صباح الخير.. الثورة والشباب.. الرهان القادم «صباح الخير» القلوب الشابة والعقول المتحررة.. الحلم الجميل.. حلمي الذي حلمت به منذ صغري وعشت أحلم أن أكون جزءا منه وأنا طالب .. فقد عشقت الصحافة من «الصبوحة» وكانت مجلة صباح الخير تكاد تكون المجلة الوحيدة التي تدخل بيتنا.. وكان والدي رحمه الله حريصا كل الحرص علي أن تكون في البيت .. وننتظر نحن من الخميس للخميس .. وهو موعد صدور المجلة آنذاك.. لنستقبلها .. ونعيش موضوعاتها طوال الأسبوع حتي صدور العدد الجديد. «صباح الخير» خرجت للنور في عام 1956 .. وولدت أنا في نفس العام بعد ميلاد «الصبوحة» بستة أشهر، ومنذ أن بدأت أتعلم القراءة والكتابة كانت البداية مع صباح الخير وبدأ حلمي الذي أخذ يكبر رويدا رويدا حتي التحقت بكلية الإعلام.. وكان مجموعي يؤهلني للهندسة .. ولكني فضلت الصحافة .. وفضلت صباح الخير عن كل الصحافة.. التحقت بصباح الخير منذ أكثر من 34 عاما .. وكنت علي مشارف السنة الثالثة في كلية الإعلام.. وأول يوم دخلت فيه مؤسسة روزاليوسف قابلت موظف الاستعلامات عم أبوطالب رحمه الله .. وسألته أين أجد رئيس قسم التحقيقات بصباح الخير.. هكذا بدون واسطة وبدون أي مقدمات.. أجاب الدور السابع الأستاذ رشدي أبو الحسن.. وبالفعل قابلت رشدي الذي فتح لي أبواب مجلة صباح الخير .. ومنذ أول تحقيق نشرته بعدها بفترة قصيرة وكان عن المد الديني للجماعات الإسلامية في الجامعة ثم تولاني مع بعض الزملاء تحت التمرين الأستاذ محمد قناوي.. ثم الأستاذ منير عامر الذي تولي مسئولية تدريب الجيل بأكمله في ذلك الوقت وكنت مازلت طالبا أدرس في الكلية .. ولكن صباح الخير بالنسبة لي كانت أهم من الكلية .. مدرسة لا تقارن بأية مدرسة صحفية. ثم بدأت بعد ذلك المرحلة الفعلية في رحلتي الصحفية مع صباح الخير مع أستاذنا وأبويا الروحي الأستاذ لويس جريس .. لم أكن أنا فقط ولكن كل الجيل الذي أتاح له لويس جريس فرصة الانطلاق في عالم الصحافة .. ومنها إلي مدارس أخري رشاد كامل وعزت الشامي وسلوي الخطيب وسهام ذهني وناهد الشافعي وألفت جعفر ومحمد الرفاعي ومحمود سعد ومني فوزي وجمال بخيت ونجلاء بدير وإيناس إبراهيم وعبدالفتاح عناني وأكرم السعدني ومحمد عبدالنور وعزة بدر ومها عمران وغيرهم وكلهم أصبحوا نجوما ساطعة في عالم الصحافة والإعلام وخرج منهم أكثر من رئيس تحرير ومن قبلهم درية المطاوي وماجدة الجندي وكريمة كمال وناهد فريد ومدحت السباعي .. فتحية العسال وغيرهم . ومن ذلك الوقت بدأت رحلتي مع لويس جريس.. الذي تعلمت منه ضرورة إتاحة الفرصة للشباب والرهان عليهم .. وبعدها كانت تجربة «ملعب صباح الخير» التي كانت أفضل تجربة لصحافة رياضية وتوليت مسئوليتها بعد سفر الزميل عزت الشامي إلي لندن وعملت وقتها مع قامات كبيرة مثل عبدالله الطوخي وصبري موسي ونهاد جاد وعلاء الديب وزينب صادق وفاطمة العطار ونجاح عمر وإقبال بركة وأحمد هاشم الشريف ورسامين وفنانين أفذاذ أطلقتهم مدرسة صباح الخير مثل حجازي والليثي وزهدي وشريف ورمسيس وإيهاب شاكر وعبدالعال ورءوف عياد وإبراهيم عبدالملاك. هذه الفترة كانت بالنسبة لي فترة الأساس كصحفي يتمرن في مطبخ الصحافة كذلك حيث تعلمت العمل في السكرتارية الفنية والتوضيب الفني .. بالإضافة إلي مسئوليتي وإشرافي علي القسم الرياضي بعدها تولي مسئولية رئاسة التحرير مفيد فوزي ومنه تعلمت اليقظة وكيفية التقاط فكرة الموضوع بسرعة والتحرك السريع للتنفيذ وتعلمت من رءوف توفيق الدقة الصحفية والمهنية .. وأخيرا جاء زميلي وابن جيلي رشاد كامل ليصبح رئيسا للتحرير ليطلب مني مع زميلي محمد عبدالنور والذي كان سكرتيرا لتحرير المجلة لأعاونه في المهمة الثقيلة وهي مسئولية صباح الخير.. وعينني نائبا لرئيس التحرير وزميلي عبدالنور مديرا للتحرير ثم جاء زميلي محمد عبدالنور رئيسا لتحرير صباح الخير.. وطلب مني أن أستمر معه ووضعني مديرا لتحرير صباح الخير. والآن أنا أشرف بتحمل هذه المسئولية الجسيمة رغم أنها في موقف صعب وعصيب علي مصر كلها، فمصر تولد من جديد فهناك تحولات سياسية واقتصادية واجتماعية كبيرة لابد أن نتواكب معها .. هذه المرحلة هي مرحلة ثورة يناير والتي قادها الشباب وصباح الخير هي مجلة الشباب .. هي مجلة القلوب الشابة والعقول المتحررة وصباح الخير هي التي لابد أن تواكب الشباب و تواكب آمالهم وطموحاتهم وتطلعاتهم للمستقبل وثورتهم.. تعبر عنهم وتتحدث باسمهم ويرون أنفسهم فيها .. وهذا هو الرهان القادم لمجلتنا والرهان علي الشباب والرهان علي المستقبل سيكون انحيازنا الأول للقارئ . والقارئ فقط هو الذي سنجعله هدفنا الأساسي فالصحافة التي تحترم القارئ سيحترمها القارئ .. والصحافة التي يثق فيها القارئ يصعد بها.. انتماؤنا الأول سيكون للناس .. الناس فقط ولاغير.