لوس أنجلوس: جميل يوسف توفى مساء الخميس الماضى الفنان المبدع «بيترفولك» عن عمر يناهز83 عاما بمنزله ببفرلى هيلز بعد صراع مع مرض الزهايمر. ويعد بيترفولك «كولومبو» أشهر محقق فى تاريخ التليفزيون والسينما الأمريكية بعد أن ذاع صيته ونجاحه الكبير فى مسلسل «كولومبو» الشهيرلشبكة تلفزيون «إن. بى. سى» فى السبعينيات وكان يتقاضى وقتها أكثر من نصف مليون دولار عن الحلقة الواحدة، وبذلك أصبح أغلى الممثليين العاملين فى التليفزيون أجرا وأكثرهم شهرة. وقد رشح بيتر فولك مرتين للحصول على جائزة الأوسكارفى عامى 1961 و1962. وحصل على جائزة «إيمى» الشهيرة عام 1962. ومن أشهر أفلامه «الأزواج» و«نساء تحت التأثير» و«أنزيو» و«السباق العظيم» و«سيدة ليوم واحد» الذى ترشح عنه لجائزة الأوسكار. ولكن رغم كل ما قدمه من أدوار، ظل دور واحد فقط عالقاً بذهن عشاق فنه الصادق البسيط ولعله من أفضل وأطول أدواره هو شخصية: المحقق كولومبو، وبالفعل نجح كولومبو ذائع الصيت وتفوق واشتهر على كل حلقات المحققين فى جميع الشبكات التليفزيونية ويتميز كولومبو ذو القامة القصيرة والعين الزجاجية والشعر الكثيف الداكن ومؤخرا بالرمادى والذى يبدو شارد الذهن فى معظم الأحيان بالبساطة والطبيعية والإنسانية حتى مع المجرمين وذكاء خفى وغموض مغلف بخفة دم نادرة وغريبة فى عالم الجريمة والمدارس البوليسية الأمريكية. ولد بيتر فولك فى منطقة «برونكس» الفقيرة بنيويورك من أبوين فقيرين من أوروبا الشرقية، وفى سن الثالثة أصيبت عينه اليمنى بالسرطان، مما أدى إلى إزالتها واستعماله لعينا زجاجية أصبحت إحدى أهم العلامات المتميزة والمتناسقة مع تركيبة الغموض فى مجمل الشخصيات التى قدمها وأهمها المحقق الشهير كولومبو. ولم تمنع هذه العاهة بيترفولك من تحقيق أهدافه وطموحاته فتخصص فى العلوم السياسية من جامعة «نيويورك سيتى» وبعدها حصل على شهادة الماجيستير فى الإدارة العامة، والأمر المثير للدهشة أنه رفض العمل بالدوائر المالية فى نيويورك وفضل الدراسة والانخراط فى التمثيل عملا لنصيحة صديقته الممثلة إيفا لى جوليين. تزوج بيتر مرتين وله ابنتان من زوجته الأولى «أليس» جاكين وكاثرين، ومنذ عامين ظل بيتر تحت رعاية دائمة لزوجته الثانية الممثلة «شيرا دينيس» بعد إصابته بمرض الزهايمر. ترك لنا بيتر فولك كماً ضخماً من الأعمال المتفردة لفنه الجميل على مدار أكثر من خمسين عاما ومذاكراته الخاصة التى نشرت فى عام 2007 تحت عنوان «شىء آخر»، وقبل رحيله تبرع بمعطفه الشهير إلى أحد المتاحف حسب وصيته.