لولا أخطاء شريف إكرامي القاتلة, والتي اعتاد عليها حتي لو أجاد في بعض الفترات لخرج الأهلي متعادلا1/1 مع بايرن ميونخ لكن الحارس أفسد الفرحة الكبيرة بعد العرض الجيد للأهلي خلال الشوط الثاني. وبسبب قرار خاطئ وتصرف غريب وضع آخر كرة في اللقاء أمام أولتش ليسجل الهدف الثاني لفريقه الألماني غير المستحق. كان بإمكان الأهلي أن يتعادل في اللقاء الذي جمعه مع البافاري مساء أمس علي ستاد أحمد بن علي ملعب نادي الريان قلعة الأفاعي, لكن هذا قدر الأهلي الذي يدفع دائما الثمن بسبب حراسة المرمي. تقدم بايرن ميونخ بهدف لأولتش بعد30 دقيقة, وتعادل محمد بركات بتمريرة ساحرة من أبوتريكة في الدقيقة49 وفي الوقت المحتسب بدلا من الضائع خطف أولتش الفوز لفريقه بعد الخطأ القاتل لإكرامي. قدم الأهلي عرضا دفاعيا خلال الشوط الأول, ولم يكن له شكل هجومي بسبب الانكماش وعدم الثقة ويبدو أن جوزيه منحهم دشا ساخنا بين الشوطين, ومعه حبوب الشجاعة فتحركوا وصالوا وجالوا وقدموا عرضا ولا أجمل أحرج الفريق الأوروبي الكبير الذي لم يفز إلا بخطأين. قدم عدد كبير من لاعبي الأهلي مستوي متميزا عادوا به للصورة بقوة مثل وائل جمعة, وأحمد فتحي, وأحمد السيد رغم خطئه, وسيد معوض, وأجاد محمد شوقي وأحدث محمد أبوتريكة انقلابا في الأداء الهجومي بتحركاته وتمريراته السحرية التي من أحداها سجل الزئبقي بركات فيما فشل جونيور في فعل شئ رغم أنه جري كثيرا, لكنه لا يشكل خطورة ويهدر أسهل الفرص ويفسد أهم الهجمات. جوزيه أدار اللقاء بشكل جيد, وتفوق علي هاينكس تماما في الشوط الثاني, وأحرجه في أن الأهلي وصلت نسبة استحواذه خلال اللقاء ككل52% مقابل48% للبايرن, وتساوي الطرفان في الفرص لكن ما باليد حيلة فقد منح إكرامي الفوز لمن لا يستحق وحرم جمهور الأهلي من فرحة يستحقونها. وكل التقدير لطاقم التحكيم القطري بقيادة فيصل عبدالله. لم يشهد الشوط الأول أداء جيدا للأهلي بسبب حالة الخوف لدي لاعبيه, وتركزهم في وسط الملعب أمام مرماهم الأمر الذي أتاح الفرصة لبايرن ميونخ لفرض سيطرته الكاملة علي معظم فترات هذا الشوط وتقدم بهدف تم تسجيله بالرعب من رأسية أفيكا أولتش أخذها أحمد السيد لشباك شريف إكرامي بدلا من أن ينقذها في الدقيقة30. التشكيلة التي لعب بها الأهلي كانت تشير إلي الدفاع أكثر من الهجوم بوجود لاعبين في الوسط المدافع لمواجهة قوة وتفوق المنافس عن طريق محمد شوقي وحسام عاشور في القلب ومعهما عبدالله السعيد الذي كان بعيدا تماما عن مستواه.. ففي المرمي كان شريف إكرامي الذي قدم أفضل مستوي له مع الأهلي خلال أول45 دقيقة فقط كحارس للمرمي قادر علي الإنقاذ والتصدي وأمامه الثلاثي حسام غالي, وأحمد السيد الذي أسهم في إحراز الهدف, وأنقذ مثله ووائل جمعة صاحب الخبرات العالية في مثل هذه المواجهات وفي اليمين أجاد أحمد فتحي دفاعيا فقط, ولم نره هجوميا, وكذلك سيد معوض, وفي الوسط عاشور, وشوقي, والسيد, وبركات, وأمامهم جدو وحيدا لم يفعل شيئا. بدأ الأهلي بشكل جيد وأداء هجومي, ولم يسجل ثم نام هجوميا وترك وسط الملعب للبافاري, واكتفي بالدفاع الجيد عن طريق جمعة, وفتحي الأفضل. ومبكرا خرج ماريو جوميز ولعب بدلا منه أولتش وكان كل الهجوم تجاه مرمي الأهلي, ولم نر هجمة علي مرمي بايرن وظل الأهلي مضغوطا غير قادر علي التحرك أو تبادل لاعبوه الكرة بسبب انتشار لاعبي البافاري وضغطهم وسرعتهم وقوتهم فكنا نشعر في بعض الأوقات أن طفلا يجري بجوار شاب قوي, وبالتالي ظهر الفارق رغم عدم إحراز أهداف تعبر عن التفوق الأحمر, والأحمر هو البافاري في مواجهة أزرق الأهلي كان البايرن يخترق من الأطراف من داخل المنطقة بشكل خطير, ومن العمق, وظهر أربين روبن في معظم الهجمات وأنقذ جمعة منه أكثر من كرة لكن مع الضغط جاء الهدف بمساعدة أحمد السيد في الدقيقة30 كرة عرضية من داخل المنطقة, وجهها أولتش نحو مرمي إكرامي, وكان من السهل أن ينقذها ولو كان وائل جمعة مكانه لفعل ذلك لكن السيد أصيب برعب دفعه لأخذ الكرة من خارج خط المرمي لداخله بمنتهي السهولة, وكأنه لابد أن يكملها بدلا من أن ينقذها. بعد الهدف كاد البايرن يضيف الثاني عندما انفرد روبن بسبب ضبط خاطئ للتسلل وأنقذ شريف إكرامي ببراعة يحسدعليها لتظل النتيجة عند1/ صفر فقط, وانتفض الأهلي وتخلي لاعبوه عن الخوف الهجومي قليلا, ومرروا بضع كرات أعادت البافاري للدفاع, وسدد أحمد فتحي مرتين, لكن تحرك جدو بشكل خاطئ, وفارق السرعات بينه وبين الآخرين. جعل فرصته علي اللحاق ولو بكرة واحدة أمرا في غاية الصعوبة, وكذلك بركات حتي عبدالله السعيد لم يكن له خلال هذا الشوط دور رغم مالديه من سرعة وقوة ومهارة لكن البافاري كان عاليا في كل هذا ونجح في انهاء الشوط لمصلحته بهدف. ومع بداية الشوط الثاني أجري جوزيه تغييرين بسحب جدو والدفع بجونيور, وسحب عبدالله السعيد والدفع بمحمد أبوتريكة علي أمل احداث تغيير هجومي في أرض الملعب.. وكافأ أبوتريكة مدربه بتمريرة سحرية من نصف الملعب لبركات الذي انفرد وتصرف بلمسة واحدة فقط أخذت طريقها للشباك, وبعدها هجمة عن طريق جونيور سدد فأنقذ الدفاع.. لتنفجر مدرجات ستاد الريان بهتافات المصريين. ويضيع هدف سهل من البافاري من كرة عرضية تقدم نحوها لاعبان بعد ضرب التسلل بسهولة لكن ربنا سترها مع الأهلي لأنها لو اصطدمت بأحدهما لسكنت الشباك. ومنح الهدف الأهلي حالة من الثقة حتي في الدفاع, ولجأ البايرن للتهدئة والبناء.. ويسدد روين كرة تصطدم بالدفاع, وتذهب لركنية.. ويتواصل الضغط الألماني لكن الدفاع الأزرق الصلد حمي شريف إكرامي. كانت مشكلة الأهلي في عدم السيطرة علي الكرة, أي الاستحواذ والتحرك والتمرير الجيد بشكل يزيد الثقة, وهذا راجع لضغط الألمان من ناحية والبعد بين لاعبي الأهلي, فكان أي لاعب يتسلم كرة تشعر بأنه في حيرة شديدة لا يدري ماذا يفعل بها, الأمر الذي كان يعيدها للألمان سريعا. وتظهر رائحة خطورة جديدة عن طريق بركات عندما تسلم كرة وتقدم نحو المرمي لكن الدفاع عرقله, ونال انذارا, ونال الأهلي ركلة حرة سددها أبوتريكة انقذها الحارس ببراعة, وتابعها الدفاع ولم تجد متابعا من الأهلي.. لكن الأهلي ظهر بشكل جيد خلال15 دقيقة, وظهر الفارق الذي أحدثه أبوتريكة بتفاهمه مع بركات الذي كان يهرب بالخبرة والمهارة التي تفوق بها علي السرعة والقوة أحيانا. وبدأ الأهلي يمسك بالكرة ويهدئ اللعب لأن السرعة ليست في صالحه, الأمر الذي دفع البافاري للعنف, وتم اغلاق الطرق نحو إكرامي, ونال الأهلي أكثر من ركلة حرة في وسط الملعب, ولجأ هاينكس المدير الفني لبايرن لإجراء تغييرين لضخ دماء بفريقه. وينجح سيد معوض في انقاذ فرصة هدف قبل روبن.. ويواصل هاينكس تغييراته لإيجاد حل يمنحه التفوق بعدما شاهد أهلي مختلفا تماما عما شاهده في الشوط الأول, فقد وثق اللاعبون في أنفسهم وسيطروا وتبادلوا الكرة ونفذ أكثر من هجمة بعد نزول الخطير الكبير أبوتريكة الذي قلب موازين اللقاء. ويتبادل لاعبو الأهلي الكرة بشكل أحرج البافاري, وكأنهم أخذوا حبوب الشجاعة بين الشوطين بعدما فعل الأهلي في البايرن مافعله به في الشوط الأول. وبعد نصف ساعة يخرج بركات ويلعب وليد سليمان ويرد البايرن بالتغييرين الخامس والسادس. ويلعب شهاب الدين أحمد بدلا من حسام عاشور لتدعيم وسط الملعب ومنحه المزيد من القوة ومواجهة الضغط الألماني ولعب أحمد شديد بدلا من سيد معوض. ويهدأ الملعب ويحتفظ الأهلي بتوازنه ويفقد البايرن قدرته علي السيطرة أو حتي اعادة السيطرة بعد الاداء الجيد للاعبي الأهلي وحسن انتشارهم خصوصا في الثلث الدفاعي, ونقل الدفاع من أمام المرمي لوسط الملعب, الأمر الذي أبعد الخطورة تماما عن مرمي اكرامي. ويقدم وليد سليمان فاصلا من المراوغات الجميلة بعدما أهدر جونيور هجمة بسبب تمرير خاطئ ويسيطر الأزرق تماما ويتوه بايرن ميونخ. وعاد الأهلي وكأنه يواجه فريقا في الدوري المصري من خلال الأداء الجيد وعمل مثلثاته ومربعات وتمريرات عديدة فعالج كل ما وقع فيه من أخطاء خلال الشوط الأول.. وحاول البايرن لكنه فشل واصطدمت الكرة بذراع حسام غالي وطالب روبن بركلة جزاء لكن الحكم اعتبرها غير متعمدة في ظل وضعه التشريحي. وبعد هذا التألق الأهلاوي أضاع اكرامي مافعله زملاؤه بتصديه الخاطئ بإعادة الكرة بسذاجة أمام اولتش وضعها بسهولة في المرمي.. كرة وحيدة ذهبت الي اكرامي في الشوط الثاني.. كرة بالونية كثيرا ما يعجز عن التعامل معها وأفسد فرحة الجالية المصرية في قطر والأهلوية في مصر.. مع أن أبسط القواعد التي يتعلمها حارس المرمي في مثل هذه الكرات ابعادها علي الاجناب لكنه وضعها في المكان الذي يتمناه مهاجم الفريق المنافس, لقد أهدر جهد زملائه وأفسد الفرحة ليخسر الأهلي2/1 بعد عرض مشرف جدا في مباراة كبيرة. بعد المباراة: مانويل جوزيه: لعبنا مباراة كبيرة.. وخسرنا بخطأ.. والألمان فازوا في النهاية أعلن البرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني للأهلي خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد بعد انتهاء لقاء الفريق الودي مع بايرن ميونيخ الألماني أنه كان يدرك تماما أنه سوف يلعب مع أفضل فريق ألماني ومن أقوي ثلاثة أندية في أوروبا ورغم ذلك خاض مباراة في الدوري العام ولم يتدرب سوي مرة واحدة, مشيرا إلي أن فريقه قدم مباراة قوية وممتازة أمام فريق كبير بحجم بايرن ميونيخ وكان أكثر من ند للمنافس وقدم اللاعبون اداء قويا اثني عليه كل من شاهد المباراة في قطر, موضحا إنه سعيد بهذا الاداء ولكنه حزين للخسارة التي جاءت في الوقت بدلا من الضائع وكان من المفترض ان تخرج المباراة بالتعادل الإيجابي لكن الخطأ الأخير كلف الفريق الهدف الثاني الذي سكن شباكه وفاز به الفريق الألماني. وأضاف جوزيه أنه كان يتمني خروج المباراة بالتعادل لكن النتيجة لاتهم لان الأهلي يلعب مع فريق كبير ولكن مايعنيه هو مباراته المقبلة مع فريق الإنتاج الحربي في الدوري بعد ثلاثة أيام,لافتا إلي انه لعب المباراة برأسي حربه ولاعبين في خط الوسط, واضاع الفريق فرصة محققة في الشوط الثاني واجري الجهاز الفني تغييرات من اللاعبين ولكن الفريق لم تتغير طريقه لعبه واستطاع محمد بركات إحراز هدف التعادل من تمريرة متقنة من محمد أبو تريكة. وقال إن الأهلي فريق كبير علي المستوي المحلي والمستوي الإفريقي ولذلك فالجميع فخورون بالأداء لأن الفرق الكبيرة ومنها الأهلي وبايرن لم تعتد علي الهزيمة واستطرد جوزيه ان الأهلي حضر إلي قطر من اجل اثبات ذاته امام بايرن واضفاء الفرحة والسعادة علي الجالية المصرية في قطر وجماهير الأهلي في كل مكان مؤكدا انه كان يدرك ان النادي كان يحتاج لخوض هذه المباراة في قطر لذلك سوف يسعي خلال الأيام المقبلة لازالة الإرهاق الذي اصاب اللاعبين من هذه الرحلة الشاقة, موضحا ان خوض هذه المباراة خطوة مهمة في الاعداد لفريق الإنتاج الحربي الذي يعد الفوز فيه مهما من أجل الفوز بلقب الدوري العام للموسم الثامن علي التوالي. وأشار جوزيه الي إنه سعيد بتمثيل مصر بشكل لائق في هذه المباراة التاريخية بعيدا عن النتيجة التي لاتعبر عن سير المباراة. وأعلن جوزيه ان جونيور يحتاج إلي مساندة قوية من الجماهير لعودة الثقة إليه خاصة أنه لاعب ممتاز وقد مر الانجولي فلافيو بنفس الظروف التي يمر بها جونيور وبعد ذلك اصبح فلافيو هداف الدوري وأحسن لاعب, ولذلك فإن جونيور قادر علي قيادة الأهلي رغم أنه لايلعب في مركز رأس الحربة الصريح.
