مينا دانيال شاب فى العقد الثانى من عمره كان طالبا فى كلية النظم والمعلومات، استشهد مينا غدرا بطلق نارى فى أعلى الصدر أدى إلى استشهاده فى الحال دون سابق إنذار ودون أن يودع أهله وأصدقاءه، فارق مينا الحياة، تركها لكى ينال المنزلة الرفيعة عند الله. تقول أخته الكبيرة ميرى دانيال: مينا كان إنسانا طيبا جدا محبا للحق ومحبا للناس أيضا أما بالنسبة لمصر فحبه لا يوصف لها فمصر عنده هى وطنه وأرضه ثم أهله وكان يتمنى ومازال أيضا أن تعيش مصر ويعيش فيها عصر الحرية حتى أنه كان من المشاركين فى ثورة يناير وتلقى الرصاص هناك لكنه كان على موعد مع رصاص غدر آخر وكأن الله أراد تأجيل شهادته، ففى يوم المسيرة نزلت أنا وأخته فى المسيرة وتقابلنا معه وكانت المسيرة سلمية وتتضمن عائلات محترمة وأطفالا فى مختلف الأعمار وبعد أن وصلنا إلى ماسبيرو وجدنا طوب ورخام متكسر وزجاج متكسر على الأرض ،سمعنا أيضا أصوات مفرقعات بدأنا نسير بطريقة سريعة أشبه إلى الجرى بعد وصولنا ماسبيرو كانت المفاجأة والكارثة التى حدثت.. فما حدث كان شيئا من الخيال، فكيف لمصرى أن يفعل هذه الأشياء بمصرى آخر فأنا الآن سأكمل مسيرة مينا فى الحزب الشعبى الاشتراكى الذى كان مشتركا فيه فكان كل أعضاء الحزب يحبون مينا لأنه إنسان فيه شىء من الفراسة والذكاء فمازال مينا حياً معنا حتى الآن، وسأكمل كل ما كان يتمناه مينا فى تحقيق الحرية لمصر وشعبها الأصيل فأنا لا أخشى من الشهادة وسأدافع لآخر قطرة فى دمى عن حرية مصر. كما يروى لنا صديقه أحمد الذى كان مرافقه فى المسيرة قائلا: لم ألتق بمينا قبل المسيرة بثلاثة أيام لكن التقيت به أثناء المسيرة فكنت أرافقه فى المسيرة وطلب منى أن أكون بجانبه فى المسيرة يدا بيد وكانت المسيرة سلمية بحتة لم نكن نتوقع أنها ستنقلب علينا بعد ذلك، وبمجرد وصولنا إلى ماسبيرو بدأ الرصاص يطلق بشكل عشوائى وعنيف وكان يطلق فى الهواء كتخويف ولكن بدأت المدرعات تسير بشكل عشوائى وبدأت فى الإطاحة بالناس وبعد ذلك بدأ إطلاق الرصاص على الأشخاص وإطلاق قنابل اختناق وليست قنابل مسيلة للدموع، بدأنا نتفرق من هذا الغاز القاتل وكان هذا آخر لقائى بمينا وبعدها سمعت أنه استشهد، فمينا شاب جدع ابن بلد خدوم يساعد المسلم قبل المسيحى، لا يعرف العنصرية والتفرقة فى المعاملة بين الناس، ويضيف صديقه قائلا: ويجب علينا أن نفرق بين الخائن العدو وبين المحب المخلص للبلد والذى يسعى إلى مساعدة الجيش فى القضاء على الفاسدين وقطع أيديهم الداخلية التى مازالت حتى الآن تعبث فى البلد.