أصبح من الصعب على مطرب أو مطربة أن يترك بصمة واضحة فى هذا المجال أو فى نفوس مستمعيه، وذلك من شدة الازدحام والتكدس الذى أصاب الوسط الغنائى، وكان هذا السبب الرئيسى فى ابتعاد كثيرين والاكتفاء بما قدموه، والأسماء كثيرة جدا، فالمستمع أصيب بالإحباط من أصوات تدور فى نفس الفلك لذلك لم ينجح ألبوم عمرو دياب الأخير ولم يستطع تحقيق أقل نجاح بل على العكس فقد أصابنا بالملل الذى تحدثنا عنه الأسبوع الماضى. ولكن هناك من الأصوات لم يمر على عمرها الفنى سنوات طويلة بالقياس إلى الكبار ولكنهم استطاعوا أن يتركوا بداخلنا بصمة لينتظر المستمع أغانيه وأعماله. وائل جسار من بين الأسماء التى حفرت حفرا طريقها وأسلوبها، فهو صاحب صوت دافئ وحساس وقوى فى ذات الوقت لم أسمع منه إلا كل ما هو جيد وأحيانا ممتاز مثل أغنيته الشهيرة «بعد أما ارتاحت روحى ليك وعرفت طعم الدنيا بيك» وربما كانت هذه الأغنية هى أول لقاء مثمر بينه وبين الجمهور المصرى، وذلك بصرف النظر عن الكليب الذى جاء بعيدا عن معنى الأغنية إلا أنها انتشرت وأصبح يرددها وينتظرها الجميع. المحطة الثانية هى ألبوم «فى حضرت المحبوب» وألبوم دينى كامل وتجربة لم يخترقها من قبله إلا المطرب إيمان البحر درويش مع الفارق بين الألبومين، فقد استحسن الجمهور ألبوم وائل جسار الذى كان من تأليف الشاعر نبيل خلف وألحان الموسيقار وليد سعد، كانت تجربة ناجحة مما دفع الفنانة الرائعة أنغام إلى تقديم عمل دينى كامل كذلك مع نفس فريق العمل ورغم تكرار الفكرة فإن البوم أنغام نجح هو الآخر ليحقق رواجا كبيرا بين عشاقها فهى ملكة الإحساس كما أطلق عليها دائما. أعود إلى وائل جسار وصوت له عقل وهذا قلما تصادفه فى مجال الغناء، ففى نفس طريق النجاح وعمر التألق يطل علينا هذه الأيام بألبوم خارج المألوف بداية من عنوانه وانتهاء بكل أغنية فيه اسم الألبوم «كل دقيقة شخصية» يضم أربع عشرة أغنية تحمل رؤى وأفكارا جديدة أغلبها باللهجة المصرية تأليف نفس الفريق الشاعر المتميز نبيل خلف وألحان وليد سعد اللهم إلا بعض الأغانى القليلة التى استعان فيها بملحنين مختلفين مثل أغنية «فى خطوتك سكتى» لحن سمير صفير والتى اختارها لتصويرها بطريقة الفيديو كليب ثم تأتى أغنية أخرى لتصويرها وهى «خلينى ذكرى» مع المخرجة راندا العلم. كل هذا ليصبح وائل جسار من الأسماء التى تركت بصمة واضحة بداخلنا ولم تمر مرور الكرام مثل كثيرين. آخر حركة: أغانى كثيرة هى سلاح فى وجه الفتنة الطائفية والتى أصبحت أخطر ما يواجهه الوطن الآن، فهل تنجح ولو بنسبة؟