في حوار يتسم بالصراحة و الجرأة .. فتح حلمي بكر كل الملفات الغنائية و تحدث عن أسباب تراجع المستوى الفني وتكلم عن عمرو دياب وتامر حسنى ومحمد حماقى وآصالة وآخرين .. فتابعونا فى السطور التالية . أين ألحان حلمي بكر ؟ الجميع يسألونني لماذا أنا مقل في اعمالي و لكني لست مقلاً و لا شئ .. المشكلة كلها تكمن في أنني اعتدت علي التعامل مع صوت على مستوى جودة عالية لأن شغلي ليس سهلاً و هذا ما يجعلني أرفض اعطاء أى لحن لمطرب " بيتهته " أو مطرب مركب " جلدة على مناخيره " أو مطرب حالته وحشة شوية ..و للأسف هذه النوعية من المطربين لديها تشجيع جماهيري ناتج عن العين و ليس عن الأذن ، و اليوم عندما يجيد الملحن في ابداعاته اللحنية للأسف لا يجد أذناً تستقبل هذا الفن .. و لكن العين هي التي أصبحت مستقبلة للفن هذه الأيام ، أما اذا تحدثنا عن التقييم السمعي فسنجد اننا فقدنا اشياء كثيرة في الإبداعات الصوتية و أصبح الإبداع الصوتي لا يمد بصلة للمستمع الجديد ، وعندما أسأل المستمع عجبك إيه في المطرب الفلاني لا أجد لديه إجابة سوى " شكله حلو " أو " ياعيني على جمال أكتافه " وأصبحت لدينا فضيحة سمعية امتدت لمختلف الدول العربي أيضاً . • و لكن هناك أصواتاً تستحق تعاونك معها و تملك خامة صوتية عريضة ؟ مبتعدون تماما عن الوسط وأصبح يطلق عليهم لقب " المطربين القدامى " مع أن مصر إلى الأن تعيش في ظل من رحل و من بقى من هذه الأصوات أمثال على الحجار و محمد ثروت و محمد الحلو و مدحت صالح ..وهؤلاء المطربون عندما يذهبون لإحياء حفلة في دولة عربية نجد الجمهور ينحني لهم إحتراماً اما هنا فيطلقون عليهم لقب " القدامى " و هذا بالطبع عبث . البعض يقول أن مطرباً مثل محمد حماقي حصل على شهرة كبيرة رغم أنه أضعف من أصوات كثيرة لم تأخد فرصتها كاملة في هذا المجال .. ما رأيك ؟ حماقي رغم إنه يمتلك قدراً كبيراً من الإجادة في اختيار أعماله إلا أن أيضا لديه بعض الأمور السلبية في خروج الصوت والتنفس فى أثناء الغناء وهو الذي يقول ذلك و ليس فتح الكوتشينة و لا رأي أم إبراهيم إللى بتشوف الفنجان وهذا ما جعلنا نبدأ في فقد الريادة بهذا المجال ..فنجد أي مطرب يأتي من اي بلد عربية يجد كرسياً محجوزاً من أجله في الوسط الفني لأن غنائه و مخارج ألفاظه صحيحة مائة بالمائة . • ما رأيك في مستوى المطربين خلال " اللايف " أو الحفلات ؟ طبعا كثير من المطربين معتادين على غناء الأستوديو حيث يضع مهندسو الصوت " عيشة على أم الخير " الى ان تنتج السلاطة و ليس الأغنية ..و طبعا طبق السلطة حين تفكرين في تقديمه على المسرح يجب الاستعانة بكل الأجهزة التي تم استخدامها في الأستوديو و هذا طبعا من رابع المستحيلات و من هنا يظهر المؤدي على حقيقته و أصبحت الألحان تيمة واحدة والجمهور بدأ يشعر بهذه الكارثة التي انتشرت مع انتشار البنج بونج و الخورونج . • بمناسبة الحديث عن ابو الليف .. كان لديك رأي ايجابي عنه ، لماذا ؟ بمنتهي البساطة يمكن تشبيه صوت ابو الليف بالهدية التي تلف بورق لحمة ، تذهب لتضعها في المطبخ و لا تهادي بها الجمهور ، و أبو الليف حاول من عشرين سنة أن يغني و لم يجد نفسه و لم يحقق ذاته ..لكن هذا لا يعني ان يشوه صوته بهذه الكلمات التي لا تصلح أن تكون فناً حقيقاً ، ولذلك انصحه بأن يعدل من مساره لأن خامة صوته جيدة جداً . • ماذا ينقص الأصوات التي تقوم باكتشافها لتكون في مصاف النجوم ؟ ينقصها صناعة النجم التي تذهب " لبتوع السمك " و ليس للمطربين . • ما رأيك في أغنيه " حطة يا بطة " لفيلم " بون سواريه " ؟ هذه الأغنية كانت للراحل المحترم عبد العظيم محمد الملحن و الذي قام بكتابتها كان عبد الوهاب محمد و غنتها ماجدة في أحد أفلامها ..و للأسف لم أجد أحداً من ورثة عبد العظيم محمد أو عبد الوهاب محمد يدافع عن هذا التراث العظيم و انا لا اعتبر أن هذا فناً وزعلان من أن تطلع مطربة تهين ملحناً في الفضائيات رغم أن هؤلاء المبتدئين اذا دخلوا في لجنة اختبار لن يحصلوا إلا على " الصفر " . • و من تحمل مسئولية هذا التراجع في المستوى الفني ؟ اولا أحمل المنتج " بائع السلعة " لأنه صاحب الجريمة و ثانياً الجمهور و ثالثا غير المصريين الذين يقومون باللعب في الأغنية المصرية . • و ما رأيك في الدعاية غير المبررة التي يستخدمها بعض المطربين ليسوقوا أنفسهم ؟ لا مانع من استخدام الدعاية المواكبة لحجم النجاح ، و هنا جائت الحفرة التي سقط فيها تامر حسني وأوجد صراعاً بينه و بين عمرو دياب حين قام بعمل دعاية بأنه يتقاضي أجر 80 مليوناً ، عمرو سمعه 100 ألف أنا سمعني 200 ألف ، عمرو أخذ جائزة الشمامة المشممة أنا أخذت جائزة البطيخة المعفنة ..و طبعا هي أساليب دعائية لا تفيد الفن في أي شئ ، و للأسف هناك بعض المشجعين الذين يعتقدون أنهم في ماتش كورة . • و في رأيك ..هل هناك مجال للمقارنة بين تامر و عمرو ؟ بالطبع الفرق كبير .. عمرو دياب لم يسلك منحنى استخدام الألفاظ التي لا تليق و لكن استطاع تامر اللعب بألفاظ الطلبة في الجامعات و بدأ في عمل اغاني " اجمل حاجة بحبها فيكي هي دي .. و خليها تاكلك " هذه مفردات غير مناسبة و الدليل على ذلك أنه لم ينجح حين غني على طريقة عبد الحليم حافظ وكان يمثل الحب وعندما غير من جلده ظهر على حقيقته و لم ينجح النجاح الذي حققه من قبل لأن الشباب كان ينتظر منه نكتة مثل كل مرة .. و هو لم يغير جلده بذكاء و لكن هذا لا يعني أنه مطرب سئ بل هو مطرب جيد و احيانا ملحن متذبذب ..أما في التأليف لا أسمح له بذلك مطلقا . • ماذا عن برنامج " صوتين و غنوة " ؟ في هذا البرنامج افضح العديد من الأصوات التي تسئ للفن و النقيض أيضا و انا في حلقاته القادمة اكتشف العديد من المواهب الحقيقة و من المحتمل أن يتحول البرنامج إلي تلفزيوني قريبا . • و ماذا عن الأغنية الفضيحة ؟ الأغنية الفضيحة أقوم فيها باستعراض سرقة كثير من الملحنين لألحانهم من الخارج هذا فضلا عن الأغاني التي لا ترقي الي مستوى أن تسمي أغنية أساسا ، و في الحلقة القادمة أتحدث عن اغنية مصيبة أسمها " البلبل " لن أستطيع قول كلمتها حتى لا أتعرض للمسائلة القانونية! . • هل تتقاضي من الإذاعة عائداً مادياً مناسباً ؟ أنا أصرف من جيبي حتى أحصل على الشرائط النادرة .. و لكني تعلمت أن أتقاضي أجراً كبيراً حين يتم استضافتي في أي برنامج و لا أجد في ذلك أي عيب . • هل هناك مجال للصلح بينك و بين أصالة ؟ لا أحب أن أتكلم في هذا الموضوع نهائي