من البداية كانت السيدة الفاضلة سوزان مبارك داعمة لأهمية القراءة في حياتنا؛ ولذلك جاءت حملة "القراءة للجميع" لتحرك مياه القراءة الراكدة في المجتمع.. ولتلهب عقول الكبار والصغار للعودة للقراءة من جديد. وتستمر الحملة عاماً بعد آخر.. وتحقق نجاحاً بعد نجاح.. وهذا العام تأتي الحملة تحت شعار "مصر السلام" وتحمل الكثير من المفاجآت والطموحات والآمال في أن تصبح القراءة أسلوب حياة وهواء نتنفسه وماء نشربه.. بعد أن أصبحت القراءة بالفعل للجميع. في محكي القلعة يتزاحم العشرات من الأطفال كل يوم (حول ورش الأطفال الفنية) لمشاهدة عرض الأراجوز والإقبال علي الرسم والتلوين وتشكيل أعمال مجسمة من الصلصال ، فضلا عن التدريب علي تصنيع فانوس رمضان، أنشطة متنوعة تقدمها الإدارة العامة للطفل بهيئة قصور الثقافة طول شهر رمضان وتجذب أعدادا كبيرة من الأطفال الذين يقضون ساعات جميلة بين الألوان والرسومات مما يؤدي إلي تنمية مهاراتهم ومواهبهم الفنية وإدخال السرور إلي قلوبهم الخضراء. وأكثر ما يميز الورشة الفنية هو منظر الأطفال الصغار وأسرهم، وهم ملتحمون معا إما لمشاهدة عرض العرائس (عم حمزة الحلواني) من بطولة شخصية الأراجوز مع عرائس أخري أو الالتفاف حول الرسومات التي يعدها أطفال آخرون حول رمضان وبهجة العيد، وكذلك تشكيل مجسمات وشخوص من الصلصال، والمكان كله تسوده الألوان المبهجة والرسومات البريئة وفرقة الأطفال بالأعمال التي يقدمونها طيلة وجودهم بالقلعة. واللافت أن تلك الحالة تنتقل إلي الكبار أيضا، فعرض الأراجوز يشهد إقبالا كبيرا من الصغار والكبار، كما أن ورش الرسم وتشكيل الصلصال تجد بها آباء وأمهات يشاركون أطفالهم الرسم والتلوين فها هو حسن إبراهيم الدسوقي والد لطفلين هما عمر وعبد الرحمن يقول إنه حريص علي أن يأتي بطفليه كل عام إلي ورشة الأطفال ليمارسا من خلالها الرسم والتلوين ويشاهدا عرض الأراجوز ويقضيا وقتا ممتعا مع الأطفال الآخرين، ويضيف: إن التجربة مفيدة جدا لطفليه، حيث نعمل علي تنمية مواهبهما الإبداعية وإخراج الطاقات الموجودة بداخلهما فضلا من التعرف علي أطفال من نفس عمريهما والجميع يخرج سعيدا في نهاية اليوم بمن فيهم الكبار قبل الصغار وتقول الطفلة (كريستين إدوارد) -21 عاما - إنها قضت وقتا ممتعا مع أطفال تعرف بعضهم أو قابلتهم لأول مرة، وقد قامت بتصنيع فانوس رمضان بمساعدة عمو عبداللطيف الذي علمها مع أطفال آخرين كيفية تصنيع الفانوس، وكتبت اسمها علي الفانوس الذي قامت بتصنيعه. وقالت الطفلة تقي أحمد -31 عاما - إنها تشارك كل عام في ورشة الأطفال بالقعلة حيث تلتقي مع أصدقائها ويتعاونون جميعا في إعداد حاجات جميلة، وهي حريصة علي المشاركة في ورشة الرسم والتلوين كل عام، لأنها تحب الرسم جدا، وهذا العام شاركت زميلتها ندي عماد في إعداد جدارية عن بهجة العيد عبارة عن لوحة كبيرة بها بالونات ملونة بألوان زاهية ومفرحة. أما الأطفال محمد هشام، وعلاء محمود، وأمجد عادل فقد تعاونوا لإعداد لوحة كبيرة عن فرحة الأطفال في رمضان والعيد، وعكف كل واحد منهم علي تلوين الجزء الخاص به بألوان الجواش بعد أن قام كل واحد برسم ما يفكر فيه بالقلم الرصاص أولا. ويقول محمد هشام -11 عاما - إنه يأتي كل أسبوع إلي ورشة الأطفال للمشاركة في أنشطتها المتعددة، وقد استطاع خلال زيارته للورشة أن يتعرف علي صديقيه علاء وأمجد وأن يكونوا فريق عمل يشارك في الرسم والصلصال وإعداد الفوانيس أيضا. ويقول مصطفي شريف -41 سنة - مشترك بورش الصلصال: المحكي وفر لنا كل الخامات، واشتركت مع مجموعة من زملائي وتم اختيار مجموعة من الأفكار، من الطبيعة نقوم بتقليدها بالصلصال، والعديد من الأطفال في المحكي يأتون إلينا رغبة منهم في معرفة كيفية عمل عرائس بالصلصال، وقمت بالعمل مع عدة أطفال، والصلصال يمثل لي شيئا مهما خاصة بعد أن رأيت إقبال الناس عليه؛ فالعديد من الأشخاص يأتون إلينا لشراء بعض هذه الأعمال، ولكننا نرفض بيعها ونعرض عليهم تعليمهم كيفية صناعتها. ويضيف زميله محمد عماد الدين مبروك : العمل في الصلصال ممتع وجذاب ونحن عندما نقوم بتطبيق الأفكار التي تم اختيارها يتم أولا رسم الموضوع علي الورق، وخلال مرحلة الرسم يتم تحديد الوقت الذي سيستغرقه العمل وقت تصنيعه بالصلصال، فيوجد بعض الأعمال التي قد يستغرق تصنيعها ساعة، أو ساعتين، وهناك أعمال لا تستغرق أكثر من عشر دقائق، لكن عندما تكون الخامة جيدة نجد الموضوع أو الشكل الذي نصنعه طوع أيدينا، ونستطيع أن نخرج فيه أجمل ما يكون علي عكس الخامات الرديئة التي يتم تكسيرها سريعا. هدايا للأطفال المتميزين وتقول سامية شبل المشرف علي الورش والأنشطة التي يقوم بها الأطفال في محكي القلعة: إن الأطفال في الورش يقومون بتجهيز الكثير من الأشياء التي يتم الاحتفال بها كمظهر من مظاهر رمضان، فهناك ورشة (اصنع فانوسك بنفسك)، ويوجد مع الأطفال خبير يعلم الأطفال كيفية صناعة الفوانيس، والخامات التي يُصنع منها الفانوس موجودة، هذا إلي جانب صناعة الفوانيس الورقية، وأضافت شبل: إن الأطفال الموجودين بالمحكي جزء منهم من الأطفال التابعين لقصور الثقافة، إلي جانب جزء كبير من رواد المحكي، وكل من هؤلاء يقوم بالعمل الذي يحبه فهناك من يقوم بصناعة الفوانيس، وهناك من يهتم بالرسم، أو عمل أشكال فنية من الصلصال، ونحن نوفر الألوان والورق وجميع المستلزمات والخامات. وتقول سامية شبل: إن هناك لقاءات مع الأطفال ومحاضرة عن الكنوز الثقافية في مصر إلي جانب فرق الكورال، وعرض العرائس، وتؤكد أيضا أن الإقبال غير عادي، وهناك جذب لرواد الورشة، ويتم تقديم شنطة مكتبة للأطفال المتميزين تتكون من اسكتش رسم، وكتاب قطر الندي، وقلم وفرشاة، وألوان، كما أن الرسومات التي يرسمها الأطفال يتم عرضها بعد ذلك في معارض فنية، كما أنه سوف يتم توزيع الرسومات علي قصور الثقافة المختلفة لعرضها بها. وتقول رضوي القصبجي - فنانة تشكيلية - ومشرف فني علي الورش: إن الورش متنوعة والأطفال يختارون من بينها ما يتناسب مع ميولهم، فتوجد ورش الصلصال، وورش بالطين الأسواني، وورش من المعادن ورقائق الألومنيوم، والورش تبدأ في الثامنة وتنتهي في الثانية عشرة، ويأتي الأطفال إلي الورش بصفة مستمرة دون ملل وذلك لاختلاف الموضوعات، فهناك موضوعات عن رمضان، وموضوعات حرة، ونبدأ حاليا في العمل في موضوعات العيد، وهذا النشاط يستقبل الأطفال من سن 6 سنوات حتي 81 سنة ، والنشاط يظهر الأطفال الموهوبين، وهؤلاء يتم اختيارهم وتكريمهم وتوزيع الهدايا عليهم بعد ذلك، هذا إلي جانب النشاط الثقافي، والورش الأدبية، واللقاءات الحوارية الحرة، وتضيف:إنه تمت مشاركة أكثر من 052 فوجاً من الأطفال في محكي القلعة علي مدار السنتين الأخيرتين، وأن الأطفال هم أولي الناس بالرعاية، خاصة الموهوبين منهم، وفي ورش المحكي أكتشف العديد من الموهوبين، خاصة من الأماكن الريفية، ولكنهم في حاجة إلي الرعاية والاهتمام. صديق الأطفال ويقول عثمان عزمي مدير عام القصور المتخصصة والمشرف علي عرض العرائس إن عرض (عم حمزة الحلواني) تقدمه فرقة الأراجوز والعرائس بقصر ثقافة شبرا الخيمة، والإقبال كبير جدا من جانب الأطفال وأسرهم طوال شهر رمضان، ويحاول العرض التأكيد علي القيم والسلوكيات الإيجابية التي يجب أن يتحلي بها الأطفال من خلال أسلوب محبب إليهم، وهو عروسة الأراجوز والعرائس الأخري الموجودة بالعرض والتي تتكلم وتغني وتتحدث معهم طوال 02 دقيقة هي مدة العرض، مضيفا: إن الأراجوز هو الشخصية الرئيسية في العرض بجوار النص المسرحي، ودوره يرتكز علي جذب الأطفال والتحدث معهم بأسلوب بسيط ومحبب إليهم، وجميع الأطفال يحبون الأراجوز لخفة دمه وذكائه وقدرته علي انتزاع الضحكات منهم.