وهناك شباب آخر يري أن المقاهي مضيعة لشهر رمضان الذي حباه الله سبحانه وتعالي بالبركة، فالصلاة وقراءة القرآن وحتي الاهتمام بحضور الندوات الثقافية هي الأهم في رمضان.. فيقول عمرو القصري - 62 سنة - أنه يقضي رمضان في العمل صباحا وقراءة القرآن وبعد الإفطار يؤدي صلاة التراويح ثم يشارك بالدورات الرمضانية لكرة القدم التي تقيمها الشركة التي يعمل بها بل وتحرص علي تشجيع الموظفين بها علي المشاركة من خلال تقديم كأس للفريق الفائز. أما مني وليد - 12 سنة - منظمة رحلات فتقول أنها في رمضان تحرص علي ممارسة العمل الخيري من خلال مشاركتها في إطعام صائم عن طريق المشاركة في إعداد الطعام مع مجموعة من الأولاد والبنات ويقومون بعدها بتعليبه وتوزيعه علي الفقراء والصائمين المتواجدين في الشوارع وقت المدفع وتضيف مني أنها تستمتع كثيرا بهذا وسط صحبة من الأصدقاء تعرفت عليهم منذ ثلاث سنوات عندما بدأت المشاركة في عمل الخير. أما إيمان محمد 23 سنة فتقول: أقسم الشهر إلي أربعة أقسام، كل أسبوع عمل خير مختلف. فمثلا أول أسبوع كان توزيع لأكياس رمضان في الأماكن العشوائية كمنشية ناصر ومناطق معينة في المقطم. والأسبوع الثاني يكون "إطعام" نعمل طعام في البيت ونوزعه ساعة الإفطار علي العمال والعساكر والأمن في الشارع في ذلك الوقت أما بقية الأسابيع فلم أقرر بعد ماذا سأفعل فيها. ولاء الوطني - 92 سنة - ربة منزل قابلنا ولاء أمام أحد المساجد وكانت قد انتهت من أداء صلاة التراويح. وسألناها عن يومها في رمضان فقالت بعد الانتهاء من إعداد الأكل أقرأ قرآنا حتي ميعاد الإفطار وبعدها أذهب لصلاة التراويح وأحاول الانتظام عليها لأنها ترفعنا درجات في إيمانيتنا والروحانيات ترتفع أيضا والهدف من رمضان هو القرب من الله والخروج منه ونحن مكتسبون عادة إيمانية جديدة كقراءة القرآن بانتظام أو قيام الليل دائما وهكذا. أما علا سالم - 91 سنة - كلية الآداب أيضا فكانت تصلي التراويح في جامع السلام في مدينة نصر وقالت أنها كل سنة تنتظم في صلاة التراويح وأيضا في العشر الأواخر من رمضان تنتظم في التعبد أيضا في الجامع وتقول أن رمضان هذه السنة رائع لأنه في الصيف ،فتجلس أطول وقت مع الأسرة وتحس برمضان أكثر ولا تخرج "علا" مع أصحابها في رمضان لأنها تقول أن السنة كلها تكون للخروج وللأصدقاء أما رمضان فهي تعتبره "لله" وللأسرة وليس للخروج والسهر. وقابلنا مجموعة من الشباب يغادرون الجامع، أحمد سليمان- 22 سنة- خريج كلية الهندسة هذه السنة ولم يعمل بعد ويقول: أحب صلاة التراويح كثيرا وانتظر من رمضان لرمضان حتي أقوم بها لأنها تزيد من إيماني وأيضا في العشر الأواخر أصلي التهجد، أما عن برنامجي في رمضان فأسلي وقتي في الصباح بالمشاوير للأسرة وقضاء احتياجاتهم إلي موعد الإفطار ولكن لا أحب مشاهدة التليفزيون وخاصة في رمضان، مسلسلات كثيرة وبرامج أكثر وبصراحة لا يعجبني أي مسلسل، فأنا أفضل الأفلام عن المسلسلات. أحمد حسام - 22 سنة - هندسة عين شمس يقول: أصحو من النوم الساعة 21 وأجلس لقراءة القرآن وأنتظم جدا في صلاة التراويح مع أصدقائي وأفضل الصلاة علي الخروج، لأن رمضان صلاة وعبادة لا أكون مرتاحا إذا خرجت وأنا أعلم أنني يجب أن أقضي هذا الوقت في العبادة والصلاة. أما لؤي محمد حسام الدين - 12 سنة - مهندس لم يعمل بعد فيجلس علي الإنترنت للبحث عن عمل طوال النهار وقبل المغرب بساعة يجلس هو وأصدقاؤه لعمل مقرأة كل يوم ثم يفطر إما في البيت أو عند أقاربه لأنه لا يحب أن يفطر في الخارج، وبعد الإفطار أذهب للصلاة وأرجع للنوم الساعة الحادية عشرة وأما التليفزيون فلا أتابع غير عمرو خالد. وفي ساقية الصاوي تختلف الأجواء فعندما سمعنا أنها في رمضان تعد برنامجا متميزا من الندوات الثقافية والفنية والدينية بالإضافة إلي الحفلات التي تميزت بها الساقية ذهبنا ووجدناها بالفعل مليئة بالأولاد والبنات كل يمارس هواياته ويعبر عن اهتماماته بحرية. فيقول محمود محمد سعد - 42 سنة - مهندس: أشعر في الساقية "أن المكان مكاني" فأنا مواظب علي المجيء إلي هنا منذ أربع سنوات وكونت صداقات كثيرة من أعمار مختلفة ابتداء من الثانية عشرة إلي ما فوق الثلاثينيات والأربعينيات. فالساقية توفر لنا كل ما نريده كالندوات الثقافية والدينية والحفلات التي أحرص علي حضورها لأن الفرق المشاركة بها غالبا ما يكونون من أصدقائي مثل فرقة صحبة وهارموني وبلاك تيما. ويقول سعيد سمير - 62 سنة - محاسب: نقوم هنا بعدة أنشطة لأن الساقية مكان مختلف وفي أوقات فراغي أحب أن أواظب علي حضور الحفلات الموسيقية لفريقي المفضل بلاك تيما. ويضيف مصطفي مجاهد - 12 سنة: - هنا أستمتع بالأشياء التي أحبها كلقاء أصدقائي في مكان مميز علي النيل وسماع الأغاني والأشعار فأنا عاشق للأمسيات الشعرية خصوصا أشعار أحمد بخيت الذي أعشقه وأحفظ أشعاره وأحرص أيضا علي حضور الحفلات لبعض الفرق كإسكندرلا، وهي فرقة تغني أغاني قديمة لسيد درويش والشيخ إمام. وهذا اللون يستهويني كثيرا وأحب أيضا المقاهي والخيم الرمضانية ولكني في رمضان أقضي أغلب الوقت بالساقية حتي الثانية عشرة مساء ومن الحفلات التي أحرص علي حضورها عازف العود نصير شمة. ويتفق معه أمير عبد القدوس - 62 سنة - مهندس حيث يقول أحب الأمسيات الشعرية بالإضافة إلي أنني في الساقية أجد ناس "يشبهونني" في التفكير والشخصية ولو قضيت وقتي في أي مكان آخر كمقهي مثلا لن أشعر بالاستمتاع. وعن هواياته يقول أنا أحب القراءة كثيرا خصوصا لإحسان عبد القدوس ونجيب محفوظ ونزار قباني. أما كريم إمام - 22 سنة - طالب بالفرقة الرابعة بكلية التجارة فيقول: الساقية تمثل بالنسبة لي تغيرا كنت أبحث عنه فقد مللنا الجلوس علي المقاهي بالإضافة إلي أنني قد قضيت معظم الصيف بالساحل الشمالي ولكني في الساقية هنا وجدت أصدقاء جددا من نوعية مختلفة أستطيع أن أتحدث معهم بحرية لأنهم مثقفون ومتفتحون. ويضيف مصطفي السيد أبوالقاسم - 62 سنة - موظف بشركة الكهرباء أنه في رمضان يكون حريصا علي سماع الدروس الدينية لذلك يأتي إلي الساقية اليوم لحضور ندوة الداعية الشاب معتز مسعود. تقول سلمي محمد - 81 سنة - طالبة بالفرقة الأولي بكلية الهندسة أن الإجازة بالنسبة لها كانت وقتا ضائعا لذلك قررت أن تلتحق بورشة الرسم والتصوير الزيتي بالساقية كما أنها ستحرص علي المجيء مرة كل أسبوع لحضور الندوات الرمضانية ويتفق معها زميلها بالكلية أحمد عبدالله - 71 سنة - ويضيف أن هذه هي المرة الأولي له بالساقية ولن تكون الأخيرة لأنه وجد أشياء مفيدة والتحق بدورات اللغة الإنجليزية والعزف علي الجيتار، وهذا سيجعله يرتبط بالمكان أكثر لأنه يريد أن يتعرف علي أصدقاء جدد يمارسون نفس هواياته حتي يتبادلوا المعرفة.