المخدرات آفة خطيرة تدمر الشعوب وتؤخر التنمية، وهى واحدة من أخطر الظواهر الاجتماعية والصحية التى تهدد الإنسانية لما لها من أثر فى صحة الإنسان الجسمية والنفسية والعقلية على حد سواء. وتعانى جميع المجتمعات من هذه الظاهرة التى انتشرت فى السنوات الأخيرة، حيث تعتبر المخدرات الآفة التى تفتك بقوى المجتمعات البشرية. أصبحت المخدرات اليوم العدو المشترك لكل المجتمعات، لأن مروجيها يستهدفون بشكل خاص الشباب، حيث يقوم العديد من المافيات الدولية بتهريب المخدرات وترويجها، إما بهدف الكسب المادى فقط أو لاعتبارات أخرى.
الحزم لا العنف للتحذير
والمخدرات مجموعة من المواد التى تسبب الإدمان وتسمم الجهاز العصبي، وهى أيضا مواد طبيعية ومستحضرة تحتوى على عناصر مسكنة أو مهدئة من شأنها إذا استخدمت فى غير الأغراض الطبية المخصصة لها ويقدر الحاجة إليها تؤدى إلى حالة من الفتور والإدمان عليها . ويطلق لفظ مخدر على ما يُذهب العقل ويغيبه نظرا لاحتوائه على مواد كيميائية تؤدى إلى النعاس والنوم أو غياب الوعى.
الأسباب
وهناك أسباب عديدة لانتشار المخدرات ترجع إلى ضعف الوازع الدينى وعدم التمسك بتعاليم الدين وضعف التربية التى توجه الأسرة بها الأبناء وعدم مراقبة الأسرة لأبنائها إضافة إلى الاضطرابات الشخصية، المشاكل الأسرية وتفكك الأسرة والخلافات الزوجية وانعدام الأمان بين الأبناء وتساهل الوالدين. التشدد الزائد مع الأبناء وانفصال العلاقة بينهم وبين آبائهم وسوء معاملة الأبناء يمكن أن يؤدى بالمراهق للإدمان والانشغال عن تربية الأولاد ومتابعتهم والحرمان النفسى فى الطفولة وعدم إشباع احتياجات الأبناء وأصدقاء السوء والصحبة الفاسدة، والفراغ القاتل عند المراهقين. وبعض الأمراض النفسية كالاكتئاب والفصام تعتبر من العوامل المهيئة للإدمان. ولا شك أن ضعف الإيمان، وعدم اللجوء إلى الله فى الشدائد، هو من أهم العوامل المؤدية للإدمان.. فالإنسان المتديّن بعيد جدا عن جحيم الاعتياد عليها لأن طريق المخدرات هو طريق الشيطان. والأسرة هى الجماعة الأولى التى تستقبل الطفل وليدًا، وتمثل الأسرة بالنسبة لأبنائها الصغار كل العالم المحيط بهم. والأسرة هى التى تحوِّل الطفل من مجرد كائن بيولوجى إلى كائن اجتماعى يشعر بذاته وأنه مستقل عن ذوات الآخرين. وتعمل الأسرة على نقل ثقافتها من لغة ودين وتقاليد وعادات واتجاهات وقيم ومعلومات ومهارات إلى أطفالها، وبناء شخصياتهم لجعلهم أفرادًا نافعين لمجتمعهم وقادرين على مواجهة متطلبات الحياة والاعتماد على أنفسهم فى المستقبل. لكن ضعف دور الوالدين فى توعية أبنائهم يتسبب بوقوع أكثر من (50%) من الأبناء فى المخدرات، كما أن عدم توافر أساليب التنشئة الاجتماعية السليمة داخل الأسرة، نتيجة اضطراب العلاقات الأسرية والتفكك الأسري، قد يترتب عليه انحراف الأبناء، الأمر الذى قد يؤدى إلى حدوث الإدمان داخل الأسرة، نتيجة للعلاقات غير السوية والعداء بين الوالدين أو الطلاق، وعليه، نجد أن للأسرة دورًا أساسيًا فى وقاية وحماية الأبناء من خطر المخدرات.
التحدث مع الأبناء بوضوح
أعرف إزاى؟!
- الكشف المبكر عن التعاطى لدى الأبناء، مع أخذ الحذر، حيث إن غالبية الآباء لا يتصورون أن أبناءهم يمكن أن يتعاطوا المخدرات لا قدر الله. - التحدَّثْ مع الأبناء بوضوح وصراحة حول المخدّرات، وافعل ذلك مبكّرًا، مع ضرورة تحذّيرهم من التدخين وعواقبه. والخمر وويلاته، والمخدّرات ومصائبها وشرورها، ونكون حازمين فى نهيهم عنها. - تنشئته الأبناء التنشئة الصالحة، كما أن التربية بالقدوة الحسنة هى الأكثر تأثيرًا فى الأبناء مع مراعاة احترام رأى الأبناء وتشجيعهم على التعبير. - تنمية الوازع الدينى لدى الأبناء، وتعزيز المبادئ والثوابت الدينية والقيم الأخلاقية لرفض التعاطى. - دعم الآباء لأواصر المحبة مع الأبناء وتعويدهم من الصغر على قيم الصواب والخطأ. - إعطاء الأبناء الثقة بالبوح بمشاكلهم والتقرب منهم، وتعليم الأبناء كيفية التعامل مع الضغط النفسى والإحباطات. - التركيز على قيمة الحب الأسري، ربوا أولادكم بالمحبة فإنها تولد المحبة.
مساعدة ودعم
أعمل إيه؟!
- مساعدة الأبناء فى اختيار الصديق الصالح، وتحذيرهم من أصدقاء السوء، مع ضرورة تنمية اهتمامات الأبناء واستثمار وقت فراغهم بنشاطات إيجابية كممارسة الرياضة والرسم والقراءة. - تنمية الوعى الصحى فى نفوس الأبناء وتبصيرهم بعدم تناول أى حبوب أو استنشاق أى مواد يقدمها لهم زملاؤهم. - تأصيل الدور الشرعى وحرمة تعاطى المخدرات. - مناقشة خطر التعاطى على الصحة الجسمية والنفسية والعقلية للفرد، وانعكاسه على السلوك.