بعد مرور شهرين على موعده، ما زالت الاحتفالات مستمرة بعيد الهالوين الذى يحمل أسماء كثيرة، منها عيد الأشباح ومنها عيد القديسين، أو قل إنه عيد الأشباح التى تخرج فى يوم القديسين. العيد غرائبى أصلا؛ لكن تزيد غرابته بغريب ممارساته فى كثير من بقاع الأرض. ويظل لكل دولة احتفالها الخاص، بينما هناك دول توصف احتفالاتها بأنها الأكثر غرابة، منها الولاياتالمتحدةالأمريكيةوفرنساواليابان. يأتى الاحتفال بالهالوين فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، كأكثر طرق الاحتفال غرابة وتنوعا فى العالم، منها البحث عن الكنز، وأشهرها البحث عن التفاح. والأخيرة واحدة من أكثر الألعاب شعبية فى أمريكا؛ حيث يحاول فيها الأطفال التقاط تفاحة بأفواههم، مع منع استخدام أيديهم، من بين عدد كبير من التفاح تم وضعه فى وعاء كبير ملىء بالماء، ويتم تزيين المنازل بمجسمات لأشباح. وتظهر ثمرة اليقطين فى الزينة كرمز أساسى للاحتفال بالهالوين، ويعد جاك فانوس هو أول من استخدم اليقطين. حيث قام برسم الوجوه المرعبة عليها لتخويف الأشخاص، وكان يعتقد أيضا أنه بذلك يخدع الشيطان، حتى لا يأخذه إلى الجحيم بعد وفاته. ويجمع الاحتفال بين الطرق الغريبة لاستخدام الإضاءة، وبين مظاهر الاحتفال التاريخية والفولكلور ويستمر الحدث لمدة ثلاثة أيام، وهو مستوحى من أسطورة عن طفل يقوم بنفخ أول فقاعة زجاجية لمصابيح إديسون عام 1880، يشمل عرضًا فنيًا لأضواء الزجاج المتوهجة وروايات أشباح، مع ورش عمل لصنع مصابيح يدوية. وتعد مسيرة الهالوين فى نيويورك، أكثر مسيرة فى العالم، وقد شارك فيها هذا العام أكثر من ستين ألف شخص، وهم يرتدون ملابس تنكرية على شكل أشباح، وسحرة ووحوش ودمى عملاقة بدءًا من السابعة مساء وحتى الحادية عشرة.
المشاركة فى المسيرة مجانية ويشترط الاشتراك فيها ارتداء الزى التنكرى. هذا العام، وربما لأول مرة، خرجت مئات الكلاب مع أصحابها فى شوارع مانهاتن الأمريكية للمشاركة فى موكب الهالوين. ارتدت الكلاب أزياء طيارين وباربى، وقامت بعض الكلاب بالسير على السجادة البرتقالية، وكأنه عرض أزياء استعراضى. احتفالات الرعب شهدت فرنسا هذا العام، واحدًا من أغرب الاحتفالات بعيد الهالوين فى أوروبا، حيث تحولت باريس إلى مسرح للرعب والفن. برز احتفالان مختلفان، أحدهما فى مركز Point Ephemere تحت اسم Toy,s Horrors، والاحتفال الثانى فى قاعة YOYO داخل قصر Palais de Tokyo فى احتفال آخر. احتفال Toy,s Horrors كان هناك محاكاة لمتجر ألعاب مسكون، وتم فيه تعليق الدمى الكبيرة على الجدران وإضاءتها بالنيون لتعطى انطباعًا بأنها على وشك الحركة، كأنها تراقب الزوار، فيما تمتلئ القاعة بالموسيقى الصاخبة، مع فقرات كاريوكى وعروض أداء غريبة أقرب إلى فيلم رعب بطابع كوميدى.
ورغم أن الزى التنكرى لم يكن إلزاميًا لحضور الاحتفال، فإن عددا كبيرا من الزوار اختاروا الظهور كدمى مكسورة، أو شخصيات من ألعاب الطفولة بشكل مرعب. أما فى قصر Palais de Tokyo، فكان الاحتفال مختلفًا، حيث يدخل الزائر إلى رعب تحت الأرض بعدما تحولت قاعة YOYO إلى ما يشبه منزل مسكون ضخم، ملىء بالضباب والجماجم والإضاءة المتقطعة، التى تجعل كل حركة فى القاعة تبدو أكثر رعبًا، كما أن جميع الزائرين يرتدون أقنعة إلزامية، ما يضيف طبقة من الغموض ويجعل التعرف على الأشخاص شبه مستحيل، وكأن الجميع شخصيات فى قصة رعب واحدة. مهرجان فرانكنشتاين أما مهرجان فرانكنشتاين فى قلعة كونيجشتاين، أقدم مهرجان هالوين فى ألمانيا، فيعود تاريخه إلى السبعينيات، وهو الاحتفال ال47، حيث تتحول فيه القلعة القديمة إلى فصل من الرعب، أشبه بفيلم، حيث يتجول الممثلون، وهم يرتدون أزياء فرانكنشتاين ووحوش، ويقومون بمطاردة الزوار فى ممرات مظلمة بداخلها تأثيرات صوتية مرعبة. وتحولت حديقة كولونيا فى الهالوين هذا العام، إلى سباق جرى جماعى، ارتدى فيه الحضور أزياء زومبى أو أشباح يجرون لمسافة 5-10كم من وحوش تنكرية تطاردهم. أما حفل السامهاين فى ألمانيا أيضا بقرية دونرزبرج، فأقيمت فيه هذا العام طقوس خطرة لدفع الشر بالنار.
احتفالات رعب وطابع كوميدى
أما مهرجان القمر الدامى، فهو من أكبر الاحتفالات بعيد الهالوين 2025 فى أوروبا، مع ظهور مناطق رعب جديدة مثل «تريلر بارك» ومختبر أهوى-براوز، حيث يتجول الزائرون فى الظلام مع زومبى فى ممرات مرعبة مليئة بدماء حتى ينتهى الحفل بإغلاق أبواب الجحيم، فيعود الأشباح إلى قبورهم. إخفاء السكاكين عادة إخفاء السكاكين فى المنزل، هى واحدة من أغرب طرق الاحتفال بعيد الهالوين فى ألمانيا. ويعتقد الألمان أن أرواح الموتى تعود خلال عيد القديسين، وأنها لما تدخل للبيوت قد تستخدم السكاكين لإيذاء سكانها، لذلك يحفظ الألمان الأدوات الحادة فى مكان آمن، منعا لوقوع حوادث. وفى إيطاليا يرتبط الهالوين بعيد أوجنيسانتى، وهو عيد القديسين الكاثوليكى، الذى يتم الاحتفال به فى الأول من نوفمبر. يقوم فيه الايطاليون بزيارة المقابر ليتركوا الزهور على شواهد المتوفين، وقتها تنتشر فى المقابر «فافى دى مورتى»، وهى كعكات صغيرة على شكل فول، تؤكل تقليديا تكريما للموتى، وهى حلوى تمثل إعادة الميلاد ودورة الحياة. وفى اليابان يحتفلون بعيد الأشباح بموكب كاواساكى. لم يكن الهالوين معروفا حتى منتصف القرن الماضى فى اليابان، لكنه أصبح من أكبر الفعاليات، ويتم الاحتفال به بموكب كاواساكى، الذى يقام على مشارف طوكيو آخر يوم من أكتوبر، حيث يجتمع آلاف الأشخاص بأزياء تشبه أزياء التنكر السينمائى ويجوبون الشوارع، ويخضع الموكب لقواعد صارمة للأزياء، ويتعين على المشاركين التسجيل مسبقا.
ما هو السامهاين؟! تعود أصول الهالوين إلى العصور القديمة، واسمه القديم سامهاين، وهو مهرجان كان يخلد ذكرى نهاية موسم الحصاد واختلاط العالمين المادى والروحى. الأشخاص الذين عاشوا قبل ألفى عام فى شمال أوروبا التى تعرف الآن بأيرلندا والمملكة المتحدة وشمال فرنسا، كانوا يحتفلون بسامهاين فى منتصف النهار، بين الاعتدال الخريفى والانقلاب الشتوى. خلال هذا الوقت من العام، كانت تترك نيران المواقد فى المنازل ريثما يجمع الحصاد. وبعد الانتهاء ينضم المحتفلون إلى كهنة «الدرويد»، لاشعال النيران الضخمة والصلاة فى المعابد، وقد اعتقد السلتيون أن الحاجز بين العالمين المادى والروحى، قابل للاختراق خلال سامهاين. فى القرن القرن السابع، أقرت الكنيسة الكاثوليكية يوم أول نوفمبر عيدًا لجميع القديسين، وبحلول القرن التاسع انتشر تأثير المسيحية فى الأراضى الكلتية، وامتزجت تدريجيا بالطقوس الكلتية القديمة وحلت محلها، وكان يطلق على احتفال عيد جميع القديسين أيضا عيد الأشباح. مع هجرة الأيرلنديين إلى الولايات المحتدة الأمريكية، ظهر عيد الهالوين فى شكله الحديث. وأيرلندا هى بلد المنشأ لعيد الهالوين، ويقوم الأيرلنديون بتطبيق طرق الاحتفال القديمة والتقليدية، حتى الآن وتظهر إضاءة النيران فى جميع أنحاء البلاد، كواحدة من أبرز الاحتفالات، ويطهر الأطفال بعد ارتداء أزيائهم وقضاء المساء، وهم يلعبون لعبة حيلة أم حلوى فى شوارع الأحياء. وارتداء الأزياء والأقنعة الغريبة والمخيفة تقليد فى الهالوين يعود إلى الممارسات الأيرلندية القديمة، والعصور الوسطى خلال سامهاين، حيث كان الناس يرتدون جلود الحيوانات أو الأقنعة لإرباك أرواح الموتى أو الاختباء منهاوالتى كان يعتقد أنها تجوب الأرض فى تلك الليلة.