«لجان تقصى الحقائق» هذا المصطلح نسمعه باستمرار بعد حدوث أى أزمة أو مظاهرات تؤدى إلى وقوع قتلى ومصابين، فلقد تمت المطالبة بها للتحقيق فى «أحداث التحرير» التى وقعت مؤخرا ومن كان وراء اشتعال هذا العنف وإطلاق الرصاص و«أحداث ماسبيرو» و«كنيسة المريناب» والذى أسفر عن مقتل 25 وإصابة أكثر من 315 وحريق كنيسة إمبابة وأيضا لجنة تقصى حقائق فى واقعة مسرح البالون وغير ذلك من لجان تقصى حقائق تم تشكيلها فى العديد من الوقائع والأحداث المؤسفة التى وقعت فى مصر دون أن يعرف المواطن البسيط ما أسفرت عنه هذه اللجان ولا نعرف ما احتوت عليه تقارير من معلومات وأدلة. على سبيل المثال أكد تقرير لجنة تقصى الحقائق فى أحداث ماسبيرو أن قوات الشرطة العسكرية لم تستخدم الرصاص الحى لتفريق المتظاهرين وذكر التقرير أن قوات الشرطة استخدمت الرصاص الصوتى «فشنك» فى الهواء لتفريق المتظاهرين فى الوقت الذى تم إطلاق أعيرة نارية حية على المتظاهرين من مصادر لم يتم تحديدها. وقال أمين عام حزب التجمع اليسارى سيد عبد العال إنه من المفترض والبديهى فى لجنة تقصى الحقائق أن تكون محايدة.. وأشار إلى أنه عندما وقعت كارثة ماسبيرو، صدر قرار بتشكيل لجنة لتقصى الحقائق حول الأحداث والأسباب التى أدت إلى تدهور الموقف، ورغم أن أبسط مفاهيم تقصى الحقائق هو حيادية اللجنة التى تقوم بالمهمة فإذا بنا نسمع أن الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء قرر أن يترأس بنفسه لجنة تقصى الحقائق التى تضم، حسب ما هو منشور، وزراء الداخلية والخارجية والتعاون الدولى والصحة والإعلام وممثلا عن وزارة الدفاع. وأضاف: إن هذا التشكيل يضرب عرض الحائط بكل القواعد المتعارف عليها وجاء تشكيل اللجنة وزاريًا حكوميًا بحتًا بشكل لم يجرؤ عليه النظام فى ظل العهد البائد وليس من المعقول أن تتضمن اللجنة عناصر وجهت إليها أصابع الاتهام بشكل أو بآخر سواء بإيقاعها البطىء أو بعدم إصدارها القوانين اللازمة أو لأسلوب تصديها للأحداث الذى أعاد للأذهان ما حدث إبان ثورة 25 يناير، ويوم 28 يناير، ويوم موقعة الجمل، وسواء بطريقة المعالجة الإعلامية الإجرامية للأحداث. وقال إن تقصى الحقائق فى ظل غياب البرلمان، مهمة أصيلة للمجلس القومى لحقوق الإنسان وللمنظمات غير الحكومية. ويقول المفكر جمال أسعد: إننى أعلنت رأيى من قبل فى هذا الشأن منذ تقرير لجنة تقصى الحقائق فى أحداث كنيسة الخانكة سنة 1972 والتى كان يرأسها جمال العطفى، وللأسف وضعت تقاريرها فى الأدارج وللأسف كل تقارير لجان تقصى الحقائق توضع فى الأدراج! وأشار إلى أن لجان تقصى الحقائق التى تم تشكيلها خلال الأحداث الأخيرة سواء ماسبيرو أو مسرح البالون كلها ذهبت مع الرياح!