من منا لا يريد تحقيق حلم مدينة زويل العلمية. من منا لم يلعن الظروف والأسباب والشخصيات التي أعاقت هذا المشروع طوال عشر سنوات مضت. من منا لم يفرح بقرب تحقيق الأمل ليحلم لأولاده بمستقبل مختلف عما كان مرسومًا في ظل النظام السابق. من منا لم يصبه الألم والشعور بالغيظ والغيرة عندما رأينا مشروعات وأفكار زويل تذهب لدول عربية مجاورة، فقد شعرنا وقتها بالحسرة علي ما آل إليه حال العلم والعلماء والبحث العلمي الذي كان يعامل مثل مرفق الصرف الصحي. النظام السابق جعل أحلامنا في الحياة الأفضل كوابيس وهواجس، وجاءت الثورة لتعيد لنا حق الحلم في الحياة بل وإمكانية تحقيقه. ولكن كيف لمن ذاق مرارة الظلم والتجاهل وكبت الأحلام أن يقف شاهدًا أو مشاركًا في ظلم وكبت أحلام شباب رائع من الباحثين الذين يعول عليهم في رفعة هذا الوطن.. أقصد شباب جامعة النيل الذين وقفوا مستنجدين بالدكتور زويل لإنصافهم وعودتهم إلي مقرهم الأصلي بجامعة النيل الذي رحب كل من فيها طلاب وقيادات بانضمامهم إلي مشروع زويل العلمي.. ولكن بدلاً من أن يطمئنهم خرج عليهم ليقول لهم.. مشكلتكم مع الحكومة مش معايا أنا واللي بتعملوه من مظاهرات وضجة في الإعلام مش هينفعكم. قل لنا يا دكتور زويل ما هو مصير هؤلاء الطلاب وهل تريد الجامعة ضمن مشروعك خالية «كمبني فقط» دون طلابها وباحثيها. وأين يذهب هؤلاء الذين أمضوا عامين في المقر الإداري علي أمل يوم العودة للمقر الذي التحقوا بالجامعة علي أساسه ودفعوا من أجله الكثير، فإذا كانت عودة زويل بمشروعه العلمي لمصر هي تصحيح للخطأ والأوضاع المقلوبة، فلا يمكن أن يكون ذلك علي أشلاء أحلام شباب وباحثين مجتهدين في هذا البلد.