقد اقتسم معى السرير وهواء الحجرة ...!! ويتقلب ولا يدرى شيئا مما يدور فى بالى؟! كم هو جرىء !! لم يمض على إمضائى وموافقتى عليه إلا ساعات وأصوات وتهانى وزغاريد ومضوا وتركونى! وهأنا وبمحض إرادتى تخليت عن وسادتى وغطائى وما اعتادت عيناى أن تراه على مدى كذا وعشرين سنة! وحمدت الله على أنى أحضرت بعض لعبى رغم اعتراض والدى إلا أننى لم أهتم وأصررت على اصطحابها .. إلا أنها قد اضطرت للبيات خارج الحجرة! ويتقلب فى الفراش وتمتد يده لتسحب الغطاء بعد أن استحوذت عليه! ولا أعرف ما الذى جعله يفتح عينيه وينظر إلىّ باندهاش وبصوت نائم إنتى صاحيه ليه؟! يبدو أن علامات دهشتى وقلقى واضحة على وجهى ... وسألنى مرة أخرى: إنتى قلقانة؟ ورددت متسائلة ..أنا عايزه أعرف إزاى ورقة مضيتها تديك الحق إنك تقاسمنى السرير والهواء.. لأ وعمرى اللى جاى كمان إزاى ؟! ويبدو أن كلامى أيقظه وسرعان ما اعتدل ونظر إلىّ وهو غير مصدق! بتقولى إيه ورقة؟! الورقة دى عقد جواز والمفروض إننا هانكمل مع بعض لآخر العمر ولا أنتى كنتى عامله حسابك على إيه ؟! ورديت ببساطة: معملتش حسابى على حاجه بس معقولة هاصحى على نفس الصوت والوش لآخر العمر ! واحتضننى ضاحكا هامسا فى أذنى لا تقلقى..أنا معايا ماسكات وهززت رأسى وهدأت بين ذراعيه .... تذكرت هذا بعد أن مضى على زواجنا أكثر من عشرين عاما واكتشفت أنه لم يكن معه أى ماسكات إلا أن الزمن والأحداث قد وضعت على وجوهنا آلاف الماسكات إلا أنها لم تصل إلى الحب الذى جمعنا... ويتقلب زوجى ويفتح عينيه ليرانى محدقة فى وجهه! ويحدق هو الآخر فى وجهى! و فوجئت به يقول: أنتى لسه بدورى على الأقنعة؟ وتصورت أنه سيضمنى إلى ذراعيه كما فعل من عشرين سنة إلا أنه سحب الغطاء والمخدة وابتسم قائلا وهو متجه لخارج الغرفة:... دورى براحتك أنا داخل أوضة الولاد أنام؟!؟