نساء الشاي الأخضر سوزي وأماني ومنال وتوتي أربع سيدات وبينهن الشاي الأخضر، هذا ملخص حكاية الأربع بنات، قصدي الأربع ستات، علاقتهن بدأت في المدرسة والنادي منذ الطفولة، اعتدن الجلوس في نفس المكان في النادي منذ ثلاثين عاما؟ لكن جد عليهن إبريق الشاي الأخضر الذي أدمنَّه حين كن يخرجن من المدرسة في وسط البلد ويذهبن إلي مقر الشاي الهندي الأخضر في وسط البلد. طبعا شرب الشاي ليس جريمة، وخاصة الأخضر منه، فهو صحي جدا ويؤدي إلي إذابة الدهون في الجسم ويقوي جهاز المناعة، لكن عند سوزي وأماني ومنال وتوتي، لا يقوي الشاي الأخضر جهاز المناعة فقط، لكنه يطلق أربع ماردات من القماقم التي تعشش فيها منذ قرون وقرون. لا هم لشلة الشاي الأخضر سوي إجراء مراجعة يومية للحياة وعلاقة كل واحدة بزوجها وأولادها.. تبدأ الحكاية.. وهات يانصايح لا تنتهي. سوزي: النهاردة لقيت جوزي راجع البيت مش طايق حد ولا حتي أنا، دخل علي السرير قفل الموبايل، طفي النور.. أغلق الباب وظل علي السرير صاحي وما بيتكلمش.. أسأله ما يردش.. أكلمه ما يردش؟ أماني وهي تحتسي رشفة من فنجال الشاي الأخضر ببطء يوحي بأنها ستخرج حلا من أعماقها: دي أول مرة تحصله الحالة دي.. ولا ده اتكرر أكتر من مرة. وقبل أن تجيب سوزي صرخت أماني: هو حاجة من اتنين؛ لو أول مرة يبقي كان في علاقة جديدة وفشلت.. ولو حصلت قبل كده يبقي جوزك من النوع اللي بيعمل علاقات كتير. صرخت توتي التي تبدو أعقل واحدة فيهن: حرام عليكم في إيه انتو كده مصرين تبوظوا حياة سوزي.. قبل ما نحكم عليه بالخيانة لازم نتأكد.. اعتدلت علي مقعدها وصبت المزيد من الشاي الأخضر وقالت: أنا عارفة واحدة في شركة الموبايل ممكن تجبلنا كل مكالماته.. وفيه واحد عنده سيارة خاصة بيشتغل في المراقبات.. يعني يستلم جوزك من ساعة ما يخرج من البيت لغاية ما يرجع يقولك راح فين.. قابل مين.. شاف مين.. وبيعمل إيه؟ صرخن جميعا: دي فكرة هايلة جدا عايزين مراقبة شاملة لكل أزواجنا علي الموبايل، والراجل بتاع المراقبات يأخذ كل زوج أسبوع، وكده نبقي حاطين الرجالة تحت المراقبة أربعة وعشرين ساعة.. جوه البيت.. وبره البيت. يبدو أن هذا الحل أشعرهن بنشوة غريبة فنادين علي سيد الجرسون وطلبن كميات مضاعفة من الشاي الأخضر.. وجلسن يشربن بنهم شديد وشعور بالزهو والانتعاش والانتصار.. هكذا سيضعن الرجال عند حدهم.. وتحت المراقبة. صرخت توتي: انتصرنا عليهم! ردت أماني: بدأ عصر النساء والنبي هنوريهم. شعرت سوزي بالهدوء فقد حلت مشكلتها وستعرف سر الحالة التي ظهر عليها جوزها، لذلك أخذت تشرب المزيد من الشاي وأشعلت سيجارة أخذت تتأمل دخانها وكأنها تشاهد سيناريو اليوم التالي.. وفجأة رن الموبايل، وردت سوزي: أيوه ياحبيبي طبعا حاضر حالا. سألتها أماني: طيب وحاضر وحالا كل الأدب ده لمين. ردت سوزي: ده محمد جوزي عايزني في البيت ضروري انتو عارفين بقي! صرخت توتي: طيب والاتفاق والمراقبة؟ لم تسمع سوزي بقية الكلام أخذت شنطتها وقامت مسرعة وقالت لصديقات الشاي الأخضر: دعواتكم!!؟