جيل جديد من مصممى الأزياء يولد بمصر الآن.. جيل أوفر حظا فى الظهور الإعلامى والترحيب به على ساحة الإبداع والابتكار. جيل لن يجد صعوبة فى كتابة شهادة ميلاده الفنية وإثبات ذاته وفرض اتجاهاته مثلما وجد هانى البحيرى فى بداية مشواره فى عالم تصميم الأزياء. لكنهم سيواجهون صعوبة أخرى هى إثبات الذات والتميز وسط عدد كبير من مصممى الأزياء محبين للمجال ومتطلعين من خلال الإنترنت على أحدث عروض الأزياء سواء لكريستيان ديور أو زهير مراد أو مجموعة ماركة عالمية مثل (جيس) أو (زارا) وكلها تتسابق لتدخل السوق المصرية الكبيرة، فالسماء مفتوحة وتمطر أفكارا ومعلومات الشاطر من يجيد التركيز ومن يستطيع أن يصطاد بنات أفكاره ويصوغها فى تصميمات يقتنع هو بها ويحبها فتنتقل حالة الاقتناع والحب إلى العميل الذى يدفع ويشترى ويكون طوبة فى حجر الأساس لبناء مصمم أزياء جديد. أكتب هذه المقدمة الطويلة بعد حضورى لأحدث عرض أزياء أقيم بفندق جى دبليو ماريوت تحت عنوان «التطلع للمستقبل» قدم من خلاله مجموعة جديدة من المصممين بأكاديمية الموضة الإيطالية، ما يقرب من ثلاثين فتاة حالمة رسمت كل منهن أفكارها وأحلامها ورؤاها وأشرفت على تنفيذ كل قطعة. إنها البداية الدراسة فى أكاديمية متخصصة بالتأكيد أن كلاً منهن لديها أكثر مما قدمت، وعليها أن تبذل مجهودا لكى تثبت وجودها فى عالم الاحتراف. إن هذا الجيل لا يقدم تصميمات تروق لنا نحن جيل العواجيز لكنه يقدم تصميمات لجيل يحاكى بها جيلهم فالبساطة الشديدة عنوانهم حتى فى فساتين السهرة، ولا يلتفتون إلى الذوق المصرى ولا يبالون بالأفكار المسبقة عن الألوان والتى تناسب السمراوات والألوان التى تناسب الشقراوات، فلديهم من التمرد ما يكسر الحدود والأفكار العطنة حتى فيما نرتديه. فأهلا بالمجددات المصريات فى عالم الموضة.