الحجاب الرمضاني...؟! يرن الموبيل .. لا أهتم، إلا أن كثرة الإلحاح أجبرتني علي الرد.. وبمجرد أن قلت: هالو فوجئت بطلقات سريعة وأنفاس تتفوق علي سرعة الصوت والضوء! أنا تحت البيت وطالعة حالا..! وقبل أن أفيق أو أميز المتحدثة رن جرس الباب وتوقعت من هي صاحبة الموضوعات التي لا تؤجل .. فتحت لأجدها أمامي أمم توقعي في محله... و فوجئت بوجهها أحمر مثل الطماطم التي تركت في الشمس؟! وقد حملت في يديها كيسين كبيرين يشبهان أكياس هدايا عيد الميلاد! ولم يكن علي وجهها أي علامة من علامات الأخبار السيئة، بل ابتسامة واسعة.. ونظارة سوداء تخفي وجهها (قلت ربما خلف هذه النظاره آثار كدمات من يد زوجها الثقيلة تستحق فهي مزعجة) دار كل هذا بخاطري وهي تعبر من باب الشقة لتستقر علي أحد كراسي الصالة وهاهي تخلع نظارتها .. ولم أري آثار لا لتعذيب ولا حتي بكاء! حاولت أن أكون لطيفة لأنني لا أطاق في هذا الوقت من اليوم وبابتسامة مشجعة لبداية الحوار: إيه بقي الموضوع المستعجل؟! وبحركة مسرحية شكسبيرية أفرغت محتويات الكيس الأول.. (ذكرتني بفيلم "معبودة الجماهير" . وأخرجت كم من العباءات والطرح والإسدالات وقلت في نفسي آه رمضان وبداية المشاريع اللي مكسبها 003 ٪، وقبل أن أقول إنني لا أفهم في التجارة، أطرقت بنظرها وبصوت كله خشوع حتي إنني تلفت حولي لأعرف مصدر هذا الصوت. أنا هاتحجب .. رمضان قرب بقي..إيه رأيك؟! حملقت في وجهها.. فلم أعرف رأيي بماذا..؟ برمضان ..؟ أم بحجابها..؟ وبمنتهي البساطة أجابت: بقولك رمضان وبفكر أغطي شعري مش لذيذ؟! ولم أجد ما أرد به فمثل هذه الأمور لا يحكم عليها بلذيذ أم لا ولم تمهلني الإجابة، وبصوت دفاعي قالت: انتي عارفه من كتر اللي لبسوه مبقاش في فرق بين بردون الهانم والسيرفنت بتاعتها .. بس ده رمضان وده غير أي شهر !! ولم تجد مني أي رد فعل! فأعادت السؤال ولا إنتي إيه رأيك ؟! بهدوء قلت: بصي رب رمضان هو رب بقية الشهور .. ولو انتي شايفه إن ده أمر وتقدري عليه ابتدي ومن دلوقتي. وبعصبيه في غير محلها: يعني أتحجب ولا لأه؟! وهي تتطلع لمحتويات الكيس ! بصي الموضوع ده شخصي بينك وبين ربنا. عارفه بس انتي إيه رأيك ؟! ما تفكري انتي كمان (وبدون مناسبة قالت): آه انتي شكلك ضد الحجاب! وحتي لا أفقد أعصابي رددت بهدوء: أنا لا مع ولا ضد وبعد رمضان ها نعمل إيه قصدي ها تعملي ايه؟! ولم ترد، بل أخذت تعبث بالطرح والعبايات بطريقة طفولية وبتردد : لما يخلص رمضان أبقي أشوف (وبحماس) وبعدين رمضان ده شهر الطاعات والعبادات...انتي ايه مش متابعة التليفزيون دي أبواب الجنة مفتوحة! لم أستطع مسك نفسي وضحكت بصوت عالٍ جدا: شهر الطاعات .. وبقية الشهور إيه معاصي وموبقات وأبواب الجنة مقفولة .. (لم ترد) بصي اللي أعرفه إن العبادات والطاعات لاعلاقة لها بالأشهر وانتي حره. و بسرعة بدأت لملمة محتويات الكيس وهي تقول: أنا أستاهل اللي باخد رأيك بدل ما تقولي مبروك طريق الجنة وغطي شعرك وتقربي من ربك زي الأخوات ياخسارة. ولم أرد أن أكسفها فهي في بيتي قلت علي سبيل المجاملة: خلاص ألف مبروك .. بس انتي ما ورتنيش الكيس التاني فيه إيه ؟! وعلي الفور أزاحت الكيس الرمضاني بعيدا ....وأفرغت الكيس التاني لأري مايوه وكاش مايوه...!! ومجموعة من ال"تي شيرت" وشورتات وبصوت حماسي فرح قالت: أنتي عارفة بعد رمضان والعزومات والسهر بقي عايزة أستريح فحجزنا في شرم وناقص كام فستان ولسه مايوه جاي من إيطاليا... و... وتاهت كلماتها الحماسية.... وتمتمت قائلة فعلا رمضان شهر غير بقية الشهور!؟