نجحت نادية فكرى رافعة الأثقال البارالمبية فى أن تصبح صاحبة الأرقام الأوليمبية القياسية، وأن تكون ملكة فرعونية متوجة على عرش العالم بإرادة فولاذية، وعزيمة صخر صوان، لتصبح سفيرة مصرية فوق العادة. فى حوار خاص ل«صباح الخير»، فتحت البطلة البارالمبية نادية فكرى قلبها قبل أن تشارك فى البطولة الأفريقية المقرر إقامتها فى الجزائر لتبدأ رحلة التأهل للأوليمبياد، لتحكى رحلة كفاحها مع الرياضة، وتكشف أسرار نجاحها، وطموحاتها المستقبلية، ورسائلها الصريحة لوزارتى الشباب والرياضة والتربية والتعليم لاكتشاف و دعم المواهب الرياضية فى مصر. ■ متى بدأتِ رحلتك مع الرياضة البارالمبية، وتحديدًا رفع الأثقال؟ - تعرفت على الرياضة عن طريق الصدفة عبر الإذاعة، عندما سمعت فتاة تُدعى فاتن حجازى تتحدث عن رياضة رفع الأثقال البارالمبى، وكنت وقتها أمارس السباحة وعائدة من بطولة فى إنجلترا. وقتها شعرت أن هذا هو الطريق الذى أبحث عنه، فبدأت رحلتى بكل شغف وحب وإصرار. ■ ما الدافع الذى جعلك تختارين رياضة رفع الأثقال تحديدًا بعد ما كانت بدايتك سباحة؟ - لأنها رياضة تعتمد على القوة والإصرار والانضباط. شعرت أنها المجال الذى يمكن أن أُثبت فيه لنفسى وللآخرين أن الإعاقة ليست نهاية، بل بداية طريق مختلف ملىء بالتحديات، وأود أن أقدم الشكر والعرفان للكابتن محمود نبيل الذى احتوانى واكتشف موهبتى عام 2018.
حاصدة الميداليات
■ ما أصعب العقبات التى واجهتك فى بداية مشوارك الرياضى؟ - التحديات كانت كثيرة، منها ضعف الإمكانيات وقلة الدعم فى البداية، لكن الأصعب كان إقناع الناس أننى قادرة على المنافسة وتحقيق بطولات، فقد كان البعض ينظر إليّ بعين الشفقة، بينما كنت أريد أن يرانى الجميع بطلة لا ضحية. ■ مَنْ أول من دعمك فى مشوارك؟ - عائلتى هى الداعم الأول، وخاصة والدتى التى آمنت بى فى كل الظروف. دعمها النفسى والمعنوى هو ما جعلنى أواصل الطريق رغم الصعوبات. والآن زوجى الحبيب، وهو بطل ولاعب سابق فى منتخب الكرة الطائرة، ولا أنسى الكابتن محمود نبيل الذى اكتشفنى فى رفع الأثقال، وهذا الرجل الرائع اكتشف مواهب كثيرة لمصر، ونحن نحتاج منه كثيرًا. ■ ما نقطة التحول الحقيقية فى مسيرتك الرياضية؟ - كانت أول بطولة دولية عام 1997 - بطولة أوروبا المفتوحة بسلوفاكيا، لأنها كانت الانطلاقة الحقيقية نحو البطولات العالمية والأوليمبية، ومنها بدأ المشوار نحو رفع علم مصر فى المحافل الدولية، وهو شعور لا يوصف، لحظة تختلط فيها الدموع بالفرح. كل ثانية تدريب كانت تمر أمامى وأنا أرى علم بلدى يُرفع، وقتها فقط أشعر أن كل التعب كان يستحق. ■ كيف ترين واقع الرياضة البارالمبية فى مصر اليوم؟ - أرى أن هناك تكافؤًا فى الفرص بين الرياضة البارالمبية والأوليمبية، وأصبحنا على قدر من المساواة خاصة فى ظل دعم وزارة الشباب والرياضة. ■ كيف توازنين بين حياتك الشخصية وتدريباتك الصعبة؟ - الفضل بعد الله لزوجى، الذى شعر أن نجاحى هو نجاحه، فدعمنى وساعدنى كثيرًا. نحن متزوجان منذ أكثر من عشرين عامًا، وكل إنجازاتى حققناها سويًا، فهو شريكى فى كل خطوة من رحلتى. ■ ما طموحاتك للمرحلة المقبلة؟ - أطمح للمشاركة فى أوليمبياد لوس أنجلوس المقبلة وتحقيق ميدالية ذهبية جديدة لمصر، كما أحلم أن يكون لى دور فى تطوير اللجنة البارالمبية المصرية من خلال العمل الجماعى فى إدارتها، وليس فقط فى الجانب الفنى.
نادية خلال الحوار مع صباح الخير
■ كيف ترين واقع المواهب الرياضية فى مصر حاليًا؟ - مصر مليانة مواهب، ولدينا طاقات وشباب يستحقون فرصًا حقيقية، لكن للأسف الدعم غير كافٍ. ■ ما السبب فى عدم ظهور كثير من المواهب؟ - لأن الأكاديميات التدريبية غالية جدًا، والظروف قطعًا صعبة، ما يجعل الناس ترتب أولوياتها بين المتطلبات اليومية أو تدريب أولادها فى الأكاديميات. وأتمنى أن يكون هناك تعاون قوى بين وزارة الشباب والرياضة والمدارس لاكتشاف الموهوبين فى الألعاب الفردية الشهيدة دون انتظار الأكاديميات. ■ بعد هذا المشوار كيف رأيتِ الرحلة؟ - أتمنى أن يتذكرنى الناس كرمز للإصرار، كفتاة لم تستسلم، وحولت الألم إلى إنجاز. يكفينى أن تكون قصتى مصدر أمل لكل من يظن أن الحلم مستحيل.