الأطفال هم مصدر الثروة فى المجتمع على المدى البعيد فهم جيل المستقبل، ويعد الاهتمام بهم ورعايتهم من الضروريات الأساسية لخلق جيل منتج قادر على العطاء، والطفولة لحن عذب تحن إليه البشرية، يمثل النقاء والبراءة والجمال، ونهر عظيم تجرى فيه مياه الفطرة، وتنسج خيوط المستقبل.. منجم لكل آمال الطموح، وبناء الحضارة. والأسرة هى البيئة الوحيدة التى تستقبل المولود منذ ولادته، وتستمر معه مدى الحياة، تعاصر انتقاله من مرحلة إلى مرحلة أخرى، بل لا يوجد نظام اجتماعى آخر يحدد مصير النوع الإنسانى كله، كما تحدده الأسرة، فالأسرة هى المدرسة الأولى التى يتعلم فيها الطفل العلاقات الإنسانية وما تتطلبه من قوانين وقواعد وأدوات مثل اللغة، والعادات، والطقوس. ومن أهم الأمور التى يجب على الوالدين والمربين الاهتمام بها هى الطريقة المثلى لتشجيع الأطفال على الاندماج فى المجتمع وتكوين الصداقات وأن يكونوا منفتحين اجتماعيًا ويتعلمون الجرأة مع الغرباء. إن الأطفال حتى سن الثالثة لا يفهمون معنى كلمة غريب، ولكن فى سن الرابعة يبدأ الطفل فى استيعاب معنى كلمة غريب ويمكن هنا إعطاء أمثلة بسيطة للطفل لأشخاص غرباء مثل الأشخاص فى الشارع أو فى محلات لعب الأطفال والسوبر ماركت حيث تساعد هذه الأمثلة على استيعاب الطفل لكلمة غريب، كما يجب فى نفس التوقيت توضيح للطفل أن الشخص الغريب هو الشخص الذى لا تعرفه، وأن الشخص الغريب ممكن يكون شخصًا جيدًا ولا يعنى دائمًا بالضرورة أن يكون شخصًا شريرًا أو سيئًا. إن الطفل الذى ينشأ فى أسرة تسيطر عليها الخلافات والصراعات بين الأب والأم والإخوة، وتفتقر إلى أجواء الحب والحنان والعطف، تجعل الطفل يفقد الثقة بنفسه وبالمحيطين به، وقد يلجأ إلى الأشخاص الغرباء من أجل تعويض مشاعر الاستقرار والشعور بالحب والأمن. كما أن إهمال الوالدين فى تربية وتنشئة الأطفال، وغياب دور الأسرة بانشغال الأم والأب عن الأبناء وترك أمر تربيتهم للخادمات والأصدقاء، بالإضافة إلى التفكك الأسرى ونقص المساندة والدفء بين الوالدين إلى جانب الصراعات الزوجية الخطرة وتعاطى المخدرات والعزلة الاجتماعية كلها تمثل عوامل مهمة ترتبط بزيادة خطورة تعامل الأطفال مع الغرباء.
المخاطر هناك بعض الغرباء الذين يستخدمون بعض الحيل لاستدراج الطفل مثل إغراء الطفل ببعض الحلويات ولعب الأطفال الأمر الذى يدفع الطفل للانسياق إلى الشخص الغريب وقد يؤدى ذلك إلى تعرض الطفل لإيذاء جسدى عبر لمس الغرباء له، أو التحرش بالطفل والتى تبدأ عادة بمداعبة المتحرش للطفل أو أن يطلب منه لمس أعضائه الخاصة محاولًا إقناعه بأن الأمر مجرد لعبة مسلية وأنهما سيشتريان بعض الحلوى التى يفضلها مثلًا طالما تنتهى اللعبة، فالتحرش بالطفل يتم عن طريق التودد أو الترغيب، وفى إطار من الحنان والرعاية ومن خلال تقديم الهدايا والنقود وغير ذلك.
الحماية
من أجل حماية أطفالنا من مخاطر الغرباء يجب عدم إفزاع الطفل من التعامل مع الغرباء على الرغم من قلق الآباء على الطفل من عمليات الاختطاف أو التعرض لإيذاء جسدى أو نفسى، ومن هنا يتوجب على الآباء والأمهات والمعلمين والمعلمات إعطاء الأطفال المزيد من الاهتمام والحب والحنان، والعمل على إدخال الطمأنينة والراحة النفسية إلى قلوبهم، والعمل على تنمية ثقتهم بأنفسهم. كما يتوجب على الأسرة استخدام الحوار المستمر مع الطفل وتشجيع الطفل على التحدث معهم من خلال تثقيف الطفل وتوعيته وتزويده ببعض المعلومات المبسطة حول كيفية التعامل مع الأشخاص الغرباء وتدريبه على استراتيجيات المواجهة الفعالة والتصرف بشكل ناجح فى حال تجاوز الشخص الغريب فى التعامل مع الطفل مثل أن يصرخ الطفل أو يهرب من الموقف. تعريف الطفل بأن ليس كل الغرباء نطمئن لهم ونذهب معهم أو نأخذ أشياء منهم، كما أن تعويد الأبناء على المصارحة، والبوح بما فى نفوسهم والاستماع إليهم حتى يمكن معالجة أى مشكلة قبل تطورها إلى مرحلة متأخرة.. وأخيرًا فمن المهم، عدم تقييد حرية الطفل أو كبت رغباته، وعدم إهمال حاجات ورغبات الطفل، وتشجيعه على سرد المواقف التى مر بها خارج المنزل، ومناقشته ومحاورته فى القضايا التى تخصه. كما أنه يجب تعليم الطفل وتوعيته فى كيفية التعامل مع الآخرين من الأقارب والغرباء، وتعريفه بخطر الغرباء، وكيفية حماية نفسه من الغرباء قبل وقوع الخطر، وكذلك تدريبه على رفض أى شىء يتم تقديمه من شخص غريب وأن يرفض ذلك بأسلوب مهذب.