على مدى يومين اضطربت الحركة فى منطقة وسط البلد بالقاهرة وتأثرت حركة البيع والشراء فى تلك المنطقة التجارية ، حيث تعرضت الكثير من المحلات لخسائر كبيرة نتيجة إغلاقها مبكراً عن موعدها كما تراجع الإقبال عليها بسبب حالة الارتباك القائمة . تصوير : محمد لطفى لكن هذه المحلات عاودت نشاطها اليوم بشكل طبيعى على طريقة فاصل ونعود ، حيث من المتوقع أن يتكرر سيناريو اليومين الماضيين غداً .. فماذا عن خسائر وسط البلد وهل ستغلق المحلات التجارية ومطاعم الفاست فود ودور العرض السينمائى واللوكاندت غداً – الجمعة - خوفاً من المظاهرات التى ربما تكون متبوعة بأعمال تخريبية أم ستكون الحالة رغم كل ذلك طبيعية ... بوابة الشباب تجولت فى هذه المنطقة العريقة لتكشف حالها الآن.. برنامج حفلات دور العرض السينمائى الموجودة بوسط البلد غداً يوحى بأن الحالة مطمئنة وان الجو عادى ، فى سينما ريفولى ستبدأ أولى حفلات غداً فى تمام الساعة الواحدة ظهراً وفى سينما مترو ستبدأ أول حفلة فى العاشرة صباحاً بينما ستكون الحفلة الثانية فى الثالثة عصراً ، كذلك الحال بالنسبة لسينما ميامى وديانا بلاس وسينما رينسانس حيث لن تؤثر مظاهرات الغد على برامج دور العرض كما أنها لم ثؤثر أيضاً على الإقبال عليها وهذا ما شاهدناه من كثرة توافد الشباب لمشاهدة الأفلام المعروضة الآن فى حفلات المساء .. أما محلات الملابس فقد تعرضت لخسائر كبيرة ليلة أمس و اضطر الكثير منها للإغلاق خوفاً من حدوث أى تجاوزات خلال المظاهرت ، ويقول أحمد خلف صاحب محل ملابس فى ميدان طلعت حرب: حالة البيع ضعيفة و " السوق نايم " منذ يومين تأثرا بالمظاهرات حيث لا تشهد وسط البلد الاقبال المعتاد لها فى هذا التوقيت الذى كنا نعتبره موسماً وأوكازيون لأنه يتواكب مع إجازة منتصف العام ، وليلة أمس اضطررنا لأن نغلق المحلات مبكراً عن موعدنا المعتاد نتيجة سوء الحالة الأمنية فى وسط البلد ولك أن تعلم أن غلق المحل لمدة يوم يتسبب فى خسائر كبيرة خاصة عندما يكون المحل بالإيجار وتكون عليك التزامات وعمال وبائعين وخلافه ولذلك هناك محلات خسرت آلاف الجنيهات بسبب الشغب والمظاهرات وحتى لو لم نغلق المحلات فهناك كارثة أخرى وهى أن حجم الاقبال نفسه يقل على الشراء وعادة نحن لا نقوم بإغلاق المحلات لمجرد أننا سمعنا أن هناك مظاهرة وإنما نفتح عادى جدا وبشكل طبيعى وإذا ساءت الأحوال نكون مستعدين لغلق الأبواب ولذلك لو لاحظت وقت المظاهرات كانت أبواب أغلب المحلات فاتحة نصف فتحة لأن هناك حالة خوف لا يمكن أن ننكرها. أما محلات الأكل فقد تكبدت خسائر كبيرة هى الأخرى وخاصة محلات الوجبات السريعة الموجودة بميدان التحرير بجوار الجامعة الأمريكية وهى المنطقة العاصفة التى تتجمع فيها المظاهرات حيث توجد محلات كنتاكى وبيتزاهت وهارديز ، مثلاً محل بيتزاهت يفتح يومياً من الساعة الحادية عشر صباحاً وحتى الساعة الثالثة مساءً ، أما محل كنتاكى بشارع محمد محمود فهو مغلق الآن للتحسينات فى حين يفتح محل هارديز طوال 24 ساعة وحركة البيع والشراء كما قال لنا أحد العاملين فى محل هارديز – رفض ذكر اسمه- محدودة خاصة وأن قوات الأمن المركز تعسكر أمام المكان الآن وحتى الآن لم تصدر تعليمات بإغلاق المحل غداً لكنه غالباً سيظل مفتوحاً وإذا توترت الأحوال فسيتم إغلاقه وطبعاً هذه المظاهرات تسببت فى خسائر كبيرة حيث انخفضت الإيرادات عدة آلاف من تراجع الإقبال على المحل .. أما الحركة فى المراكز الثقافية فى وسط البلد فتبدو طبيعية جدا ولن تتوقف برامجها غداً حيث يشهد أتليه االقاهرة نشاطاً ثقافياً معتاداً كذلك دار ميريت بشارع قصر النيل كما سيقوم صاحب ريش مجدى ميخائيل بتنظيم الإفطار الأسبوعى الذى يحضره عدد من المثقفين صباحاً كعادته كل يوم جمعة . أما الحالة فى اللوكاندات الشعبية بوسط البلد فهى غير طبيعية حيث تشهد تراجعاً كبيراً فى حجم الاقبال عليها منذ ليلة أمس الأول حسبما ذكر لنا محمود حسان مدير لوكاندة " لوكير" حيث يقول واضح أن حركة الإقبال على القاهرة من محافظات الصعيد تأثرت بسبب المظاهرات لدرجة أنه لم يسكن أحد فى اللوكاندة منذ ليلة أمس وحتى الآن وهذا على غير المعتاد ويؤكد حسان من خلال خبرته الطويلة فى الفنادق على أن الإقبال على القاهرة يتأثر بالظروف الموجودة وطالما فيه قلق طبيعى تقل حركة التنقل والاتسقرار فى اللوكاندات خاصة وأن أغلب من يسكنون هذه اللوكاندت إما ناس مريضة جاءت للعلاج أو ناس حضرت لقضاء ملصحة وبالتالى لا يوجد شك هناك تأثر كبير خاصة فى لوكاندات شارع كلوت بك. الشوارع الآن فى وسط البلد هادئة والحركة طبيعية للغاية لكنه ليلة غدا ربما تعود حالة القلق مرة أخرى فتضطر جميع هذه المحلات لإغلاق أبوابها كما فعلت ليلة أمس ، كما ستضطر محلات أخرى لأن تغلق أبوابها وهو مالم يحدث طيلة سنوات حيث تعمل 24 ساعة يومياً بلا انقطاع مما يعنى ان الخسائر ستكون غير معتادة .