مازال اتحاد الكرة يسير بمنهج العشوائية، ويعيش مرحلة التخبط لاسيما مع الأمور المهمة أو المصيرية، مثل إسناد مهمة قيادة المنتخب الوطني والتي أصبحت مجرد فزورة تبحث عن حل فوري، لدرجة أن مسئولي الجبلاية، وعلي رأسهم زاهر قد عجزوا عن الاتفاق أو إبرام التعاقد مع مدرب واحد طوال الفترة الماضية، وأطلقوا جميعا بالونات اختبار واستعرضوا العديد من أسماء المدربين الأجانب وسيرتهم الذاتية، ومنهم الأمريكي «بوب برادلي»، وإن كنت أري أن موضوع المدربين الأجانب أصبح ماسخًا بل هو نوع من الفساد الكروي، والخروج عن مآرب الثورة، وكأنه ليس لدينا المدرب المصري الكفء الذي يستطيع القيادة لمنتخبنا رغم أن سمعة المدرب المصري ليست سيئة لكنها علي ما يرام، واسألوا من قبل ماذا فعل بنا المدربون الأجانب، أو ماذا كان الموقف مع المعلم «حسن شحاتة» المدير الفني السابق الذي حقق ما لم يحققه غيره أو قل إنجازًا غير مسبوق من الصعب أن يتكرر مرة أخري، مع أنه مدرب مصري وطني وليس أجنبيا من بلاد الفرنجة يتقاضي أعلي الأجور والرواتب وبالعملة الصعبة، واسألوا البرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني للأهلي. وأري أيضًا أن موضوع اختيار مدرب منتخب مصر من الأجانب فيه الكثير من الإجحاف بل هو نوع من الفساد الكروي بحقوق مدربينا الأكفاء وما أكثرهم لاسيما الذين أثبتوا كفاءة عالية في عالم التدريب لكنهم غير محظوظين. صحيح أن عصر المعلم شحاتة قد انتهي مع المنتخب إلا أنه سيظل حديث الساحة الكروية المصرية لكونه مدربًا مصريًا وطنيًا مخلصا أدي دوره بكفاءة واقتدار، وعندما حان وقت التغيير وهذه سنة الحياة وجدنا أنفسنا في حيرة وحيص بيص، ومش عارفين راسنا من رجلينا أو نختار مدرب للمنتخب.. أو من الذي يستحق هذا الشرف أن يقود فريقاَ يحمل اسم مصر أم الدنيا.. بالذمة ده اسمه كلام، فالأمور تسير في طريق مسدود وليست كل مرة تسلم الجرة كما يقولون، إلا أنني أجزم بأن اختيار مدرب مصري وطني أحسن لنا بكثير من العبث الذي نسير فيه أو اللهو باختيار أي مدرب أجنبي والسلام حتي لو كان لا يصلح لقيادة المنتخب الذي حقق الإنجازات الكبري، كما أن التجارب السابقة خير دليل علي صحة كلامي، واسألوا ماذا فعل بنا المدرب الإيطالي «تارديللي» الذي مرمط سمعتنا في الوحل وكذلك الفرنسي «جيرار جيلي» الذي ضحك علينا ولهف فلوسنا وهرب وغيرهم كثيرون. ؟ إذا لم يحقق الأهلي الفوز علي المولودية في الجزائر في البطولة الإفريقية، فإن هذا يعني بأن الأهلي بالفعل ليس هو كما نعرفه في أحراش القارة السمراء بقوته أو عزيمته وإصراره، ولأن أي نتيجة غير الفوز تعني دخوله في دوامة الحسابات غير المأمونة، لذا وجب علي فريق الأهلي أن يحصل علي الثلاث نقاط يوم الأحد القادم حتي يطمئن قلوبنا جميعا نحو الزحف إلي الطريق الصحيح والوصول إلي القمة، ومن ثم التطلع والفوز بالبطولة.