مازلت أكتب إليكم من السويس.. المدينة الباسلة.. مدينة سيدى الغريب والشيخ حافظ سلامة. وبالمناسبة لم أجد الشيخ حافظ سلامة، فقد غادر مدينة السويس مع قافلة محملة بالمؤن والأدوية الطبية لثوار ليبيا الذين يقتلهم القذافى! فوزية طايع كنا فى ضيافة الحاجة فوزية طايع رئيسة أمانة اللجان بالاتحاد المصرى لمقاولى التشييد والبناء والزميل الصحفى محمود الجمل، والحاج مصطفى أبوغبان صاحب شركة للنقل ورئيس اللجنة الشعبية التى تعاونت مع الحاكم العسكرى لمدينة السويس، ومدير الأمن الجديد اللواء أسامة الطويل، الذى يتجول بين الناس فى الأحياء باعثا الطمأنينة والانضباط بواسطة رجال الشرطة الذين عادوا معه إلى مواقعهم فى الشوارع، وفى مراكز الشرطة، التى أعيد ترميمها بعد الحرائق التى اندلعت فيها منذ الخامس والعشرين من يناير الماضى. ولقد سجلت مدينة السويس سقوط أول شهيد لثورة الشعب يوم 25 يناير 2011، ولهذا ينادى أهل السويس بضرورة إنشاء أو إقامة نصب تذكارى فى ميدان الأربعين، حيث سقط أول شهيد «مصطفى رجب». مصطفى ابو غبان كما حرصت حركة مصر الحرة وجمعية رعاية أسر الشهداء والجرحى والمصابين على تكريم أمهات الشهداء فى عيد الأم، ويطالب رجال وسيدات التيارات السياسية المختلفة فى السويس بإعطاء الفرصة للأحزاب والحركات الشبابية الناشئة لتتمكن من إعداد وإعلان برامجها قبل الانتخابات البرلمانية حتى يمكن الاستعداد وعمل التوعية الكافية بين الناس. محمود الجمل أخبرنى بذلك كل من المحاسب طلعت خليل عمر رئيس حزب الغد بالسويس وهو مدير إدارة بمصلحة الضرائب، والأستاذ محمود السباعى إخوان مسلمون وعضو مكتب إدارى لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، والمهندس أحمد سمير من شباب الإخوان المسلمين، والأستاذ صلاح عامر المحاسب فى التأمينات ومن الإخوان المسلمين، والمهندس عصام الخطيب وهو ناشط سياسى مدير مركز المعلومات بإدارة الطرق بمحافظة السويس وهو مستقل والحاجة فوزية طايع والأستاذ محمود الجمل. والمهندس عصام الخطيب فنان تشكيلى وله صفحة على الفيس بوك باسم دلتا فورس، وقد شارك مع الجماهير فى ميدان التحرير حتى يوم 2 فبراير عام ,2011. يوم الأربعاء الدامى. وروى لى المهندس عصام الخطيب ما جرى له يوم الأربعاء 2 فبراير عندما أراد العودة إلى السويس لتغيير ملابسه والاطمئنان على أهله، ذهب فى تاكسى إلى موقف السويس بالكوربة. وهناك استقبله سائق التاكسى الذاهب إلى السويس قائلا: أنت من السويس؟ قلت: نعم. وما إن قلت نعم حتى وجدت السائق يسحبنى إلى ناحية بعض القوات الخاصة وقال لهم: شوفوا ده من السويس جاى يخرب إيه فى القاهرة؟! صلاح عامر وسحبتنى القوات الخاصة إلى الشرطة العسكرية ثم إلى المخابرات لاستجوابى. لم يسألونى شيئا، ولكنهم رمونى أربعة أيام فى المخابرات الحربية، ثم سحبونا إلى مجمع السجون فى الهايكستب. بعد كده طلبوا منى أن أخلع هدومى وانهالوا على جسدى بالكرابيج، وربطونى إلى خشبة عريضة وبدأ الضرب بعصا بها سلك كهربائى والضربة تلسع ولا تترك أثرا فى الجسم. ويوم 9 فبراير عرضونا على النيابة العسكرية. سألت: ما هى تهمتى؟ قالوا: أنت ممسوك بعد حظر التجوال. رفضت التهمة، وقلت: أنا رحت أركب من موقف السويس فى الكوربة الساعة الواحدة والنصف قبل فوات حظر التجوال الذى كان فى الثالثة. مهندس : عصام الخطيب وجاءوا بنا فى اليوم التالى مع آخرين مسجلين خطر وعددهم أربعون، وبينهم من انتهكوا أعراضا وبعد استجواب قصير صدر الحكم 3 شهور مع إيقاف التنفيذ! يوم 10 فبراير 2011. وخرجنا من الحجز وليس معنا لا بطاقة ولا نقود وبلا ملابس وحافيين! ولكن لحسن حظنا أن واحدة ست اسمها مدام بشرى كانت جاية تبحث عن ابنها ومعها أربعة أشخاص آخرون. قامت مدام بشرى بمساعدتنا وأعطت كل واحد منا خمسة جنيهات حتى يركب مواصلة إلى منزله. ويكمل المهندس عصام الخطيب كلامه قائلا: إنه أبلغ حقوق الإنسان العالمى بما حصل له ومركز الحقوق المصرى للأستاذ خالد على ومركز النديم للعلاج النفسى ورقم القضية 391 لسنة 2011 جهات عسكرية، نيابة وسط القاهرة، النائب العام يوم 23 فبراير 2011 برقم 2204 لسنة 2011. مهندس : احمد سمير وهناك قصص كثيرة حول كيف بدأت ثورة الشعب فى السويس. كانت البداية عندما قررت الأطياف والتيارات السياسية فى السويس الاحتفال بنجاح الثورة فى تونس، وقرروا الخروج فى مظاهرة سلمية تطوف شوارع السويس لتحية ثورة الشعب التونسى. وخلال مسيرات هذه المظاهرات السلمية تعرض بعض الشباب بالهتاف ضد مبارك فما كان من مدير الأمن السابق إلا أن أمر بإطلاق الغازات المسيلة للدموع والرصاص المطاطى على المتظاهرين لتفريقهم وترويعهم. ولما ازداد إصرار المتظاهرين على الصمود، وبدأت الهتافات بسقوط الرئيس مبارك، بدأ البوليس بإطلاق الرصاص الحى وسقط أول شهيد يوم 25 يناير وتلاه شهداء آخرون. وبدأ تحويل الطوب والحجارة بالتوك توك. وكان هناك اتصال مع الشباب فى تونس، الذين نصحوا الشباب السويسى بتجهيز زجاجات الماء والخل لمواجهة الغازات المسيلة للدموع. وكان المهندس أحمد سمير من شباب الإخوان يتنقل بين حى الأربعين فى السويس وبين ميدان التحرير ويخفى ذلك عن والده لأنه الابن الوحيد لوالديه ومتزوج. وكان المهندس أحمد سمير أحد الناشطين على الفيس بوك وعلى اتصال يومى مع الثوار فى تونس الذين ساندوا أبناء السويس وأفادوهم فى كيفية مواجهة رجال الشرطة، وذلك بضرورة إنهاكهم أى استمرار التصدى لهم رغم إطلاقهم للغازات المسيلة للدموع والرصاص المطاطى، وأحيانا القناصة يقومون بإطلاق الرصاص الحى على المتظاهرين. ولكن الشباب فى السويس تصدوا للشرطة بأن قسموا أنفسهم ورديات دأبت على مواجهة الشرطة بالحجارة وإرباكهم طوال الليل والنهار حتى ينهكوا. كانت السويس تخوض معركة مع الشرطة، وكانت الشرطة قد تلقت تعليمات من الوزير بالتصدى للمتظاهرين بإطلاق النار وإخماد الثورة وفض المظاهرات، لكن شعب السويس صمد حتى بعد سقوط الشهداء ومئات الجرحى والمصابين. ومع ذلك فإن شعب السويس يطالب بمحاكمة عادلة لرجال الشرطة الذين قتلوا الشهداء وأصابوا بعض أبناء السويس إصابات خطرة، وبعضهم يعالج الآن فى المستشفيات. ويقول شباب الثوار فى السويس: نحن لسنا ضد وزارة الداخلية، ولكننا ضد الممارسات السيئة لبعض رجال الشرطة الذين رأيناهم بعيوننا ونحددهم بالاسم لأنهم اقترفوا الجرائم أمام أعيننا. وهناك قصص وحكاوى كثيرة يرويها أبناء شعب السويس عن أيام الثورة، ومنذ أيام انتخابات الحزب الوطنى الماضية فى عام 2010، وكلها كانت السبب فى اشتعال الثورة وقيام شعب السويس بالاتحاد مع شعب ميدان التحرير لتحقيق ثورة الشعب المصرى يوم 25 يناير 2011.