أقاويل .. شائعات .. وربما تصبح حقائق فى الأيام القليلة الماضية .. فهناك من قال أن البلد هيتحرق يوم 25 يناير، وهناك أيضا من قال نحن فى انتظار المصائب بعد 25 يناير من تكسير وخراب .. لذلك كان هناك من أغلق محل «أكل عيشه» خوفا من ضياع رأس ماله فى التخريب والفوضى التى قد تعم على المحال المجاورة لميدان التحرير ... سيمفونية الرعب الكبير استمع إليها جميع المواطنين .. أثارت الرعب، القلق، الذعر .. حالة من التأهب والترقب بالأوضاع هل سيستقر الوضع ويمر مرور الكرام .. هل ستشتعل الأحداث لتلتهم مشاعر الطمأنينة والهدوء المتبقية لدينا .. أغلب أصحاب المحلات المجاورة للميدان أعلنوا الإغلاق تحسباٍ لما قد يكون من خسائر مادية وخسائر بشرية ورفعوا شعار «مغلق لانشغال الميدان». عمرو عبد الرحمن المسئول عن محل بلانش فى طلعت حرب قال: قمنا بإغلاق المحل يوم 25 يناير كإجراء وقائى قبل حدوث أى مشاكل أو اشتباكات لأننا من أوائل المحلات التى تطل على الميدان وعند حدوث أى ضرب أو اشتباك يجرى المتظاهرون باتجاه محلات طلعت حرب وأعمال التخريب تحدث مجاورة لنا .. ولم نترك المحل بلا حماية فقسمنا أنفسنا نحن الشباب لحماية المحل بتواجد اتنين منا فى الداخل مع غلق الأنوار واتنين خارج المحل .. لكى نحمى المحل من السرقة أو من أى أضرار قد تلحق بالمحل .. فنحن نعيش حالة من التأهب والترقب والانتظار خوفا من حدوث أى مشكلة ليس فقط يوم 25، وإنما فى الأيام القادمة. * إجازة للباعة الحاج على مختار صاحب محل «فرست مان» للملابس الرجالية قال: قبل يوم 25 يناير بيومين بدأنا فى الاستعداد لاستقبال هذا اليوم الذى أثار بداخلنا الذعر والقلق على المحل لأنه أكل عيش وعلى البضاعة الموجودة بداخله.. واتفقت مع العمال والبائعين على أن يأخذوا يوم الأربعاء الموافق 25 يناير إجازة احتسابا لأى موقف يحدث فنحن لا علم لنا بما سيأتى أو بتطورات الأحداث ... إضافة إلى أننا لن نخسر كثيرا لغلق المحل لأن يوم 25 يناير والأيام التى تليها سنعيش حالة ركود ليس بسبب الحالة الاقتصادية أكثر منه بسبب موقع المحل القريب من ميدان التحرير .. فلن ينزل أى شخص فى هذه الأيام للشراء والمجازفة مرورا بالتحرير. * غير مغلق أما أحمد عبد المقصود المسئول عن محل «تيوليب» للملابس الرجالية قال: لم نغلق أكل عيشنا يوم 25 يناير ولا فى أى يوم وسنأخذ هذا الإجراء عندما يحدث شيء بالفعل .. ولن نضع أنفسنا تحت طائلة التوقعات .. سنعيش اليوم بيومه .. وإذا حدث أى أضرار أو مشاكل .. مثل الضرب أو الاعتداءات سنقوم بتفريغ المحل من البضاعة وتخزينها بمخازننا .. وإغلاق المحل لحين تهدئة الأوضاع .. أما فكرة إغلاق المحل خوفا من حدوث شىء قبل حدوثه فهي فكرة مستبعدة .. وفى النهاية الله هو الحامى. * خوفا من السرقة والبلطجة وقال أيمن المنصورى صاحب محل أحذية وحقائب جلدية: قمت بغلق المحل ابتداء من يوم 25 يناير وحتى يوم 28 خوفا من حدوث أعمال بلطجة وشغب كما حدث فى العام الماضى فكانت مسيرة 25 و26 و27 يناير هادئة وسلمية، وإنما يوم 82 كان يوما عالميا حدثت فيه مفاجع كثيرة ... نحن نؤمن بقضاء الله وقدره، ولكن لا نلقى بأنفسنا فى التهلكة .. والخوف ليس من يوم 25 يناير وإنما مخاوفى في الأيام التالية لأن أهالى الشهداء لن يقفوا صامتين أكثر من سنة ... كما أن هذه الأيام ستنخفض القوة الشرائية جدا.. ولن نحصل سوى على زبون أو اتنين وسنتعرض لمجازفة كبيرة فالله الغنى عما سيحدث. * الشومة لحماية المحل كما قال الحاج أحمد خيرى صاحب محل «أميجو» للملابس الرجالية: لن نغلق المحل على الرغم أن كل المحلات أو الأغلبية العظمى منها فى شارع طلعت حرب وقصر النيل قاموا بإغلاق محلاتهم ولكن نحن لن نغلقها .. إلا إذا وجدنا أن هناك خطرا على أنفسنا وعلى بقاء المحل مفتوحا عندها سنغلق المحل ونبيت داخله حفاظا على رأس مالنا .. وفيما غير ذلك نحن مجهزون بالشوم استعدادا لاستقبال أى بلطجى واستعدادا لحماية أنفسنا من التعرض للسرقة أو التخريب والتكسير ... ولا أقصد بذلك معتصمى أو متظاهرى التحرير وإنما دائما فى الازدحام تنتشر الفوضى ويكثر البلطجية والحرامية وسط الشرفاء. * خوفا على البائعات وقال محمد مصطفى أبو زيد المدير لمحل «لاستيلا الشيماء» ملابس حريمى: قمت بإغلاق المحل لأكثر من سبب أولا خوفا على البائعات من النزول فى مثل تلك الأجواء وتعرضهن للأذى مرورا بالتحرير .. والسبب الثانى هو أنه لن يأتى إلينا أحد ليشترى فى مثل هذه الأيام التى يشوبها القلق والتى جعلت جميع السكان يعسكرون فى بيوتهم ونزولهم للضرورة القصوى و«المجنون» فقط هو من سيأتى إلينا المحل للشراء وذلك لقرب المحل من الميدان ... ولكن أيضا لا نستطيع أن نترك المحل بلا حماية عرضة للتكسير والتخريب وسأبيت فى المحل أنا وأخى حفاظا عليه من السرقة أو الحرق. * فى حالة الطوارئ أما بالنسبة إلى «هايبر ماركت» معروف قال مسئول العلاقات العامة: إن الهايبر يعمل بكامل طاقته من موظفين ويعمل فى المواعيد المخصصة له ولم يتم تغيير شىء اعتبارا لما قد يكون .. وإنما ستتغير المواعيد فى حالة واحدة فقط إذا تجاوز الأمر حده وتم فرض حظر التجول للتقليل من الشغب فعندها سنقوم بعمل إعلانات فى مختلف الجرائد صفحة أولى لتعريف عملائنا الكرام بالمواعيد الجديدة وأيام العطلات كسبا منا لثقتهم بنا .. وفيما عدا ذلك فنحن نعمل بأعلى مستوى للحفاظ على عملائنا الكرام ومازلنا نقدم عروضا للمنتجات .. واشتعال الأحداث هو الذى سيفرض علينا بعض التغيرات الطارئة. * نترقب الموقف ويسود نفس الوضع فى «هايبر ماركت» بمول تجارى شهير .. وقد قال المسئول به: الناس لديها حالة رعب وقلق كبيران ونتعرض لهذا السؤال من قبل العملاء هل سيتم إغلاق الهايبر فى هذه الأيام المقلقة؟ أم سيتم تغيير مواعيد العمل؟ .. ولكن دائما أطمئن العملاء بأننا سنعمل فى نفس المواعيد العادية ونحن نترقب الموقف فإذا حدث أى ظرف طارئ يستدعى تغييرا فى المواعيد أو غلق الهايبر لأيام معدودة سيتم إبلاغ العملاء بها عن طريق إعلانات سنقوم بنشرها قبل غلق الهايبر .. ومن الواضح أن الجميع يعيش حالة من القلق والخوف من أن تشتعل الأحداث مثلما حدث فى يناير الماضى، ولذلك العملاء يتوافدون بكثرة ويقومون بالشراء خوفا من نفاد البضاعة واحتسابا لأى طوارئ قد تظهر على البلد .. ففى العام الماضى لم يكن أحد يتصور ما حدث ويتوقع أنه فى يوم وليلة سيتم فرض حظر تجول وعانى بعض الناس من عدم وجود ما يكفيهم من مستلزمات غذائية واستنفدت المحلات الصغيرة بضائعها لشدة الطلب عليها وقت الحظر.