لأول مرة أشعر بهذا الشعور وأنا هنا لا أتكلم عن نفسي فقط بالسعادة لأول اختيار حر أقوم به وأنا متأكدة من أن «صوتي أمانة» بالفعل وليس شعارًا وأن رأيي سيكون فارقًا، وكانت سعادتي الأكبر لهذه الروح التي شاهدتها في الشارع منذ نزولي من المنزل فكل شيء مختلف وهناك قوة ما تدفع بهؤلاء البشر الباحثين عن الحرية، وجعلت هذه الحشود من الناس تترك منازلها وتذهب لتدلي برأيها، فأنا لم أكن أري أفرادا بل الكل في تجمعات، فنحن في العادة لا نري هذه التجمعات إلا في الأعياد، الكل سعيد ومتحمس ويشعر أنه مقبل علي مرحلة جديدة بكل المقاييس مرحلة تتنفس فيها مصر الحرية ويتذوق فيها المصريون طعم المشاركة في حق تقرير المصير، ورغم الزحام والتدافع علي اللجان منذ الصباح فإن الجميع في حالة سعادة والكل مبتسم حتي الأطفال الذين كانوا بصحبة أسرهم وليس لديهم حق الاستفتاء، ولكن هذا الجيل يتعلم الآن مبادئ الحرية لينشأ جيلاً حرا لا يقبل بأي قمع ولا تزوير ويتعلم كيف ينادي بحقوقه بطريقة سلمية.. وكيف يقرر مصيره ويختار مستقبله، فهذا الاستفتاء هو الاختبار الأول للشعب المصري والخطوة الأولي في طريق الديموقراطية من أجل حياة حرة.