ريشة هبة المعداوي «المسلمون الافتراضيون» هو الكتاب الثالث لمؤلفه «جارى آر. بنت» وفيه يواصل جهده حول تقصى أثر الإنترنت على الإسلام والمسلمين فى عالم اليوم حيث يرى أن دراسة أنشطة الإنترنت المتعلقة بالإسلام لابد أن تكون جزءا من أية محاولة تسعى إلي مقاربة الخطاب الإسلامى المعاصر، ويرى المؤلف أن النموذج التقليدي للأمة الإسلامية قد تغير على الإنترنت مع تطور برامج الشبكات الاجتماعية وأن الإنترنت يمكن أن يقوم بدور إيجابى ونشط فى تقديم الإسلام فى القرن الحادى والعشرين. «جارى آر. بنت» هو أستاذ مساعد الدراسات الإسلامية بقسم اللاهوت والدراسات الدينية والإسلامية بجامعة ويلز بالمملكة المتحدة.أما مترجم الكتاب والذى نقله إلى العربية فهو الكاتب علاء الدين محمود. من هو المسلم الافتراضى؟ ببساطة هو المسلم المتصل بالإنترنت والذى يقضى عدة ساعات يوميا في إنتاج صفحات محتوي الإنترنت أو يبحث فيه عن معلومات تتعلق بمسألة تفسير دينى، أو يزور مدونة إسلامية أو يستخدم الإنترنت كأداة دعوية لتحويل الآخرين إلي الإسلام أو يملك رؤية إسلامية للعالم. ويدخل أيضا ضمن تعريف المسلم الافتراضى من يستخدم الإنترنت باعتباره شكلا من أشكال الإعلام لتوصيل رسالة تتعلق بأمور الدين إلى جمهور محلى أو عالمى وربما يقوم بحملات حول مسألة محددة وذلك باستخدام أدوات الشبكات الاجتماعية سواء للاتصال بشبكة أو جماعة أو متابعة أنشطة أعضاء آخرين أو أحد الزعماء الدينيين. * عالم الإنترنت والعالم الحقيقى ويري مؤلف الكتاب أن من الأسئلة المثيرة للاهتمام: هل يزيد التدين عمقا باستخدام الإنترنت؟ ويجيب بأن الذين لا يرون إلا فارقا ضئيلا بين عالم الإنترنت والعالم الحقيقى يعتقدون بأن تدينهم و «إسلامهم الافتراضى» يزداد كثافة وعمقا عن طريق الإنشطة عبر الإنترنت بيد أن هذا لم يحل بالضرورة دون زيارة الناس للمساجد أو ممارسة شعائر الإسلام فى البيوت، ولكن المسلمين الافتراضيين قد يتفاعلون مع الدين بشكل مختلف حيث يتعرضون للمزيد من المعلومات عن الإسلام وأشكال المعرفة المتعلقة به. * الدين على الإنترنت ويؤكد الكتاب أن الاتصالات الحاسوبية يمكن أن يكون لها تأثير جذري على الإسلام والمسلمين مع التسليم بأن هناك متغيرات أخري مختلفة، فقد حقق الإنترنت فرصا للتعبير عن رؤية للعالم تتجاوز فى كثير من الحالات الأشكال التقليدية فقد تحدى التدوين على سبيل المثال وسائل الإعلام التقليدية وأصبحت المدونات وسيطا رئيسيا لإبداء الرأي ضمن البيئات الإسلامية السيبرية أي فى العالم الافتراضى ويشير المؤلف إلى أن الفضاء السيبري يوفر مساحة آمنة نسبيا للتعبير الدينى غير التقليدي.فالتواصل وتبادل الخبرات والشعور بإحساس الجماعة مع الآخرين الذين يوجدون فى نفس الفضاء الافتراضى وإمكانية الارتباط بالمقدس عبر الإنترنت يجعله وسيلة لإعادة ربط شعوب دار الإسلام رقميا من خلال خلق حوارات وإتاحة مسارات جديدة للمعاملات فى اقتصاد المعرفة الإسلامية. * تغير وجه الحياة اليومى ويري المؤلف أن المسلمين الافتراضيين المتواجدين على الإنترنت بشكل دائم أو الذين يدخلون عليه بانتظام يستطيعون الآن رؤية العوالم المسلمة بشكل مختلف عن الأجيال السابقة وأن أنماط الحياة الإسلامية تعدلت وفقا لذلك، فالبحث داخل قاعدة بيانات عن إحدي الفتاوي أو طلب التماس من أحد المراجع الدينية بالبريد الإلكترونى قد يؤثر على ممارسة الشعائر بل إن العلاقات بين الجنسين تتشكل من خلال الإنترنت سواء كانت ذات طبيعة شخصية أو فى إطار العمل. فقد أدي الإنترنت إلى ظهور دعاة ومفكرين جدد تركوا وراءهم زي رجال الدين فى كثير من الأحيان لمخاطبة جمهور عادي ليس كممثلين لأية مؤسسة دينية وإنما كمفكرين وكتاب أفراد. ويؤكد «جاري آر.بنت» على أن الإنترنت قد أحدث تغييرا حقيقيا فى زيادة الاهتمام بالإسلام كدين والدليل أن التحول إلى الإسلام على الإنترنت زاد عشرة أضعاف بعد حادث 11 سبتمبر عام 2001 فالكثيرون وجدوا طريقهم إلى الإسلام عن طريق قراءة محتوياته على الإنترنت ويفسر ذلك بأن الحادث زاد الفضول المعرفى تجاه الإسلام بوجه عام. ويري المؤلف أن أعظم سمات الإنترنت هو تسهيل إتاحة المواد التى تقدم الإرشاد بشأن السلوك المناسب إسلاميا بل وإرشادات حول كيفية النطق بالشهادة بالمحادثة الصوتية وهناك فتوي على الإنترنت أفادت بجواز نطق الشهادة على الإنترنت. كما أن هناك مواقع تذكر شروحا مفصلة لأداء الصلاة بطريقة سليمة بل إن قصص العديد من رحلات الحج تشكل جزءا من الأدب الإسلامى عبر الشبكات الإسلامية وتروي بعدد كبير من اللغات وهذا الحج الافتراضى يوفر المعرفة عن أداء الفريضة وقصص خبرات الحجاج وبصيرة لأولئك الذين لا يستطيعون أن يقوموا بالرحلة، بالإضافة إلى توفير المزيد من الإرشادات لمساعدة الحجاج كما يمكن تسهيل توفير أضحية الحاج أيضا على الإنترنت باستخدام بطاقة الائتمان ويذكر أن النت يساعد بطرق شتى على جمع المسلمين الافتراضيين معا خلال شهر رمضان الكريم لا سيما أولئك الذين يعيشون فى الخارج ويسهل النت تبادل المعلومات المهمة حول الممارسات الشعائرية وتوقيتاتها.أما الزكاة فهناك الكثير من المواقع التى تقوم بتقديم المشورة والمعلومات، فضلا عن منح فرص للمتصفحين لأداء الزكاة عن طريق التبرع لصالح قضايا محددة.أما الأعياد فلها مكانتها على الإنترنت خاصة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.بل إن الاحتفالات الدينية الخاصة بالشيعة والطوائف الإسماعيلية تقدم على الإنترنت من خلال بوابة الويب الشيعية الإسماعيلية وهناك أيضا قوائم بالمزارات والأضرحة التى يمكن زيارتها مصحوبة بمعلومات تاريخية ومعمارية ودينية ويرصد المؤلف ملامح المتغيرات التى طرأت على الحياة الاجتماعية للمسلمين الافتراضيين حيث يمكن للأبوين الاستفادة من قواعد بيانات لتحديد الاسم الأنسب لطفلهما وفقا لمعايير إسلامية بل توجد شروح للتفسيرات المرتبطة بإعلان الولادة وترديد الآذان فى الأذن وختان الأطفال الذكور وحلق الرأس وضرورة العقيقة أو الأضحية والمرتبطة بتقليد قص شعر الوليد بعد الولادة بسبعة أيام. ومن أصول أدب استخدام النت الاهتمام بتوخى الحذر عند التواصل مع الغرباء والتى ترتبط بمفاهيم آداب استخدام الإنترنت الإسلامية ويصف المؤلف بعض ما قرأه من هذه الآداب فيقول: أتخذ نهجا محافظا نسبيا بشأن الثقة بأى شخص تلتقى به على الإنترنت إذا كنت تعتقد أن شخصا ما يكذب فمن المرجح أنه كذلك لذلك ابن ردود فعلك وفقا لذلك، تحرك نحو شخص يمكنك الثقة به فى النهاية، تحكم فينفسك وعواطفك بطريقة مسئولة، لا تقع فى الحب بعد أول نقرة من الماوس، ولا تدخل فى علاقة حميمية مع شخص قبل الأوان حتى لو كانت هذه الحميمية تحدث على الإنترنت فقط، وبالطبع هذه اجتهادات بعض المواقع لمحاولة رسم أصول لأدب استخدام الإنترنت. حتى الموت كان له مكان على الإنترنت فهناك مواقع تقدم المشورة بشأن طقوس الدفن المناسبة وفترات الحداد، والمشورة، والوصايا وكلها تقع فى منتديات المشورة على الإنترنت ويستقى قسم كبير من هذه التفسيرات من مصادر إسلامية. بل وتستعين بعض المجتمعات بالنت لإعلان وفاة أعضائها بل تحتفظ بقوائم محلية لمقابر المسلمين توفر بعضها قاعدة بيانات يمكن البحث فيها بالكامل باسم القبر، واسم الشخص، وشهر وعام الوفاة ولكل مرجع لقبر صورة فوتوغرافية وتفاصيل عن المتوفى، ويظهر أيضا العنصر التجارى، حيث توجد إعلانات مرتبطة بخدمات الجنازات للجمهور ومن أمثلة هذه المواقع على الويب مقبرة وادى حسين فى كراتشى التى أنتجت موقعا على الويب لذلك. إذن فقد غَيَّر الإنترنت وجه الحياة فى كثير من المجتمعات الإسلامية وأصبح فعالا فى تقديم الخطاب الدينى والمرجعية الدينية متجاوزا الحواجز الجغرافية والدينية والثقافية بل إن شئون الحياة اليومية قد تأثرت بوجود النت أيضا فهناك مواقع كرست نفسها للعناية بشئون الطعام وقضاياه فى البيئات الإسلامية السيبرية فهناك موقع (كل الحلال) الكندى والذى يحتوى على معلومات ومشورة حول طرق ذبح الحيوانات ودليل المطاعم والمشورة الصحية لقد أصبح الويب مكانا للقضايا اليومية والدنيوية وليس فقط أمور الحياة والموت الكبرى فاتسعت المعاملات المالية وغدت التجارة عنصرا مهما أيضا فى الشبكات الإسلامية المعاصرة على الإنترنت كما يقول المؤلف فهناك الإقبال على بيع الملابس الإسلامية والكتب والسبح وغيرها للمتسوقين على الإنترنت. * المدونات والتمثيل الرقمى للشرق الأوسط: التدوين كما يقول (جارى آر. بنت) : قطاع ديناميكى وسريع التطور فى الفضاء السيبرى يعتمد عليه المسلمون الافتراضيون من مختلف القناعات السياسية والدينية والتدوين أو المدونات تفتح أشكال الخطاب الإسلامى أمام التحليل ولذا اهتم المؤلف بالبحث وراء دوافع استخدام المدونات فأورد رأيا للباحثة (باربرا كاى) حول هذه الدوافع والتى تشمل : تحقيق الذات والتعبير عنها، والانضمام إلى المدونين ومستخدمى المدونات، والبحث عن المعلومات والإشباع الفكرى والجمالى، والشعور بمشاعر مضادة تجاه وسائل الإعلام التقليدية، والبحث عن الإرشاد، والتأكد من الحقائق ويرى (جارى آر. بنت) أن القضية المهمة أو الأبرز فى كتابات المدونين المسلمين هى : الشعور بخيبة الأمل إزاء الكيفية التى تمثل بها وسائل الإعلام السائدة المسلمين والثقافة العربية.فهذه قضية بالغة الأهمية بالنسبة للمدونين من السياقات شرق الأوسطية أو السياقات الإسلامية الأوسع ويؤكد أن الشرق الأوسط الذى تمثل على مر التاريخ بطرق عديدة ثقافيا ودينيا واقتصاديا ولغويا وجغرافيا وسياسيا وكحالة ذهنية يتمثل الآن رقميا من خلال أصوات المدونات المتعددة، خاصة من خلال الذين يعرفون أنفسهم بأنهم مسلمون. * المدونات الحيوية فى مصر: ومن أغزر فصول الكتاب من حيث التفاصيل الفصل الخاص بعالم المدونات الإسلامية والذى يلقى الضوء على كثير من المدونات، ومن أبرز شبكات المدونات الحيوية كما يصفها : المدونات التى ظهرت فى مصر، ففى عام 2007 ارتفع عدد المدونات فى مصر إلى 1481 ( ألف وأربعمائة وواحد وثمانين مدونة ) إلى جانب أكثر من 900 مدونة تنتظر الموافقة ) من بين هذه المدونات كتب ما يقرب من 60% باللغة العربية و35% باللغة الإنجليزية والباقى باللغة الفرنسية، ولكن هذا التصنيف ليس مقصورا على المدونات ذات الاتجاه الإسلامى. ويشير المؤلف إلى بعض المدونات المصرية ومنها مدونة (عالم عربى واحد) لصاحبها كريم الصاحى وتناول فيها قضية جوهرية إذ يقول تحت عنوان : ( لا مزيد عن الأكاذيب المُرضية للذات) جاء فيها: ( صدقونى كمسلم لا شىء يؤرقنى أكثر من الاطمئنان إلى فكرة أن الأمر كله يتعلق بتصوير وسائل الإعلام الغربية لنا، هذا النوع من إنكار المسئولية الذاتية هو أول شىء نحن بحاجة إلى مواجهته. أما فى السعودية فقد ظهرت آلاف المدونات ذات الصلة بالسعودية فى الفضاء السيبرى مثل مدونة ( سعودى جينز). لصاحبها أحمد عمران، ومدونة (سوالف) لصاحبتها (فروحة) حيث قاما بالتعليق على قضايا دينية وثقافية. وفى سورية أوردت (مدونة الدمشقية) ما يقرب من 100 مدونة سورية على صفحاتها عام 2006، أما فى لبنان فقد أورد منتدى المدونين اللبنانيين أكثر من 100مدونة، واستطاعت المدونات أن تكسر الحواجز الاجتماعية بين مختلف الفصائل والاهتمامات اللبنانية ولم تكن جميعها ذات توجه إسلامى. أما فى المغرب فهناك تنوع لافت من حيث موضوعات المدونات وأساليبها وأشهرها ( مدونة المغرب ) التى تكتب باللغة الفرنسية والإنجليزية وتقدم نفسها على أنها جهد جماعى من كتاب مختلفين يعلقون على الأنشطة المرتبطة بعالم التدوين. وفى تونس تضاعف عدد المدونات ثلاثة أضعاف عام 2007 عما كان الوضع عليه عام 2005. وفى الجزائر وحسب بعض المصادر يوجد5,1 مليون متصفح وخمسة آلاف مقهى إنترنت. وقد أصبحت المدونات وسيطا مهما للمناقشات فى فلسطين والأراضى المحتلة ومنها مدونة : ( مدونى بيت لحم ) التى تناولت القضايا الثقافية والدينية المرتبطة بفلسطين. أما فى العراق فقد وفرت المدونات العديد من الرؤى المتعلقة بأوضاع الصراع والمعلومات عن القضايا السياسية والدينية، وفيما تزامنت حرب الخليج عام 1991 مع التوسع فى القنوات التليفزيونية الفضائية تزامن غزو العراق فى 2003 مع نمو الوعى بإمكانيات المدونات، وتمثل التنوع فى الفكر الدينى والسياسى داخل العراق بصورة لا بأس بها فى عدد من المدونات. * الجهاد فى الفضاء السيبرى: ومصطلح ( جهادى ) كما يتناوله المؤلف يشير إلى أى موقع أو فرد يناقش أو يروج أفكار الأنشطة القتالية باسم الإسلام وهنا يتناول بالتفصيل علاقة تنظيم القاعدة بشبكات الكمبيوتر فيقول : إن الصورة النمطية التى رسمت لتنظيم القاعدة بأنها أمية تكنولوجيا قد أدت إلى إعاقة عمل المنظمات الأمنية فى تعقب عناصرها العاملة بينما كان هناك استخدام دقيق لتنظيم القاعدة للإنترنت. وأشار المؤلف إلى تقرير لجنة بالأممالمتحدة كان قد دعا إلى فرض قيود على الإنترنت فحواه يقول : يجب أن ينظر مجلس الأممالمتحدة فى فرض قيود على استخدام الإنترنت دون غواية الناس للسير فى مسار الإرهاب. ويأتى ( جارى آر.بنت ) إلى مناقشة السؤال المهم: هل يمكن وضع الأنشطة الإسلامية التى تحركها دوافع سياسية فى منطقة الخطاب الإسلامى البحت. وهنا يقدم عدة احتمالات أولها على حد قوله : قد يشير الآخرون إلى أن النشاط الدينى المحض مثالى إلى حد ما ويتجاهل الدوافع الشخصية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية التى تنبض خلف الأجندات الجهادية الإلكترونية، والاحتمال الثانى : أن البعض يرى أنه لا يمكن وضع الأنشطة الإسلامية التى تحركها دوافع سياسية فى منطقة الخطاب الإسلامى البحت. ومن هنا يقول المؤلف : إلى أى مدى تمثل هذه المواقع ( الإسلام ) ؟ وهل يمكن مساواة فضاء الويب الجهادى بفضاء الويب المقدس ؟.. ثم يجيب عن تساؤله بقوله : الحقيقة التى قد تشتمل على تفسير دقيق لهذه العوامل مسألة ذاتية، ما يبدو هنا هو أن الأطراف الفاعلة المسلمة بدافع من تفسيرها للقيم القرآنية تنفذ هذه الأنشطة والحوارات باستخدام لغة إسلامية. ويرى أن تعريف الأنشطة بأنها إسلامية أو جهادية أو متمردة أو إرهابية أو عراقية أو فلسطينية أو عربية أو مزيج ما من هذه الأوصاف يعتمد على وجهة نظر المراقب الفردية. وهو الأمر الذى أراه يفتح مجالا لنظرة غير عادلة لا تستند إلى عوامل موضوعية أو علمية وإنما تعتمد على تفسير فردى وذاتى لقضايا شديدة الأهمية والخطورة. ونأتى لوجهة نظر المترجم علاء الدين محمود الذى نقل كتاب (المسلمون الافتراضيون) إلى العربية وهى أيضا وجهة نظر مهمة فهو يقول إن (جارى آر.بنت) فى كتابه تجاهل وجود أية مدونات للمقاومة العراقية أو على الأقل لأفراد مناهضين للغزو الأمريكى للعراق، واختزل المشهد السياسى العراقى بشكل مخل فصوره على أنه( متمردون ) جهاديون عراقيون أو مسلمون بوجه عام ضد قوات أمريكية ( غير مسلمة ) وبذلك يفرغ المقاومة العراقية من مضمونها، وبنفس المنطق عرض المؤلف للتدوين الفلسطينى، وتجاهل وجود أية مدونات مناهضة للاحتلال الإسرائيلى. وعندما عرض لمدونات الأقليات رأى أنها تشمل مدونات الأقليات المسلمة فى الغرب ومدونات المرأة والصوت المضاد للاحتلال الإسرائيلى !! كما أورد المترجم ملاحظة ذات أهمية وهى أن عينات المدونات التى اختارها المؤلف وبنى عليها نتائجه كانت غالبيتها باللغة الإنجليزية متجاهلا ربما الكم الأكبر من المدونات المكتوبة بلغات المشاركين القومية. ويبقى السؤال ماثلا : هل ينجح الإنترنت فى القيام بدور إيجابى ونشط فى تقديم الإسلام والمسلمين للعالم فى القرن الحادى والعشرين، وينجح فى توصيل رسالة حقيقية عن الإسلام وجوهره إلى الجمهور المحلى والعالمى