دخلت السباحة المصرية فريدة عثمان تاريخ مصر الرياضى من أوسع أبوابه بعد حصولها على أول ميدالية عالمية فى تاريخ السباحة المصرية، إثر فوزها بالميدالية الذهبية فى بطولة العالم للناشئات بليما عاصمة بيرو وبرقم قياسى عالمى فى سباحة ال50 مترا فراشة هو 69,26ث متفوقة على بطلات ثلاثين دولة، وجاءت الأمريكية فى المركز الثانى ب85,26ث، والثالثة جنوب أفريقية ب10,27ث، ويظهر فارق الثوانى مدى التحدى الذى خاضته بطلة مصر والعالم التى حزنت كثيرًا لتجاهل وسائل الإعلام لهذا الحدث الفريد والأول من نوعه مع ما يعنيه هذا الفوز. قالت فريدة عثمان بنت ال16 عامًا، والتى تم تتويجها بالتالى كأحسن سباحة فى تاريخ مصر: إن الميدالية الذهبية فى بطولة العالم كانت حلما صعب المنال لم أتصور مقدرتى يومًا على إحرازه لأننى كنت أتدرب.. وأخوض بطولات دون النظر لأرقام الأخريات إنما كل همى أرقامى حتى فوجئت صباح تصفيات البطولة بأننى فى المقدمة، وهو ما نجحت فى الحفاظ عليه فى النهائيات وسط ذهول المشاهدين والخبراء والحكام بل ولا أخفيك سرًا أنه أثناء صعودى لمنصة التتويج تأجل صعودى لأكثر من ربع ساعة بحثًا عن النشيد الوطنى المصرى بلادى.. بلادى.. حيث لم يكن يتوقع أحد حصول مصرية على ميدالية ذهب، وقالوا لى إننى بنت الثورة المصرية الناجحة، فلابد من تكريم خاص، وتم عزف السلام الجمهورى فى مشهد لن أنساه.. وحضرت الجالية المصرية فى ليما والسفير المصرى الذى دعانى وأسرتى إلى منزله، وأقاموا لنا احتفالا بسيطا ولكنه يدل على مدى حب المصريين للإنجاز.. وبالمناسبة كانت هذه أول ذهبية عالمية للرياضة المصرية بعد ثورة يناير ولذا فأنا أهدى الميدالية لهؤلاء الثوار. * وماذا عن أخبارك بعد إحراز الذهب ببطولة العالم؟ - هناك وعد من المسئولين عن مشروع التميز الرياضى بما له من مميزات فنية وإدارية ومالية بالانضمام إليه، وهو بالقطع سيغير من برامجى الكثير.. وأسعى من خلاله لإحراز ميدالية أو مركز شرف فى الألعاب الأوليمبية المقبلة، خاصة أننى تأهلت من البوابة الرسمية ببطولة العالم، وإن كنت أدرك مدى الصعوبة فى المنافسة الأوليمبية عنها فى بطولات العالم، ولكن إيمانا بجهدى وعملى الشاق أحلم بإحراز ميدالية أوليمبية. * هل ستكون ميدالية الصدفة؟ - لا.. فهى ميدالية تدريبات يومية شاقة وعيشة كاملة للسباحة، ثم الأهم الكيف فى تلك التمارين وليس الكم، ومدربى فلاديمير يوفر لى برنامجا تدريبيا على أعلى مستوى فنى وبدنى بأحدث مستوى. * وأين باقى السباحين والسباحات المصريين؟ - موجودون وحمامات السباحة المصرية مملوءة بالمواهب والكنوز الباحثة عن مستثمر ومكتشف، ولكن اللعبة مصاريفها كثيرة ولها ميزانية ومنظومة عمل لابد أن تكتمل حتى يتم إنتاج بطل أو بطلة. * ورأيك فى تجربة رانيا علوانى؟ - الزمن تغير والظروف تغيرت تماماً، والآن اللعبة فى كسر الثانية، ورانيا نموذج خاض التجربة بشرف. * والناحية المادية؟ - أسرتى توفر لى كل غالٍ ورخص.. والاتحاد يتكفل بالمدرب ولك أن تتصور أن الجهة الوحيدة التى كافأتنى على ذهبية العالم نادى الجزيرة بمكافأة 5 آلاف جنيه كسر الرقم العالمى والميدالية الذهبية أما المجلس القومى للرياضة فلا أعرف شيئا عن مكافآته. ثم إننى لو حسبتها بالفلوس فلا أخوض مسابقة إنما أبحث عن مجد وتاريخ وشرف لمصر، فلا تتصور سعادتى برفع علم بلادى وسماعى لكلمة مصر فى المحافل الدولية، ولا ترحيب الصحافة العالمية بى والحمد لله فإن مجلة الاتحاد الدولى للسباحة أشادت بى كثيرًا على غلافها الآخر وبنت ثورة مصر والفراشة وغيرها من الألقاب التى تسعدنى وتشرف بلادى. * وتكريمات مصر لك؟ كما ذكرت أجدها فى النادى فى وسط السباحة أصدقائى والمدرسة.. وإن كنت سعدت مؤخرًا حين تم إقامة تكريم خاص فى ساقية الصاوى التى منحتنى جائزة الأخلاق الرياضية بحضور العديد من السفراء الأجانب ونجوم الرياضة. وقد قام الدكتور محمود شكرى مدير لجنة التخطيط باللجنة الأولمبية بالاتصال بى عقب عودتى من بطولة العالم ورشحنى لحمل العلم الأولمبى لمصر فى أولمبياد لندن 2012 لأكون أول فتاة مصرية تحوز هذا الشرف والأصغر أيضًا وهى ثقة أعتز بها وشرف أصبو إليه. * نبذة عن حياتك؟ - مواليد 18 يناير 1995 بطلة مصر فى سباحة ال50 مترا وال100 منذ ست سنوات وحتى الآن.. وحاصلة على الذهب العربى والأفريقى كأصغر سباحة فى تاريخ البطولتين.