تمثل مرحلة الطفولة حجر الأساس فى بناء الشخصية، وهى مرحلة البهجة والمرح والانطلاق دون أية مسئولية أو أعباء؛ لذا لا تكاد الابتسامة تفارق شفاه الأطفال، وهم يمارسون اللعب، ويملئون البيوت بالضجيج الجميل، ومن المشكلات السلوكية التى قد تظهر كثيرًا فى شخصية الطفل فى مراحله المبكرة مشكلة فرط الحركة، حيث يمتاز الأطفال فى مرحلة الطفولة المبكرة بكثرة الحركة وحب اللعب، وهم عادة يفضلون الألعاب الخشنة التى تعتمد على الركض والجرى والقفز، كما يحبون إيقاع أنفسهم مما يحقق لهم مزيدًا من البهجة. وفرط الحركة ليس شقاوة أطفال، ولكنه اضطراب من أكثر الاضطرابات انتشارًا فى مرحلة الطفولة، وفرط الحركة عند الأطفال هو اضطراب عصبى سلوكى ينتج عن خلل بيولوجى فى نقص الموصلات الكيمائية بمراكز الدماغ، التى تتحكم وتنظم التركيز والانفعالات، وتؤثر على السلوك والأفكار والعواطف، ويصيب الذكور والإناث من الأطفال، وقد يستمر عند البعض إلى مرحلة المراهقة وبعد سن البلوغ. والنشاط الزائد هو سلوك يتسم بحركة غير عادية فى جميع النواحى والاتجاهات، بقصد ودون قصد، ونشاط مفرط وغير هادف، مما يؤدى إلى إعاقة تعلم الطفل ومسايره زملائه، فهو حركات جسمية وسلوكية تفوق الحد الطبيعى أو المعقول دون هدف مباشر، ويمكن للمربين والوالدين معرفة ذلك من خلال رقابتهما للطفل، ومقارنة درجة نشاطه الإرادى وغير الإرادى عما هى لدى أقرانه. وبعض الآباء يزعجهم فرط الحركة لدى أطفالهم فيعاقبونهم، ولكن العقاب يزيد المشكلة سوءًا، كذلك فإن إرغام الطفل على شيء لا يستطيع عمله يؤدى إلى تفاقم المشكلة، ففرط الحركة عند الأطفال ليس بمرض، وليست له علاقة بمعدل الذكاء؛ فيتمتع الكثير ممن لديهم هذا الاضطراب بمعدل ذكاء عال، ولكن اضطراب فرط الحركة يحتاج لعلاج متكامل ومتعدد الجوانب طبيًا وتربويًا وسلوكيًا.