الشباب العربي.. بديلاً للجامعة العربية!! (تصوير - شريف الليثي) عبدالقوى أحمد هايل.. الناطق باسم (تكتل وطنى للثورة الشبابية الشعبية فى اليمن).. شاب يبلغ من العمر24 عاماً فى السنة النهائية من كلية الهندسة - قسم البرمجيات بجامعة تعز وهو الأول على دفعته طوال سنوات الدراسة، ولكنه أوقف مشروعه للتخرج هذا العام لأن هناك مشروعاً أهم وأكبر.. إنه باختصار مشروع بلد يخرج من كبوة ثلاثة عقود من الفساد والديكتاتورية.. صباح الخير التقته فى القاهرة فكان هذا الحوار. كان من الطبيعى أن أسعى للقاهرة لتوصيل رسالة الثورة اليمنية عبر الإعلام المصرى والترتيب لتجهيز الملفات والوثائق التى تدين نظام على عبدالله صالح بالتعاون مع مؤسسات وجمعيات المجتمع المدنى العاملة فى مجال حقوق الإنسان. ونحن كشباب الثورة خرجنا للساحات بعد معاناة طويلة من النظام.. فمنظومة الفساد كانت فى جميع القطاعات وبصورة كبيرة ولا وجود لدولة المؤسسات التى قضى عليها صالح بوصوله للحكم بعد اغتيال الرئيس إبراهيم الحمدى ، والمؤسسة العسكرية جرى اختراقها وتفريغها من أفضل كوادرها بعكس الحال فى مصر حيث تمتعت باستقلال القضاء والجيش وحتى الأحزاب المعارضة كانت غير مؤثرة ولديها مطالب ضئيلة.. كل هذه الأمور إضافة إلى قهر الأجهزة الأمنية وعدم وجود بنية تحتية فى أغلب مدن اليمن باستثناء العاصمة صنعاء أدى لقيام الثورة. ولكن لماذا انتظرتم حتى قيام الثورة المصرية تحديداً؟! - لأننا نعتبر الثورة اليمنية فى سبتمبر1962 هى الامتداد الطبيعى لثورة يوليه 1952 ولذلك كان من الطبيعى أن ننتظر مصر.. كما أن الثورة المصرية جاءت خالية من الشوائب فالمصريون سباقون دائماً وسيظل لهم الدور الريادى فى المنطقة.. وإذا كانت اليمن مرتبطة بمصر فإن شعارنا هو أن يكون للمواطن العربى قيمة فى وطنه وهو شعار مرحلة القومية العربية. وماذا تعلمتم من ثورة25 يناير؟ - الإصرار.. فعندما كنا نشاهد فى الفضائيات إصرار الشباب المصرى على مواجهة أعتى أجهزة القمع وأكثرها بطشا كانت أجسادنا تقشعر من هذا الإصرار الغريب على الاستمرار فى ميدان التحرير فى مواجهة نظام قوى من الصعب زحزحته.. إلا أن المعجزة تحققت رغم كل الضغوط. كما أننا استفدنا أيضاً - كما هو الحال فى مصر وتونس - من وسائل التواصل الاجتماعى كالفيس بوك وتويتر وخلافه وهى كلها أساليب اللاعنف الجديدة. ولكن بخروج صالح من البلاد.. هل تعتقد أن الثورة حققت أهم أهدافها؟ - لا.. فالنظام لم يسقط بعده ، ونحن لا نقبل بأى تسوية ونعتبر نائب الرئيس من هذا النظام ولذلك نرفضه. وماذا لو عاد؟! - نحن نحذر من رجوع هذا الرجل والسبب الوحيد لعودته هو محاكمته على جرائمه التى ارتكبها ضد شعبه سواء طوال فترة حكمه أو أثناء الثورة فقد ارتكب جرائم إبادة فى جميع مدن اليمن وأبرزها حرق خيم المتظاهرين فى ساحة الحرية بتعز ، وقد أطلقنا عليها «هولوكست ساحة الحرية». والمبادرة الخليجية.. كيف نظرتم إليها؟ - مجرد تمييع للثورة فالسعودية تريد تغيير صالح ولكنها لاتريد تغيير منظومة المجتمع المدنى اليمنى فهى تخاف من تصدير الثورة لها حتى لانطالب ب «اليمن الكبير» والسعودية تعرف جيدا ذلك منذ اندلاع ثورتنا فى 1962 وقد حاولت وقتها إجهاضها ولكننا الآن نريد من حكومة المملكة أن تنصر الشعب اليمنى نصرة معنوية على نظام استبدادى لا نريده. ولكن شبح الحرب الأهلية يطل دائما على اليمن؟ - على النقيض تماما فقد وحدت الثورة جميع أهل اليمن بكل طوائفه على كلمة وحدة بعد أن كانت هذه الوحدة مجرد كلمة فى الكتب والمراجع التاريخية... فنظام صالح استخدم فزاعة انفصال الجنوب والحرب الأهلية والإرهاب ووجود خلايا للقاعدة لابتزاز الغرب والحصول على أموال لتثبيت دعائم حكمه ووجوده باعتباره مقاوم للإرهاب. والحوثيون؟ - إنها مجرد حركة دينية ليس لديها طموح سياسى ولكن النظام صورها للعالم عامة وللسعودية خاصة بأنها عودة لنظام الإمامة الشيعية المدعومة من إيران لإقامة منطقة للشيعة فى جنوب المملكة ولذلك بدأ صالح بالحرب على الحوثيين وحصل على مساعدات من السعودية ومن المجتمع الدولى للقضاء عليهم.. فالتناحرات الطائفية انتهت تماما من اليمن بانقضاء عهد الإمامة ولكن النظام حرص على إحياء الطائفية الدينية بين الشيعة الزيدية والسنة الشافعية بنظام فرق تسد. والآن.. بماذا يطالب الثوار؟ - نطالب بمجلس انتقالى مستقل من خلال الدعوة لمؤتمر موسع يضم جميع أطياف المجتمع اليمنى بحيث يكون هذا المؤتمر هو النواة التى يخرج منها المجلس الانتقالى من أطراف مستقلة تماماً عن النظام السابق ثم يلى ذلك تشكيل حكومة تكنوقراط بمشاركة الأحزاب الموجودة بما فيها العناصر المحترمة من حزب المؤتمر الشعبى الحاكم. وماذا تريدون من مصر؟ - الدعم المعنوى.. فقد خرجت الثورة المصرية من إطار الانغلاق إلى الانطلاق والإحساس بالشباب العربى فى كل مكان من وطننا العربى الكبير.