بعد الوقفة الاحتجاجية لموظفى هيئة الاستعلامات الأسبوع الماضى.. تطور الموقف وأصبح اعتصاما مستمرا حتى وقتنا الحالى.. وأضرب خمسة موظفين عن الطعام مما تسبب فى دخول أحدهم المستشفى فى حالة حرجة.. وكل هذا لأن الكيل قد طفح من انتشار الظلم والفساد داخل الهيئة التى من المفترض أنها من أهم الهيئات الإعلامية المعلوماتية فى البلاد. تقول وفاء فريد طلبة 56 عاما كبير إعلاميين فى الهيئة: نظرا لما آلت إليه الأوضاع الراهنة فى الهيئة من فساد مالى وإدارى وانعدام العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص وتلاعب فى كل أمور الهيئة وفساد للحد الأقصى، فنحن مستمرون فى الاعتصام. فقد شكونا من قبل لوزير الإعلام السابق.. وقابلته فى مكتبه وسلمته مستندات لفساد مالى.. وإدارى، ووعدنى بإجراء تحقيقات شاملة وتطهير الهيئة من الفاسدين.. وانتظرت الوفاء بالوعد لكن دون جدوى ! أسامة هيكل وزير الإعلام ثم اجتمع بنا أسامة هيكل وزير الإعلام الحالى.. هنا فى الهيئة وعلى طريقة «على عينك يا تاجر» عرضت المستندات عليه أمام جميع العاملين.. ومنها مستندات تثبت اختلاسات فى الهيئة نهارا جهارا.. ووعدنا أيضا بأنه لن يسمح لا بالفساد ولا الظلم ولا لأى تجاوز غير قانونى.. وقال بالحرف «أنا جئت فى المنصب لكى أنصف هيئة الاستعلامات المظلومة ولأزيل الظلم عنكم»!! ولكن لم نسمع منه أى خبر من وقتها. أيضا تقول وفاء: «يوجد فى الهيئة 600 عقد تم خداعهم.. فبدلا من كتابة أنه عقد بمكافأة شاملة عن العمل أصبح أجرا ماديا نظير عمل مثل عمال «الكيرسيرفيس» وهم الإعلاميون المحترمون.. ثم اللواء حمدى الشواهدى الذى جاء نائبا لرئيس الهيئة.. امتهن كرامة العاملين بها لدرجة أنه وصفهم ب «السباكين» وقال «ليس لكم أى حقوق عندى» كما تآمروا على الهيئة حتى أنها عندما بنيت كان بناؤها بالرخام الإيطالى.. فإذا بهم يفككونه ويستبدلونه بمعدن رخيص!! إهدار مال عام ويقول المهندس مجاهد عبدالعظيم سليمان إنه له باع طويل مع الهيئة من قبل الثورة ويقول إن «إسماعيل خيرت» جاء بتعيين من أنس الفقى وكان يعمل أمين مخازن فى الخارجية!! والمفروض أن رئيس الهيئة يأتى بقرار من رئيس الجمهورية.. لذلك فقراراته كلها باطلة. وهناك 87 بلاغا عند النائب العام لم يحقق فى أى منها. أما حمدى الشواهدى الذى تم تعيينه نائبا لهيئة الاستعلامات لماذا؟! لا نعلم.. فهو رجل لا تتوافر به شروط هذا المنصب.. ويأخذ راتبا يتعدى ال 9 آلاف جنيه منها 2450 جنيها بدل أعصاب!! لا ندرى لما يأخذ كل هذا المرتب.. فهو لا يخدم الهيئة مطلقا بل مصالحه الشخصية فقط.. أما منح السفر الحالية.. فهى تحتاج لإعادة نظر.. فالسياسة الإعلامية غير موزونة الآن.. وبهذا ستكون إهدار ملايين فى الهواء.. فنرجو أن يفعل وزير الإعلام شيئا.. كما فعل وزير السياحة وأغلق مكاتبه فى كل أنحاء العالم حتى يطورها ويضع لها سياسة محددة. صفقات فى السر هناء محمد عبدالفتاح - إخصائية إعلام فى الهيئة العامة للاستعلامات ومترجمة لغة فرنسية - تقول وهى فى شدة غضبها: هؤلاء الفسدة الظلمة يسمحون بالسفر لأصدقائهم فقط دون النظرة للكفاءة ويقومون بتزوير الامتحانات، وقد تقدمنا بشكاوى لوزير الإعلام، وهناك صفقات سفر تتم فى السر!! وغير ذلك هناك عقود منذ سنوات لم تثبت حتى الآن، يعنى هناك من يعمل من 27 سنة أو أكثر ولم يتم تثبيته بعد، وطلبنا الحديث مع رئيس الهيئة لكنه رفض!! وطلبنا التحقيق وأيضا رفضوا التحقيق معنا خوفا من أن تظهر حقيقتهم أمامنا.. فهم مازالوا حتى الآن يعملون بالواسطة.. فعلى الرغم من قيام الثورة إلا أن الفساد لم ينته بعد. بالدلائل والمستندات أما فاطمة عبدالغنى - تعمل فى إدارة هيئة الاستعلامات - فتقول: كل شىء يسير بالمحسوبية.. ففى أيام الامتحانات، كان يوجد أناس لم يفقهوا شيئا فى الامتحان، وكانت تدخل لهم الامتحانات مجابا عنها بالكامل وأناس أخرى كانوا يضعون سماعة التليفون فى أذنهم وتصلهم الإجابات وعندى دلائل ومستندات على ذلك.. فأنا أعمل منذ 16 عاما ولم أعين حتى الآن!! تزوير المرتبات أما إيمان فؤاد - تعمل فى الإعلام الخارجى - فتقول: سبب الاعتصام أن السفير منح إحدى القيادات بدل راحة وأعصاب، وهذه الأشياء ممنوعة.. يوجد تزوير فى المرتبات فكل واحد يقوم بعمل مكافأة لنفسه ثلاث أو أربع مرات فى الشهر الواحد !! يوجد تزوير أيضا فى العقود ويعينون أشخاصا من الخارج وقاموا ببيع العقد ب 16 ألف جنيه!! ظلم وجشع أكثر من ذلك لم أره فى حياتى، فهو مفروض علينا، وقانونا لا يصح له التجديد، فإن انتدابه لم يجدد بعد، لذلك فإن فلوس إسماعيل خيرت وقراراته غير قانونية.. كما يوجد بلاغ فى النيابة الإدارية باستقالة حمدى الشواهدى أخذها ووضعها فى درج مكتبه كأن لم يحدث شىء من الأساس. مؤهل عالى.. 280 جنيها ويقول أيضا احد الموظفين وهو حاصل على بكالوريوس تجارة فى هيئة الاستعلامات: بالنسبة للعقود أنا أعمل منذ 17 سنة ولم أعين حتى الآن.. الحد الأقصى كمؤهل عال مرتبنا 280 جنيها وعلى اعتبار أننا نفس الوزارة وزارة الإعلام اتحاد الإذاعة والتليفزيون، هناك المرتبات أصبحت الضعف، وانضم إلى الحديث معنا الحاج محمد وهو عامل فى هيئة كفر الدوار للاستعلامات بدمنهور ولديه أربعة أبناء يقول: أنا أعمل منذ 18 سنة ولم أعين ومرتبى كان 100 جنيه وبعد أن أضافوا عليها التأمينات أصبحت آخذ 200 جنيه، فكل ما أريده هو أن يتم تثبيتى ويزيد مرتبى حتى أستطيع الإنفاق منه على عائلتى. تثبيت العقود أما نجوى حسن - مستشار إعلامى سابق فى سويسرا - فتقول إنها تطالب برئيس هيئة إعلاميين كفء يستطيع إدارة المكان ويفهم متطلباته.. وتقول إن تثبيت العقود مهم فبعد 5 سنوات أغلب العاملين سيكونون على المعاش فهل سيتم إغلاق الهيئة بعد ذلك؟! إهمال جسيم أما مجموعة المترجمين فى القسم العبرى فيقولون إن الهيئة تحولت من هيئة معلوماتية إلى هيئة خدمية كانت تخدم الرئيس السابق وأعوانه ولا تهتم بالأخبار التى تكتب عن مصر فى إسرائيل!! وهناك إهمال جسيم فى الأخبار التى يتم رصدها من إسرائيل حتى لو كانت تخص الأمن القومى للبلاد!! فى النهاية نتساءل: إذا كان الوزير أسامة هيكل تم تسيلمه مستندات مثل التى سننشر بعضها فى المجلة ووصلته بالفعل صرخات العاملين بالهيئة فلم لا يتم حتى الآن أخذ موقف حاسم والتحقيق فى المستندات والاختلاس والإهمال وعدم تكافؤ الفرص فى هيئة مهمة مثل الهيئة العامة للاستعلامات!!