يعنى إيه تمكين (تمكين المرأة) كما كانت تدعو شلة حقوق المرأة فى عهد المخلوع وحرمه.. يعنى لما تتمكن من منصب لاتتركه ولا بالطبل البلدى!.. وهذا ما تنفذه لآخر لحظة السيدتان اللتان ترفضان الإقالة أو الاستقالة من منصبيهما كرئيسين لكل من جامعتى طنطاوالإسكندرية د.هالة فؤاد و د.هند حنفى وإن كانت الأخيرة تتوارد الأنباء عن استقالتها ما بين نفى منها وتأكيد من مجلس الجامعة. أما الدكتورة هالة فما زالت تقاتل من أجل البقاء والاستمرار رغم أنف الجميع ومحاولات الضغط المستمر من كل الجهات. ويشاركهما فى العناد وتنشيف الدماغ رئيس جامعة أسيوط د مصطفى كمال. والسؤال الذى يطرح نفسه ولانجد له إجابة هو (كل ده كان ليه) سواء من الذين استقالوا بعد عذاب لهم وللمجتمع وللأساتذة والطلاب وأيضا السؤال لمن لم يستقيلوا حتى الآن رغم أنهم سوف يستقيلون إن آجلا أو عاجلا. وما يثير التعجب فعلا أن يكون آخر المتمسكين بمناصبهم والضاربين بالمصلحة العامة عرض الحائط فى سبيل مصلحتهم الشخصية هما سيدتان.. وشتان بين خبر تعيين كل منهما كرئيس للجامعة وما صاحبه من زخم إعلامى وترحيب من المجتمع وبين صورتهما هذه الأيام فى الإعلام وفى نظر الجميع، فقد ضربا المثل فى نظرية التمكين للمرأة وهى كما قلت لما نتمكن ولا بخلع الضرس ممكن ترحل! ورغم إطالة أمد الأزمة وتعطيل الحياة الجامعية وتعريض الطلبة لمواقف كانوا أبعد ما يكونون عنها فأى هيبة وأستاذية يتحدث عنها المتمسكون بمناصبهم بعدما رفضهم زملاؤهم ونهرهم طلابهم بل منعوهم من دخول مكاتبهم فهم أى أصحاب المناصب هم الذين عرضوا كرامتهم وهيبتهم للإهانة الجسيمة التى تعظم كثيرا عما لو صدق المجلس العسكرى على قرار إقالتهم جميعا فقد أصبحت يوميات الإضراب والشغب وملامح الانفجار فى جامعاتهم فى صدر الصحف اليومية. وأثناء كتابة هذه السطور إليكم ما حدث فى جامعة الإسكندرية * انفجار فى الجامعة فقد شهدت جامعة الإسكندرية اشتباكات مباشرة بين أمن الجامعة وبين الطلبة الذين تجمهروا أمام مبنى الإدارة وحاولوا إغلاق أبواب مبنى الإدارة لمنع دخول رئيس الجامعة الدكتورة هند حنفى احتجاجا على إصرارها على عدم الاستقالة، كما طالبوا الموظفين بالخروج من بوابات الطوارئ مرددين شعار «اعتصام اعتصام حتى ترحل المدام». ولكن فوجئ الطلبة بأمن الجامعة ينهال عليهم بخراطيم مياه الإطفاء، وكذلك جنازير البوابات والعصى التى ألقيت عليهم من داخل مبنى الإدارة. وكانت جامعة الإسكندرية قد شهدت للأسبوع الثانى اعتصاماً مفتوحاً للطلاب أمام مبنى إدارة الجامعة فى خيام نصبوها خصيصا على رصيف المبنى الإدارى للجامعة، مؤكدين رغبتهم فى مواصلة الاعتصام والإضراب عن الدراسة، وعدم مغادرة رصيف إدارة الجامعة قبل إسقاط قيادات الجامعة. فى محاولة لرفض محاولة خداع الطلبة من قبل القيادات الجامعية التى أشاعت فى بعض وسائل الإعلام خبر استقالة رئيس الجامعة الدكتورة هند حنفى لامتصاص غضب الطلبة وذلك ما لم يحدث وأنه لا توجد استقالة شفهية أو رسمية سلمت لوزير التعليم العالى. كما قام الدكتور أيمن نور المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية بزيارة طلاب جامعة الإسكندرية المعتصمين أمام مبنى إدارة الجامعة بكورنيش الشاطبى معلنا لهم تضامنه الكامل مع الإضراب والاعتصام كوسيلة سلمية للضغط وتحقيق مطالبهم. وكان مجلس جامعة الإسكندرية قد أصدر بيانا يتضمن عدة قرارت أولها إجراء انتخابات عمداء الكليات والمعاهد التى لم تجر بها الانتخابات وهى14 كلية على أن يتم الانتهاء منها خلال ثلاثة أسابيع مع تكليف عمداء الكليات التى ستجرى بها الانتخابات بتيسير الأعمال بها حتى الانتهاء من الانتخابات ثم البدء فى انتخابات رئيس الجامعة فى اليوم الثانى لانتهاء الانتخابات. وفى نفس السياق اجتمعت اليوم لجنة الحريات بجامعة الإسكندرية وأصدرت بيانا بشأن ما أقره مجلس الجامعة أعلنوا خلاله الاستمرار فى الإضراب والاعتصام ورفضهم التام لبيان مجلس الجامعة. وطالبوا جميع القيادات الجامعية بتقديم استقالاتها وعدم السماح لهم بالترشح مرة أخرى للمناصب القيادية وألا يقوموا بتسيير الأعمال بالجامعة والكليات أثناء فترة الانتخابات وأن يتم اختيار من يسير أعمال الجامعة والكليات من بين أقدم الأساتذة العاملين بالجامعة والكلية. وفى تصريح خاص لصباح الخير أكد الأستاذ الدكتور محمد المكى رئيس لجنة الإشراف على الانتخابات بالجامعة أنه تم فتح باب الترشح لمنصب عميد كلية الهندسة بالإسكندرية وذلك لإجراء انتخابات العمادة للكلية خلال هذا الشهر، كما سيتم كذلك فتح باب الترشح للجنة الجامعة الانتخابية المجمع (ثلاثة أساتذة). وستقوم لجنة الإشراف على الانتخابات بالكلية بالإعلان عن الجدول الزمنى لقبول الترشيحات وللانتخابات. من ناحية أخرى مازالت هناك أصوات داخل الجامعة تحاول مقاومة أمواج التغيير، فقد أصدرت إدارة كلية طب أسنان بياناً للطلاب أكدت فيه أن جميع من يتخذ آراء ضد إدارة الجامعة أو إدارة الكلية بإعلان رفضه لعميد الكلية فى شكل منشورات جامعية سوف يحول إلى مجالس تأديبية بدعوى أنها محاولة غير لائقة لتعبير الطلاب عن آرائهم. وعلى النقيض من ذلك نعود للصورة داخل جامعة القاهرة التى دارت فيها رحى العملية الانتخابية والديمقراطية لتسبق الجميع وتضرب المثل فى إعلاء المصلحة العامة على المصلحة الشخصية فى صورة حضارية الكل ينتظر نتائجها بشغف ومنافسة شريفة بين تسعة من المرشحين وهم د. حسام كامل الرئيس المستقيل د. أحمد عبدالعظيم، د. صلاح الدين سعيد، ود. عمر الكاشف، ود. متولى عبدالعزيز ود. محمد الشرقاوى، ود. محيى سعيد عبدالحميد، ود. هشام العنانى ود. طلعت الحديدى. كل هؤلاء عاشوا خلال اليومين الماضيين فى ندوات ومناظرات ومواجهات، بل ومساءلة وهى كلها مفردات هبت على الحرم الجامعى بعد غياب طويل سواء لمن تولى رئاستها ويريد العودة مرة أخرى ولكن بغطاء الشرعية والرضا الجمعى والصندوق الشفاف أو حتى لمن يريد أن يتولى هذه المهمة لأول مرة. فأمام 87 أستاذاً من أعضاء المجمع الانتخابى وقف المرشحون متحدثين عن مشروعاتهم وأحلامهم للجامعة. ولم يخل الأمر من المحاكمة كما حدث مع الدكتور حسام كامل الذى سأله أعضاء المجمع بالذات أعضاء 9 مارس عما أثير عنه أو صدر منه خلال فترة توليه المسئولية ومنها واقعة منح الدكتوراه الفخرية لزوجة المخلوع وكذلك الاتهام الذى وجه له عن مخصصات التعليم المفتوح وكيف توزع وعن راتبه الذى يتقاضاه من منصبه وواقعة التقارير الأمنية التى نشرتها الصحف عن العمداء المرشحين. ودافع رئيس الجامعة عن كل واقعة على حدة وقدم للحاضرين أوراق وتقارير الجهاز المركزى للمحاسبات. أما عن الطعون الأربعة التى قدمت فى المرشحين فقد رفضتها كلها اللجنة المشرفة على الانتخابات. وباق من الزمن ساعات ويبدأ الانتخاب السرى لرئيس الجامعة الجديد بعدما ينتهى كل المرشحين من عرض برامجهم صباح الخميس وأعلى ثلاثة مرشحين سيتم إرسال أسمائهم للمجلس العسكرى ليختار من بينهم الرئيس القادم لجامعة القاهرة. وشتان ما بين جامعة حسمت أمرها مبكرا وتجرى الانتخابات فيها على قدم وساق وأخرى سوف تبدأ الطريق من أوله مثل جامعة عين شمس بعدما لبد الديب فى كرسيه حتى الرمق الأخير. أما الثلاثة الرابضون اللابدون فى كراسيهم هند وهالة وكمال فقد أصبحوا ينافسون المعاندين الثلاثة بشار وصالح والقذافى فى قناة الجزيرة. استقيلوا محافظة على ما تبقى لكم من شتات الكرامة لأنه لا كرامة لرئيس جامعة منع من دخول مكتبه وأضرب طلابه وزملاؤه والكل يستجدى منه الاستقالة.