من التضليل للتحريض.. يا إعلامنا تخبطوباعد المسافات بيننا وبينك أكثر وأكثر ويا تليفزيون بلدنا اخسر البقية الباقية من شعبيتك يوماً بعد يوم كما خسرت مصداقيتك حدثاً بعد الآخر.. وألق بعقولنا ووجداننا فى أحضان فضائيات مصرية وعربية وأجنبية ولا تلم إلا نفسك عندما ترانا نطرق أبواب قنوات مشفرة.. ونشفر قنواتك المفتوحة بعدما هجرتها المهنية والحرفية إلى غير رجعة فأى محاولة لحسن الظن بك بعد الآن هى محاولة ساذجة وفاشلة بالتأكيد بعدما تعودنا منك عند كل متابعة فى قضايا مصيرية على أن نعود بخفى حنين نجر أذيال الخيبة والإحباط فلا نملك سوى أن نبتلع المرارة والحسرة ونحن نمسك بالريموت كنترول لنفر من قنواتك إلى الأبد. وما أشبه اليوم بالبارحة تغيرت الأسماء والأفعال واحدة السابقون صدعونا بريادة مزيفة.. و(باللى كله حصرى) على التليفزيون المصرى. واللاحقون صدعونا ب43 ألف موظف بماسبيرو وبالحقوق الضائعة.. والفرص المهدرة.. والعدالة الغائبة والاستديو الجديد الذى رأوا فى تجهيزه إنجازا يستحق الطبل والزمر وتسمية البرامج على اسمه. وحتى إلقاء التهم على الآخرين واتهامهم بالخيانة والعمالة ما زال هو الشعار السائد والاتهام الجاهز الذى ترهبون به الآخرين وتبررون به أى خطأ أو تجاوز. ولا يزال اتهام الفضائيات بأنها (فضائيات حرق البلد) قائماً حتى وتليفزيونكم يسعى لنسف البلد كله. وتدمير رموزه.. ونشر الفتنة بين ناسه. وتقليب النفوس والتحريض على الاقتتال. ولا عزاء للمهنية ولا للسياسة ولا الحكمة ولا حتى احترام لعقلية المشاهد الذى يجب على من أخطأ فى حقه أن يعتذر له ولكن للأسف الاعتذار عن الأخطاء مبدأ لا يعترفون به ولا يمارسونه. ويكفى ما شهد به شهود من أهلها الوسط الإعلامى عندما أشارت اللجنة المحايدة التى شكلت على أثر أحداث ماسبيرو لتقييم التغطية الإعلامية للتليفزيون المصرى فإذا بها تصفها بأنها (لم تكن محايدة وأنها خلطت الرأى بالخبر ولم تكن متوازنة بحيث أثرت فى توجهات الجمهور). بل وطالبت اللجنة ب (ضرورة محاسبة المخطئين فى تغطية التليفزيون المصرى باعتباره مؤسسة عامة يجب أن تكون أكثر توازناً ودقة من الناحية المهنية وأكثر التزاماً ومسئولية من الناحية السياسية). فماذا ننتظر بعد رأى اللجنة؟! نحن أمام حالة فشل ذريع لأهم وسيلة إعلامية ألا وهى التليفزيون المصرى فهو فشل فى التضليل فى أحداث ثورة 25 يناير والحمد لله، وفشل فى التحريض فى أحداث ماسبيرو فى 9 أكتوبر ولله الحمد أيضاً.. وأيضاً فشل فى التبرير ولم تنطل التبريرات الواهية التى ساقها السادة المسئولون لتبرير أفشل تغطية إعلامية على الإطلاق.. لأكثر المواقف خطورة فماذا ننتظر حتى نذيع الخبر الذى ينتظره الملايين خبر تحرير الإعلام من السيطرة الحكومية واسترداد عافيته من براثن الهيمنة الرسمية وانحيازه للمهنية والمصداقية. متى ننتظر لنذيع خبر إسقاط النظام وليس الأشخاص فى التليفزيون المصرى؟!