وعندما بدأت الحياة تدب في لاعبي الأهلي، وشعرنا أن هناك فريقا كرويا بجد، إذ بالجماهير المحلاوية تفسد كل شيء، وتنزل أرض الملعب لتنهي الأمل في أن نشاهد الأهلي، يلعب، ويقلب الهزيمة إلي نصر مستحق! جوزيه لم يجد نفسه حتي الآن، هو يجرب ويجرب، ومازال يجرب، وكأنه غريب عن الأهلي وعن لاعبيه وعن جماهيره كل الذي تغير في جوزيه أنه أصبح مصري الهوية، مدربا مصريا، أشبه بحسام حسن في عز شبابه، يتعصب بشدة، يغضب بعنف، يهاجم الحكام من علي خط التماس، ويصرخ بلغة لا نفهمها، ولا يفهمها إلا مجدي عبدالغني الذي سبق له أن لعب في البرتغال. والغريب أن الحكام يخافون من هذا التهويش البرتغالي، فيتراجعون عن الإنذارات بعد أن يكونوا متحمسين لها في أول المباراة، ويتغاضون عن أخطاء واضحة للأهلي من أجل جوزيه! نقول أن جوزيه تغير وأصبح مصري الهوية والطباع، ولم نعد نري منه الخطط الجهنمية التي جاء بها إلي مصر لأول مرة، وأبهر بها المدربين المصريين، وتعلموا منها الكثير.. لكن جوزيه نسي الكثير منها الآن، ويعيد ويكرر بعضها وغالبا ما تفشل حتي مع أضعف الفرق. كل المدربين المصريين تقريبا عرفوا سر الأهلي.. المهم أن تضغط علي لاعبيه بشدة، ولا تترك لهم أي فرصة للتمرير السليم، وهذا الضغط هو الذي يربك الحسابات، ويفسد أعظم الخطط! والغريب أن جوزيه لم يحاول ولو مرة أن يغير من خططه في مواجهة الخطط المضادة للفرق المصرية، هو يلعب بنفس الطريقة ونفس اللاعبين، ولم نضبطه ولا مرة في عودته الأخيرة لمصر يحاول أن يفاجئ الكل بخطة جديدة، أو فكر جديد، هو يكرر ما كان يفعله في الماضي، يلجأ لكل الحيل القديمة، وإذا كانت هذه الحيل قد نجحت حتي الآن، إلا أنه يجب أن يدرك أن كل انتصارات الأهلي حتي الآن ما هي إلا ضربات حظ لا أكثر ولا أقل، ولو واجه فريقا قويا فإن الحظ بالتأكيد سيتخلي عنه، وعندها سيكون عليه أن يبحث من جديد، عن خطط جديدة، ولكن يبدو أنه أفلس تماما! ولم تسعفه حتي الآن كل الصفقات التي عقدها الأهلي، وكل الملايين التي أنفقها، وليد سليمان أحرز هدفا، ولم نشاهده بعد ذلك، السيد حمدي لم يلعب حتي الآن حتي نحكم عليه في الأهلي، جونيور الصفقة العظيمة التي ربما ستكون سببا رئيسيا في إقصاء جوزيه عن الأهلي نهاية الموسم بلا رجعة، انكشف، ويبدو أن جوزيه وابنه كانا يعتقدان أن مستواه المتواضع ملائم جدا لمستوي الدوري المصري، وربما يتألق ويولد من جديد، لكن الحظ لم يقف مع جوزيه هذه المرة، كما وقف من قبل أيام فلافيو، ولم تصبر الجماهير عليه كما صبرت أيام فلافيو، وصبت جام غضبها علي جونيور وكل من ساهم في إحضاره للأهلي! الدوري صعب هذا الموسم، ولن يحصل عليه الأهلي بسهولة، أو بضربة حظ كما حدث في الموسم الماضي، وما لم يجد جوزيه البدائل المبهرة، فإن عليه أن يجهز حقائبه من الآن ويحجز تذكرة اتجاه واحد إلي البرتغال بلا عودة