العربي يحلف اليمين أمام المشير طنطاوي انتهي اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي الأسبوع الماضي إلي الاتفاق علي طرح إسرائيل الكارت الأخير علي طاولة النزاع في الشرق الأوسط. وهو استقطاب أكبر عدد من الدول الأوروبية لمعارضة المشروع العربي بإعلان دولة فلسطينية من الأممالمتحدة سبتمبر المقبل. تقييم تل أبيب للوضع الداخلي كان «المستوي الثالث»، يعني الحالة «ج» سواء بالنسبة للوضع الداخلي الإسرائيلي، أو بالنسبة لموقفها علي المستوي الإقليمي والدولي. الجديد، كانت لطمة تعيين السفير محمد العرابي وزيرا لخارجية مصر، الدولة المفترض فيها الشراكة في عملية السلام، ما ينذر بريح صرصر عاتية، وصفتها صحيفة يديعوت أحرونوت بأنها «نذر الشتات الأخير» من الضفة الغربية لقناة السويس. وصف مجلس الشئون الأمنية والسياسية الإسرائيلي الذي انعقد في موقع الطوارئ المحصن تحت الأرض في مدينة القدس، تعيين السفير العرابي خلفا لنبيل العربي بالأزمة الأسوأ، خصوصا، وسط ما تناقلته الصحافة الإسرائيلية من تصريحات للرجل يؤكد فيها استمراره علي نهج السفير العربي. - كوابيس نتنياهو كوابيس مختلفة رافقت تل أبيب بعد يناير، فيما ينذر تعيين العرابي بالمزيد. ويرجح كفة المشروع العربي لدولة فلسطين، وفي وقت تعاني فيه إسرائيل من انكشاف الغطاء الدبلوماسي في كثير من عواصم أوروبا، فتولي العرابي الموصوف بأحد صقور الدبلوماسية المصرية، وزارة الخارجية، تزامن مع حركة إحلال ونقل كثير من سفراء تل أبيب في عواصم مهمة في العالم. وحسب جريدة هاآرتس الإسرائيلية، فإنه من المقرر أن يغادر سفراء تل أبيب، مناصبهم في لاهاي وبودابست وبروكسل وروما ومدريد وبرلين، في الوقت الذي سوف يغادر فيه السفير الإسرائيلي العاصمة البريطانية، لينتقل إلي بعثة تل أبيب لدي الأممالمتحدة، فاقدا أي قدرة علي المناورات السياسية، في مقابل تفوق عربي ملحوظ للسفراء العرب المخضرمين، بينما تكون القاهرة حاضرة بقوة، بسياسة جديدة.. وخطيرة. ونقلت هآرتس أيضا، عن مصادر مطلعة، أن عددا من مستشاري نتنياهو كانوا قد طلبوا وقف حركة سفراء تل أبيب في الخارج، بعد إعلان القاهرة عن اسم وزير الخارجية الجديد. لكن الوقت كان قد فات، فغير أن الحركة كانت قد دخلت حيز التنفيذ قبل شهرين، فإن الخارجية الإسرائيلية لو أوقفت الحركة، فإنها سوف تجد نفسها في ورطة، في وقت حساس، يظهر فيه توافق ملحوظ لكثير من دول أوروبا علي مشروعية المطلب الفلسطيني بإعلان الدولة. سوء الوضع، هو الذي حرك نتنياهو لإطلاق بالون اختبار، بإعلان ساسة مقربين منه قبل أيام، موافقة إسرائيل علي الانسحاب إلي حدود عام 1967 شريطة أن يوافق الفلسطينيون علي عدم عودة اللاجئين. صحيح نفت الدائرة السياسية لمكتب نتنياهو هذا الإعلان، إلا أن النفي جاء بعد عدم ملاحظة أي تغير في السياسة العربية تجاه التقدم بمشروع الدولة للأمم المتحدة. كانت القاهرة علي رأس المستهدفين من بالون الاختبار، لذلك نقلت الصحافة الإسرائيلية حالة الإحباط التي مر بها نتنياهو، بعد تصريحات للعرابي قال فيها إنه أياً ما كانت الخيارات، فإنه سيعمل علي مواصلة سياسات نبيل العربي في جميع الملفات المهمة الخاصة بالصراع العربي الإسرائيلي. - السيناريو الأسوأ تقع إسرائيل إذا بين مطرقة تعيين العرابي، وسندان الاضطراب الداخلي، وسط أسئلة، لم يقدم لها أية إجابة شافية لما يمكن أن يكون عليه وضع الدولة خلال الشهور القليلة المقبلة. بعد الإعلان عن تعيين العرابي، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت، عن مصادر إسرائيلية تأكيدها علي رسالة الميجور جنرال آفي مزراحي رئيس القيادة المركزية للجيش الإسرائيلي، طلب فيها توسيع نطاق وحدات الجيش المخصصة للتعامل مع أعمال الشغب المتوقع اندلاعها في الأراضي الفلسطينية مع توتر الأوضاع المنتظرة. لم يكن الإعلان عن تعيين العرابي إذا، مجرد تغيير في رأس الخارجية المصرية، بقدر ما كان انعكاسا لما يمكن أن يكون عليه الوضع داخل إسرائيل، أو في محيطها الإقليمي. وذكرت يديعوت أحرونوت، إنه فيما كان الجيش الإسرائيلي قد بدأ حركة إعادة تقييم لخطط التعامل مع أعمال الشغب، كانت السلطات المصرية قد سمحت بعبور أكثر من 30 طن مستلزمات طبية وأدوية للأطفال غزة، في الوقت الذي لم تمانع فيه مصر من دخول وفد من الناشطين الأوروبيين عبر منفذ رفح، بعد تنسيق واضح بين القاهرة وحركة حماس. كان أسبوعاً مليئاً بالرسائل المصرية الصريحة لتل أبيب، حسب ما جاء في تقرير أعده روي نحمياس مسئول الشئون العربية بصحيفة يديعوت أحرونوت، المعني الذي كانت تود أن تقوله حكومة نتنياهو، إن سياسة القاهرة، بعد يناير، ستوجب ترقبا شديدا، وتحركات إسرائيلية حذرة.. علها تنجح!؟