التلاسن الأخير بين د.مصطفى الفقى، وبين عمرو حمزاوى لا كان فى محله.. ولا هو الأساس. الأساس معركة د.الفقى مع المعترضين على ترشيحه أمينا للجامعة العربية. المعترضون على ولاية الفقى فى الجامعة أحرار، كما أن د.الفقى نفسه حر فى أن يصارع من أجل منصب دبلوماسى كبير يحلم به منذ سنوات. أمين الجامعة العربية منصب سياسى، لذلك فالمفترض ألا تتعدى الخلافات بين المعارضين والمؤيدين على شخص المرشح أساليب السياسة. صحيح من السياسة أحيانا ما يجرح، لكن استمراء أطراف المعركة الأخيرة تجريح الآخرين، ومحاولات الطرفين المستميتة التى وصلت للضرب تحت الحزام ليست دبلوماسية، ولا هى من أخلاق الدبلوماسيين. الدبلوماسى هو الرجل الذى يستطيع أن يصمت بكل اللغات، فإذا تكلم أوجز وانتقى، لكن د.الفقى لم يفعل. وعمرو حمزاوى هو الآخر غير أنه لم يصمت، ولا تريث، فإنه لم يختر تعبيراته بعناية رداً على د.الفقى، لكنه لم يضرب فى الممنوع. فى التليفزيون وصف د.الفقى حمزاوى بأحد فلول الحزب الوطنى، وواحد من الذين نافسوا قياداته على مناصب تنظيمية، ثم انسحب غيرة من تنجيم د.محمد كمال أمين التثقيف. وفى الجرائد، عاد الفقى ليؤكد أنه ليس كل من عمل مع النظام السابق فاسداً.. وهو تناقض ليس مبررا من الدكتور. فإذا كان حمزاوى قد انفصل عن الوطنى قبل سنوات، فالفقى لم يستقل من الوطنى إلا بعد يناير. خاض الفقى فى حمزاوى فوصفه بالمتزوج من ألمانية، ولف حمزاوى للفقى فى التلاسن بينهما على صفحات الجرائد من أبواب خلفية.. ولم يكن شكلا ينبغى أن يكون. على كل، نصف كلام د.الفقى صحيح، فلا كل أعضاء الوطنى كانوا «شياطين» ولا كل من كان خارج الوطنى كانوا «ملائكة». تماما مثلما ليس د.مصطفى «قديسا»، ولا كان د.عمرو حمزاوى «حاخام». تداعيات معركة الفقى للجامعة العربية مؤشر على سيولة أخرى بين النخبة، منهم من يريد إقصاء الآخر بحجج تطوله هو نفسه. بينما الذى بيته من زجاج، ليس عليه تغيير هدومه فى «الصالون». فى اعتقاد كثيرين أن مرحلة «الإقصاء» تحت دعاوى مختلفة يجب أن تنتهى بعد يناير سريعا، فالدكتور الفقى دبلوماسى كفاءةلكن قصة نجاحه فى انتخابات 2005. عن الحزب الوطنى لا زالت متداولة، بينما شكل وطريقة المحاسبة بعد يناير يفضل أن تطرأ عليها بعض التغيرات. منطقى أن تنعقد المحاكمات على الفساد، وأكل مال الغلابة، وقوت المصريين، لا على الانتماءات.. ووجهات النظر، فالقتل على الهوية.. سمة من سمات «اللخبطة». فى فرنسا، قضت الثورة هناك على الطبقة الوسطى بإعدام معظمها. السبب اعتقاد قادة الثورة فى ميل الطبقة الوسطى للنبلاء أكثر من اتجاهها للشعب، وهو ما لم يكن صحيحا فى كل الأحوال. النتيجة اكتشاف الفرنسيين بعد أكثر من 100 عام، اختفاء كفاءات المهن المختلفة، بنتيجة إقصاء الطبقة الوسطى، رمانة ميزان المجتمعات، عاطل مع باطل.. وكانت مصيبة.