أمام السفارة الإسرائيلية عند كوبري الجامعة بالقاهرة سيكون يوم الجمعة القادم (6 مايو) هو يوم لمليونية «التمهيد» للانتفاضة الفلسطينية الثالثة التي ستتصاعد الأنشطة المتعلقة بها علي مستوي العديد من الدول تمهيدا للجمعة التي تعقبها تحت اسم جمعة «النفير» بميدان التحرير، وسيليها سبت الزئير للتحرك سلميا باتجاه الحدود المصرية - الإسرائيلية وصولا إلي يوم الأحد الموافق15 مايو ذكري اغتصاب الإسرائيليين لأرض فلسطين، الذي ستتحرك فيه بإذن الله مسيرات مشابهة باتجاه حدود إسرائيل من الدول المجاورة لها، أو باتجاه سفاراتها في بقية الدول البعيدة عن حدودها. إنها الدعوة التي انطلقت عبر صفحة «الانتفاضة الفلسطينية الثالثة» علي موقع الفيس بوك، والتي خاطبت الحكومة الإسرائيلية بسببها إدارة الموقع من أجل إغلاقها، فاستجابت إدارة موقع الفيس بوك وقامت بحجبها، إلا أن أعدادا كبيرة جدا من الصفحات المشابهة لها قد حلت محلها، واستمر التواصل عبر الفضاء الإلكتروني للترتيب لهذه الانتفاضة المدهشة في تصعيد يستطيع مستخدمو الإنترنت أن يرصدوا بسهولة من خلاله إلي أي مدي يعبر عن الغضب والكراهية لدولة إسرائيل بكل ما تمثله من انتهاك لحقوق الشعب الفلسطيني ومن تجاوز ضد المسجد الأقصي والمقدسات في مدينة القدس. المبهر وسط هذه الحالة من الكراهية لإسرائيل هو ما تداخل بينها من تعبير عن حالة حب جارف تجاه السيد «نبيل العربي» وزير الخارجية المصرية. وكيف لا تتدفق هذه الحالة من الحب تجاه من شعر الملايين بأنه يتكلم باسمه وباسم أحلامه التي طال الاشتياق لرؤيتها تتحقق علي أرض الواقع، فإذا بالسيد نبيل العربي بمجرد تقلده لمنصبه بعد الثورة يحقق الحلم ويتصرف مع إسرائيل بأسلوب يعيد إلينا روح العزة والكرامة، حيث أمسكت السياسة الخارجية المصرية بزمام المبادرة، وابتعدت عن الارتعاش واللف والدوران، فصارت إسرائيل هي التي تتحرك كرد فعل حيث تولول وتشجب، بينما أصبح وزير الخارجية المصرية هو الذي يملك الفعل واتخاذ القرارات التي تم تتويجها مؤخرا بإنجاز المصالحة التاريخية بين الفلسطينيين التي كانت قد تعثرت طويلا قبل الثورة، بالإضافة لتأكيده أن معبر رفح سوف يتم فتحه بصورة طبيعية دائمة خلال أيام. قرارات وإنجازات متتابعة تزامنت بفضل من الله مع الدعوة عبر شبكة الإنترنت للانتفاضة الفلسطينية الثالثة، فبدت تلك الخطوات من الحكومة المصرية كبشارة تمنح التفاؤل للداعين للانتفاضة وللمتحمسين لها وللحالمين بالصلاة في المسجد الأقصي تحت راية الإسلام، الذين عبروا عن حبهم وتقديرهم واحترامهم لجهود نبيل العربي من خلال قيامهم بإنشاء أكثر من صفحة تأييدا له ولأسلوبه اليقظ المبادر الوطني الشجاع الواثق الخطوات. كما عبروا عن هذه الحالة من الحب عبر كلمات تفيض بالتقدير له خلال التعليقات التي سجلت أرقاما كبيرة جدا سواء علي الأخبار المتعلقة بقراراته الثورية، أو التعليق علي ردود الأفعال الإسرائيلية المرعوبة نتيجة لما يتخذه من إجراءات. تعليقات تراوحت بين الدعاء له بأن يبارك الله له في صحته وفي أسرته، ووصلت إلي التغزل حتي في اسمه وأنه بالفعل «نبيل» «عربي». والأرض بتتكلم عربي.