من أول وهلة تصافح عيناك معرض المصور الفوتوغرافى الراحل فاروق إبراهيم بجاليرى أكسس، بوسط البلد، ضمن معارض أسبوع القاهرة للصورة، ستشعر بحميمية شديدة وفرحة عارمة لا تعرف مصدرها. ما سر هذه الحالة، ولماذا تجاوب الشباب مع صور المعرض على السوشيال ميديا؟
السر هنا، هو فاروق نفسه الذى أدهش جميع رواد المعرض بطزاجة اللقطة فمن خلال أكثر من 140 صورة اختارها أبناء الراحل بالتنسيق مع نادية منير، نجح المصور الكبير الذى عمل فى فن التصوير الفوتوغرافى لأكثر من خمسين عامًا فى أن يجذب جمهورا كبيرا من محبى فن التصوير، والأغرب أن يتجاوب مع أعمال المعرض شباب صغار، وهو ما جعل المعرض «تريند» فى مصر خاصة أن الصور يعرض معظمها لأول مرة، واستطاعت صور فاروق أن تجذب جمهورًا جديدًا ليتحول المعرض من نخبوى إلى جماهيرى، وهو شىء جديد على معارض الفن التشكيلى التى تقام فى مصر. وتنوعت الصور المعروضة فى المعرض المسمى ب«الأسطورة.. فاروق إبراهيم» بين صور لفنانين وفنانات، وسياسيين ومثقفين، وأماكن وشوارع، فضلًا عن أعماله الصحفية التى نشرها فى الصحف التى عمل بها.
وبجولة سريعة على أعمال المعرض نجد المعرض يعبر عن القوة الناعمة لمصر خلال أكثر من خمسين عامًا، تقريبًا هى فترة عمل فاروق إبراهيم والتى بدأت فى الخمسينيات وانتهت برحيله فى عام 2011. والجديد فى صور المعرض على اختلاف مضامينها أن كل صورة فيها من الطزاجة والعفوية التى تكشف عن أسلوب فاروق إبراهيم الذى كان يحظى بعلاقات ممتازة مع أغلب من قام بتصويرهم، وبخاصة الفنانين والفنانات الذين ظهروا بشكل جديد ومختلف فى أعمال المعرض. وبجوار صور الفنانين والفنانات تبرز صور طريفة مثل صورة الدكتور أحمد زويل وهو يشرب الشيشة فى مقهى بالحسين، حتى صور مصر فى الشوارع، وأبطالها من الغلابة والمواطنين العاديين تبدو مختلفة ومعبرة، وكذلك الحال مع صور رؤساء مصر عبدالناصر والسادات ومبارك توحى بالزخم والقدرة على التقاط التفاصيل المعبرة. وعاب المعرض رغم جماله، غلبة الصور الفنية لفنانين وفنانات، وربما هذا ما جذب الأجيال الجديدة للمعرض، وأقول ذلك لأن المدقق فى أعمال وصور فاروق إبراهيم يعرف أنه مصور مصرى يجيد التقاط التفاصيل الجديدة والمختلفة، وليس مصور فنانين فقط، حتى ولو كانوا هم قوة من قوى مصر الناعمة. عمومًا معرض الأسطورة لفاروق إبراهيم معرض مهم لمصور مصرى بامتياز نجحت أعماله رغم رحيله فى التعبير عن خصوصية مصر التى نحبها.