ساعة ونصف الساعة قضاها أسامة هيكل - وزير التليفزيون المصرى - ضيفا على برنامج (استوديو 27) يحاول خلالها الدفاع عن أداء التليفزيون، ويرد على كل من وجه له انتقادا حول تغطية أحداث ماسبيرو.. رفض هيكل اتهامات التحريض، ورد هو نفسه باتهامات لمن يقف وراء كل ما يقال مؤكدا أن كل هذا هو صراع على الإعلانات، ومحاولة من الفضائيات الخاصة لسرقة المعلنين الذين يفضلون - كما قال - التليفزيون المصرى على هذه الفضائيات. كنت أتابع الحلقة وأنا مبهورة بقدرة الكرسى على تغيير الإنسان وآرائه، ولكنى للأمانة، كنت أتوقع ما قاله لأنه ردد بعض ما جاء فيه من قبل، ثم فجأة دخل هيكل، وأدخلنا معه، فى حارة سد عندما بدأ يتحدث عن الذين يريدون هدم مؤسسات الدولة. وكما كان يفعل النظام السابق أكد الوزير وجود مخطط إعلامى تسير عليه بعض الجهات لهدم منظومات مصر الباقية!! ثم فى تهديد واضح لجموع الشعب المصرى وجه انتقاداته لمن يطالبون برحيل المجلس العسكرى وتسليم السلطة إلى مجلس مدنى.. قال هيكل موجها كلامه للمذيعة أمامه : إذا رحل المجلس العسكرى هل تستطيعين أن تحضرى إلى عملك وتضمنين العودة إلى منزلك؟! ثم بدأ يشرح أن الشرطة الآن غير موجودة، ورحيل المجلس العسكرى يعنى أن مصر ستكون بلا شرطة ولا جيش ولا أمان. انتظرت أن يسأله المذيع أو المذيعة ولماذا لا توجد شرطة، أو لماذا يسكت المجلس العسكرى - الحاكم - على وزير الداخلية الذى لا يستطيع أن يعيد الشرطة.. بلاش.. طب يسألوه لماذا لا يرحل المجلس عن السلطة ويبقى الجيش ليوفر الأمن فى الشارع ؟! وهل يقصد أن الجيش لا يستطيع أن يؤمن البلاد إلا إذا أمسك بالسلطة ؟! طيب لماذا نزل الجيش يوم 28 يناير رغم أنه لم يكن يحكم وقتها ؟! توالت الأسئلة فى رأسى دون أن أستطيع نقلها للمذيعين الجالسين أمام الوزير. ما هذا التهديد؟! هل فوضه المجلس العسكرى ليوجهه لنا أم أنه تطوع من تلقاء نفسه، وهل يعنى هذا أن أمر الشرطة قد انتهى وأنها لن تعود ؟ لا توجد إجابات من الوزير لأن الأسئلة لم توجه له أصلا، ولهذا سأستنتج أنا ما كان يمكن أن يقوله.. سيظل الأمن فى يد الجيش، ولكن الجيش لن يبقى فى الشارع إلا إذا استمر المجلس العسكرى فى الحكم. لم أفهم - ولا أعتقد أننى سأفهم - لماذا يظن البعض أن بناء كنيسة هو ضربة موجهة ضد الإسلام، ولماذا يفرح آخرون لأن المسيحى يسير على قدميه سبعة كيلومترات حتى يصلى فى كنيسته وينكرون مجرد حقه فى طلب بناء كنيسة قريبة من منزله. ولا أستطيع أن أتصور أين التهديد الموجه للمسلمين إذا تحولت مضيفة أو بيت إلى مكان تقام فيه صلوات، رغم أن كل عقار فيك يا مصر يريد صاحبه أن يتهرب من سداد الضريبة، فليس عليه إلا بناء زاوية للصلاة فى بدرومه. وعلى طريقة بلال فضل الذى تخيل أن ما حدث للمسيحيين أمام ماسبيرو قد حدث للمسلمين فى لندن، أحاول أن أتخيل ماذا سيفعل المسلمون فى أى دولة غير مسلمة إذا تم رفض بناء مسجد لهم، وماذا سيفعل المسلمون فى كل دول العالم إزاء هذا الموقف المعادى للإسلام من وجهة نظرهم. لا أشغل بالى الآن بالمسلمين فى كل دول العالم، ولكنى أفكر فى المصريين، مسلمين ومسيحيين، الذين وقعوا ضحية نظام فاسد نفذ خطة محكمة تهدف إلى تجهيل الشعب ليسهل حكمه. ثار الشعب وأسقط هذا النظام، فلماذا يتمسكون بخططه وأفكاره ؟! بصراحة لا أجد مخرجا من هذه الأزمة إلا فيما قاله الدكتور محمد البرادعى من أن الأولوية الآن للتعليم لنمحو آثار هذه الخطة التى أوصلتنا لما نحن فيه الآن. صحيح النتيجة تحتاج إلى وقت طويل، ولكن السؤال هو متى نبدأ ؟! - ترشيح شباب مصريين لجائزة نوبل للسلام كان خبرا جميلا يجب أن يسعد به كل مصرى يحب بلده، ولكن.. وآه من كلمة لكن.. انبرى عدد لا بأس به فى تشويه كل من ورد اسمه فى هذا الترشيح، وكأنهم أعداء لهذا الوطن. البعض قال : لا يمكن، هم أقل من هذا، مين دول أصلا.. آخرون أكدوا: طبعا ما هم عملاء.. ده أكبر دليل على أنهم خونة.. أقطع دراعى لو حصل.. يا خبر.. هل وصلنا إلى هذه الدرجة، ماذا حدث لأخلاق الثورة ؟! لا أجد تعليقا إلا ما قلته من قبل.. التعليم.. ثم التعليم.. ثم التعليم.. ابدأوا بقى يرحمكم الله.