لاداعى لأن يسألنى أحد متى عرفت السفير حسن عيسى لأنى لا أعرف تاريخا محددا لميلاد صداقتنا، فقط أتذكر بعيون الخيال مشهد خلق الله لهذا العالم، وكيف جمعنا سبحانه وتعالى من ظهور آبائنا لنشهد أنه الواحد الحق، وكيف قرأ كل منا لحظتها ملامح أصدقائه الذين سيلتقى بهم فى رحلة العمر، خصوصا هؤلاء الذين سيقفون بجانبك فى لحظات اغترابك عن كل من حولك، ومحاولتك السباحة فى أيام أسنانها حادة كالأمواس، أتذكر أنى رأيت حسن عيسى فى لحظة خلق الكون وأننا سنلتقى ذات نهار ولن يفرقنا خلاف فى الرأى، بل سنعيش فى حديقة المودة الصافية. وهذا ما حدث بالضبط حين دخلت ذات مساء إلى غرفة مكتب منصور حسن إبان عمله كوزير لشئون رئاسة الجمهورية ووزير للثقافة والإعلام، وكانت الساعة تقترب من الواحدة صباحا وكان حسن عيسى قد دخل إلى لقائه فى العاشرة، ولما طال وقت انتظارى دخلت عليهما لأقول بصوت هادئ: «هل لى أن أعرف سر هذا الاجتماع الطويل»؟ هنا قال منصور حسن: هذا هو صديقى من أيام الطفولة وستكونان أصدقاء لأن كلاً منكما حاد ونقى، سمعت الجملة لأعرف من بعدها أن حسن عيسى قد تم استدعاؤه من موسكو حيث كان يعمل مستشارا بسفارتنا هناك فى مناخ اختنقت فيه صداقة مصر بالدولة التى أمدتنا بالسلاح الذى حاربنا به أكتوبر المجيد ولكن كانت هناك مرارات علقت فى وجدان السادات لطول مماطلة الروس فى تسلم السلاح الذى يمكن أن نحارب به، وقد وصل السلاح الروسى بعد معاناة تفوق الخيال. وكان سؤالى الأول لحسن: كيف عشت تلك الأيام التى اختنقت فيها الصداقة المصرية السوفيتية؟ وكان توقيت السؤال هو صباح اليوم التالى، وقد بدأ حسن وبدا مشغولا بمحاولة معرفة حدود الوزارات الثلاث التى سوف يدير مكتب الوزير المسئول عنها وهو منصور حسن، فمنصور قريب من السادات إلى درجة أثارت دهشة وغيرة كل رجال البلاط ولم ينتبهوا إلى حقيقة بسيطة فى شخصية منصور وهى رفضه المطلق أن يكون كاذبا فليست السياسة هى فن الكذب الأنيق ولكنها فن اختراق الوقائع بعيون ترى ماذا تحت سطح الحقائق ولأن السادات قد عانى من نفاق كل من حوله له لذلك أحب منصور حسن الذى عامله كإنسان فى موقع القيادة، ولكن شيئا من الذى يطمع فيه الغير ويتنازلون عن كرامتهم من أجله هو أمر مرفوض تماما من منصور حسن. أخيرا خرج حسن عيسى من ترتيب غرف أفاعى البيروقراطية بأن حدد مسئوليات كل من يعمل فى وزارة الدولة لرئاسة الجمهورية ولم يزد عدد العاملين على ستة دبلوماسيين شباباً انتدبهم حسن عيسى من وزارة الخارجية. كنت مندهشا من أن تجمع أوراق ثلاث وزارات كل منها تحتاج إلى طاقم من المديرين يفوق فى العدد أى وزارات أخرى، ولكن حسن عيسى قادر بحكم تاريخه وحكم معرفته بدقائق السياسة كيف يمكن أن تخرج الحقائق صافية بلا شوائب مع مشاريع احتمالات لكل قرار يقترحه أحد، وما النتائج المتوقعة. كنت مندهشا لأنه ضمن أعباء هذا العمل على سبيل المثال مسئولية إدارة التليفزيون والإذاعة ومعهما الهيئة العامة للاستعلامات بمن فيها من بشر يرقد بعضهم على نيران تاريخه السابق والمؤلم مثل صفوت الشريف، ومنهم من يحكى لك تفاصيل عذابه من أجل الترقى لدرجة المدير العام فراح ينفذ طلبات حرم وزير سابق فى اختيار ملاءات سرير المصيف ولكن الوزير انتقل إلى دائرة الوزراء السابقين وعندما تقترب من وزارة الثقافة ستجد عملاقا ثقافيا هائلا هو سعد الدين وهبة الذى طالما تمنى منصب وزير الثقافة ولكن السادات قد حدد وضعه كوكيل أول وزارة وبصفاء قلب منصور حسن بنى جسرا من صدق وهاج بينه وبين سعد الدين وهبة الذى قبل عن طيب خاطر أن يشاور حسن عيسى فى تفاصيل أى عمل أو أى قرار وطبعا كان الصراع بين سعد الدين وهبة والدكتور رشاد رشدى الذى كان مديرا لأكاديمية الفنون، هو صراع متوحش ولم يسمح منصور لرشاد رشدى أن يتوغل خارج الأكاديمية أو أن يقيم لنفسه إمبراطورية صغيرة يكون هو سيدها، وتجلى ذلك حين طبع رشاد رشدى بطاقات دعوة الاحتفال بعيد الفن دون أن يعرض التفاصيل على منصور حسن، ومازلت أتذكر خطبة منصور على مكتبه وهو يحدث رشاد رشدى: أقدم لك الاحترام كمثقف ورجل فى عمر والدى ولكن ترتيب المسئوليات لا يطلب منك التجاوز لحدود عملك، وعلم رشاد رشدى أن ألاعيب الدسائس وغيرها لن تصلح مع رجل يحترف الوضوح. ولعل ذلك ما جعل رجلا بتاريخ مشين مثل صفوت الشريف يعيد ترتيب أوراق تعامله سواء مع منصور حسن أو مع مكتبه الذى يمثله حسن عيسى فحسن هو من يعلم جيدا تفاصيل فصل صفوت الشريف من جهاز المخابرات، ومن روى التفاصيل هو أمين هويدى الذى لا يعرف الكذب أو اللوع، ولكن السادات نكاية فى الناصريين قام بتعيين صفوت الشريف فى منصب وكيل هيئة الاستعلامات وصار عليه أن يلتقى بحسن عيسى الحافظ لتاريخه، وأجاد حسن معاملته طوال سير صفوت على العجين بلا ملاوعة. كثيرة هى الليالى التى سهر فيها حسن عيسى يرقب ويدير ويحاور ويصل إلى الحقائق ليضعها أمام منصور حسن، وكان الشخص القريب من قلب حسن عيسى وقلبى إنه أستاذى الشاعر الجميل صلاح عبد الصبور، وكان الكلام مع صلاح عبد الصبور هو تفجير لطاقات إبداعية لا تعرف حدودا ولعل ذلك سر محبة منصور حسن البالغة لهذا الشاعر الذى ما أن نطق ذات نهار أمام منصور أن الخطأ الأساسى عند بعض القيادات أنها تخلط بين قائد الوطن وبين الوطن نفسه فلم يكن عبدالناصر هو مصر ولكنه كان رئيسا لمصر، والسادات ليس هو الوطن، ولكنه قائد للوطن فى فترة قد تطول أو تقصر فالأشخاص ينتهون لكن الأوطان باقية ورأيت ملامح منصور وهى تفخر بمعرفة رجل يعرف الفارق الذى يتناساه كل من يقترب من دوائر صناعة القرار حيث يتم الخلط بين الوطن وبين شخص القائد للوطن. وكان حسن عيسى من نفس نوعية صلاح عبدالصبور، لكل قائد فائق الاحترام بحكم جلال الموقع، ولكن الوطن يعلو كل الأشخاص. لأن حسن مارس تلك المسألة منذ التحاقه بالخارجية وتخصصه فى الموضوع الإسرائيلى، وهو ما دفع به إلى أخذ فرقة صاعقة بالقوات المسلحة، فهو من يكلف أحيانا بمهام قد تطلب درجة من اللياقة البدنية تفوق لياقة الدبلوماسى العادى، وهو من شرب روح القتال من مثقف ومقاتل نادر تولى منصب نائب وزير الخارجية لفترة تم فيها بناء وزارة الخارجية من الألف إلى الياء، وهو حسين ذو الفقار صبرى، هذا الذى تعامل بندية كبيرة مع جمال عبدالناصر مما جعل المحيطين بجمال عبدالناصر يحرصون على إبعاده عن دائرة القائد. ولم يكن حسين ذو الفقار صبرى يهتم بالاقتراب أو الابتعاد من الزعيم، لكنه كان يهتم بمعارك الوطن وكيف يمكن تلاشى الهزائم وتعظيم المكاسب، وكان حسن عيسى قريبا من قلب الرجل فضلا عن محبة كل من عمل فى إدارة الأبحاث بوزارة الخارجية، التى كانت هى عصب وزارة الخارجية وعمودها الفقرى. وكان الشخص الذى أحب عيسى أيضا هو أمين هويدى الذى عمل سفيراً لمصر فى العراق، ثم انتقل بعد هزيمة يونيو 7691 إلى إدارة الأمن القومى، وطبعا كان هناك تعاون بين الخارجية والأمن القومى فى تلك الفترة القاسية، وطبعا لا ينسى حسن هذا النداء الذى قاله له أمين هويدى، نداء موجزه أن هناك صاروخا تستخدمه إسرائيل فى ضرب قواعد الرادار، وقد تباطأ الروس كثيراً فى نقل خبرة الفيتناميين لقهر تلك الصواريخ، وتلقى حسن عيسى المهمة ليطير أحدهم ويأتى من هانوى عاصمة فيتنام بمعدة بسيطة للغاية يمكن تصنيعها محليا للتشويش على الصاروخ، ثم طار حسن عيسى إلى أوروبا ليأتى بعدة صواريخ من هذه النوع الأمريكى، جاء بها من داخل قواعد حلف الأطلنطى، ولا داعى أن تسأل كيف حدث ذلك لأن حسن عيسى لن يجيبك، من بعد ذلك تمت تجربة ذلك الصاروخ وكيفية عمل أجهزة التشويش عمليا بحضور جمال عبدالناصر ولم يرو حسن لى تلك الواقعة بل رواها لى الفريق يوسف صبرى أبو طالب وكنا فى زيارة له - حسن عيسى وأنا - إبان عمله كمحافظ لسيناء الشمالية. وكان من الطبيعى أن ينال المقاتل فترة الهدوء بعد الحرب فى أكتوبر 3791 فينتقل للعمل فى روما، وكان الرئيس السادات قد فتح أبواب السفر على مصراعيه للشباب، فما كان من إسرائيل إلا أن أقامت مكتبا فى محطة قطارات روما بدعوى تشغيل الشباب المصرى، لعلها تجند منهم من تشاء، وفى هذا إرباك شديد لأجهزة الأمن القومى، فيتولى حسن عيسى مع السيد على طيرة عملية تأديب وتهذيب أعضاء هذا المكتب عن طريق إيطاليين متخصصين فى تكسير عظام أى كائن. ولمن يتساءل من هو على طيرة، عليه أن يعلم أنه ذلك الموظف الدائم بالسفارة المصرية فى روما منذ منتصف الخمسينيات، وهو من أسهم بشكل فعال فى تهريب رجلى المخابرات المصريين قبل أن يلحق بهما الأمن الإيطالى ليعتقلهما بسبب حادث تهريب صندوق بداخله جاسوس إسرائيلى تم خطفه من باريس لكنه أفاق أثناء تعطل الطائرة المصرية بمطار روما، وعلى طيرة هو أيضا من شارك الرحلة فى عملية إنقاذ الفلسطينيين الذين خطفوا الباخرة أكلى لاورو فخطف الأمريكيون الطائرة المصرية التى تقلهم. كان على طيرة قادراً على أن يفعل المعجزات فى روما فهو من درس الشخصية الإيطالية وعرف جميع مفاتيحها وهو من أحب حسن عيسى أثناء عمله بروما سنوات ولم ينسه حسن عيسى أبدا، فقد تحملا معا أعباء مشتركة أثناء تلك الفترة، وطبعا كان حلم على طيرة قبل أن يموت هو أن يقوم بالحج، فلما تولى حسن عيسى منصب الممثل المقيم لبطرس بطرس غالى بالسعودية أرسل له دعوة كى يؤدى فريضة الحج، وليعود بعدها إلى روما ليغادر الحياة مستريح البال على أنه خدم الوطن بما يستحق. كانت فترة عمل حسن عيسى بمكتب منصور حسن هى مثال لدقة غريبة، فقد سار العمل كالساعة، وكانت الصداقة بين الاثنين تمنع العناكب ومحترفى إفساد موسيقى العمل من أن يقتحموا عمق تلك الصداقة الرصينة. ومازلت أذكر الأيام الأولى التى عاد فيها حسن عيسى إلى الخارجية بعد استقالة منصور حسن، أتذكر يوم الاستقالة وكيف جلس أحدهم على كرسى أمام مكتب الوزير فى انتظار من يأتى ليحتل المكتب فى نفس المنصب، وكان مطلب الجالس على الكرسى وهو رجل القانون أن يستمر انتدابه فى نفس عمله بأية طريقة. ولم أندهش أنا ولم يندهش حسن عيسى، فقد جاءت ذات نهار سيارة من وزارة الزراعة بمناسبة العيد وهى تحمل كمية هائلة من اللحوم والأرز والعدس والفول كهدية من الوزارة لوزير الدولة ولا داعى لأن أحكى عن انزعاج منصور حسن من تلك الهدية إلى أن قدم حسن عيسى الحل، وهو أن يتم حصر الموظفين من الدرجة الخامسة وما تحتها ويجرى توزيع تلك الهدية عليهم بالتساوى، ومازلت أتذكر رجلاً يجيد حفظ القوانين، وهو يدق باب حسن عيسى متسائلا: أليس لى نصيب أيضا فى هذا التوزيع، طبعا نال من كلمات حسن عيسى المهذبة فوق خياله، أن العاملين فى هذا المكتب لا يتناولون أية مكافآت إلا من جهات عملهم وليس لأى منهم نصيب فى مثل تلك الأمور، لأن مناصبهم أكبر من أن يصحب أحدهم لعائلته كيسا ممتلئا بالعدس وآخر بالفول وورقة بها كيلو لحم أو أكثر. وأتذكر إصابتى بأزمة ذبحة صدرية حادة ولم أجد الدواء الخاص بها فى أى صيدلية وهو أقراص هيموكلار توضع تحت اللسان فجاءنى بها حسن عيسى، لا أدرى من أين، ليدق بابى فى صباح السادس من أكتوبر عام 1891 ولنرقب معا على شاشة التليفزيون عملية إطلاق الرصاص على السادات، فيقول حسن: سبحان الله كان المفروض أن يجلس منصور حسن على كرسى كبير الياوران الذى استشهد فى هذا الحادث. ويعود حسن عيسى إلى مجاله الفعال وهو إسرائيل ليكون فى عملية تحديد نقاط الحدود التى تفصل مصر عن فلسطين التاريخية، ويرأس لجنة تفاوض مع الجانب الإسرائيلى، فيقول أحد أعضاء الوفد الإسرائيلى، إن على مصر أن تدفع تكلفة رصف الطريق الذى شقته إسرائيل، فيبتسم حسن عيسى قائلا: يمكنك أن تحول الأسفلت إلى سجادة وتلفه لتأخذه معك فلست مستعدا أن أدفع دولارا واحدا من عرق المصريين ثمنا لطريق، أنت تعلم أنكم استفدتم من سيناء فوق خيال أى أحد. وفى جلسة أخرى تتوتر المفاوضات نتيجة تأخر وتطاول عضو وفد إسرائيل على الوفد المصرى فما كان من حسن عيسى إلا أن قطع المفاوضات وقرر تعليقها، وهنا جن جنون الجانب الأمريكى الساعى إلى توقيع الاتفاق وأصر حسن عيسى على أن يعتذر الإسرائيلى وبعد أن تم الاعتذار عادت المفاوضات. وكان من تلقى خبر إيقاف المفاوضات هو صفوت الشريف الذى بدأ فى ضرب الأسافين عند مبارك ضد حسن عيسى فحسن هو من يعرف تاريخه، ويعلم لماذا تم فصله من المخابرات العامة، وهو ما جعله يسير على العجين فلا يلخبطه أثناء إدارة حسن عيسى لمكتب منصور حسن. ويختاره كمال حسن على رئيس وزراء مصر فى تلك الفترة قنصلا لمصر فى إيلات، فيفتح التجمعات الإسرائيلية على القنصلية لتكون أى دبة نملة فى إسرائيل تحت سمع وبصر حسن عيسى. وعندما يعود إلى مصر يتولى إدارة إسرائيل فى الخارجية، وما إن يأتى الدور عليه ليسافر كسفير مصرى فى أى موقع حتى تنفجر فيه كراهية مبارك لكل الفترة التى عاشها أثناء تولى منصور حسن لمنصب وزير دولة لرئاسة الجمهورية، فقد كره مبارك رؤية أى شخص رأى كيف عامله السادات كشخص كمالة عدد وكيف كان يعامل منصور حسن كعقلية سياسية لا تعرف الكذب. وحين تولى د. بطرس بطرس غالى منصب الأمين العام للأمم المتحدة انتدب حسن عيسى ليكون ممثله فى السعودية. وهى أيام ازدهرت فيها علاقة الأممالمتحدة بالأمير الراحل فيصل بن فهد الذى كان مسئولا عن الشباب السعودى. وفى تلك الفترة انتدبنى حسن عيسى كى أعمل معه مستشارا إعلاميا وثقافيا لبعض الوقت، وأقمنا الندوات والمسابقات وصار احتفال الأممالمتحدة بذكرى تأسيسها على كل لسان فى الرياضوجدة. ويعود حسن عيسى ليمارس عمله كرئيس دراسات الشرق الأوسط لعامين ثم يحال إلى التقاعد ويتفرغ للتدريس فى المعهد الدبلوماسى وإلقاء المحاضرات فى أكاديمية ناصر. فوجئت بمن يقول لى إن المرض الملعون قد تسلل إلى حسن عيسى فأزوره وأسأله: هل أدمنت القتال، ولم تخطط لفترة تقاعد تداعب فيها الأحفاد؟ ضحك وهو يقول لى: وهل كنا نملك رفاهية التخطيط لذلك؟ طبعا على كل مصرى أن يرفع يده بالدعاء لحسن بسرعة الشفاء، فلم يبخل هذا الرجل على عمله من عام 0691 وحتى كتابة هذه السطور بأى جهد لرفع كرامة أى مصرى. فليمن الله عليك بالشفاء أيها الأخ الذى عرفت أنى سألقاه يوم أن خلق الله الكون ولمست بعد معرفتك كيف يكون الصادق صديقا