نجاح كبير حققه مسلسل «وبينا ميعاد» الذى انطلق عرضه مع بدايات العام الجديد 2023، وهو دراما اجتماعية كوميدية، تستعرض تفاصيل الحياة ومشكلاتها وأزمات تربية الأبناء فى الطبقة المتوسطة، من خلال البيوت وأماكن العمل والدراسة والمشاكل اليومية التى من الممكن مواجهتها بحلول عملية بسيطة. يدور العمل حول عائلتين مختلفتين؛ عائلة حسن (صبرى فواز) الذى توفيت زوجته وتركت له أربعة أولاد (على وطاهر ومراد ومصطفى) نشأوا على الديمقراطية، وعائلة نادية (شيرين رضا) التى طلقها زوجها تاركًا لها أربع فتيات (أروى وهند وليلى ونيللى) نشأن على الكبت والديكتاتورية، تحاول الفتيات الخروج من تحت سيطرة الأم لممارسة حياتهن العادية، لكن الأم تراقب الجميع طوال الوقت. يلتقى حسن ونادية فى العمل، وتتطور العلاقة بينهما إلى قصة حب ثم زواج، فتتغير شخصية نادية الأم والزوجة للأفضل، لكن الأبناء لا يتوقفون عن سعيهم المستمر لإفشال التجربة، ثم تتغير مصائر الأبناء بعد اجتماع العائلتين سويًا، حيث تتشابك أزماتهما ومواقفهما مع بعضهم البعض فتتغير العلاقات بشكل جذرى بين العائلتين. وجوه شابة.. جديدة «وبينا ميعاد» من إنتاج الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وسمارت ميديا للمنتج إبراهيم حمودة، والإشراف على المحتوى الدرامى بالشركة المتحدة يسرى الفخرانى. من تأليف وإخراج هانى كمال. ومن بطولة شيرين رضا، صبرى فواز، بسمة، مدحت صالح، وفاء صادق، خالد أنور، محمد سليمان، نادية رشاد، والعديد من الوجوه الجديدة. اعتماد التجربة على قائمة كبيرة من الوجوه الشابة كان بمثابة تحدٍ كبير، ورهان أفضى فى النهاية لمكسب حقيقى، لأن العمل أظهر مواهب جديدة وأعاد تقديم مواهب سابقة لم تنل فرصًا بهذه المساحة من قبل، وهو ما لفت انتباه الجمهور إليهم بشكل أكبر من السابق، فى مقدمتهم أسامة الهادى، الذى انتقل برحلته من الموسيقى والغناء للتمثيل بهدوء وتألق، وكذلك داليا شوقى التى بدأت رحلتها فى التمثيل منذ 5 أعوام، لكن تألقها الأكبر ولفت انتباه الجمهور لموهبتها بوضوح فى «وبينا ميعاد».
ثنائى جديد قدمه المسلسل
أيضًا يوسف الكدوانى الذى أثبت موهبته بعيدًا عن اسم والده الفنان ماجد الكدوانى، ويوسف إبراهيم الذى جذب الانتباه بملامحه الشرقية السمراء، وكذلك آية سليم الابنة الكبرى فى عائلة نادية، والتى تألقت أيضًا فى مسلسل «أزمة منتصف العمر» الذى بدأ عرضه قبل أيام، لتظهر موهبتها بوضوح أمام الجمهور. يضاف إليهم الطفلان محمد العزازى وكنزى رماح، والموهبة الصاعدة تسنيم مطر، التى دخلت المجال منذ طفولتها، وتألقت مع صبرى فواز للمرة الثالثة فى «وبينا ميعاد» بعد التقائها به من قبل فى مسلسل «رمضان كريم» ثم «موسى». قضايا أسرية ناقش العمل العديد من القضايا المتعلقة بالأبناء، فى مقدمتها فرض السيطرة عليهم، وعدم السماح لهم باختيار الشكل المناسب لمستقبلهم، وهو ما تمثل فى شخصية نادية (شيرين رضا)، الأم التى تربى بناتها بالشدة والأوامر، فتتصاعد الأحداث بين الأم وبناتها باستمرار، لكنها ترى أن محبتها وخوفها الدائم عليهن سبب تصرفاتها تلك، وهو ما تحاول الفتيات على مدار الحلقات تغييره فى الأم. على الجانب الآخر، ورغم صرامة الأم فى التحكم فى حياة بناتها، فإنها دعمت موقف الابنة الكبرى حينما اكتشفت وجود موبايل للتصوير فى حمام أحد الكافيهات، فأصرت على تقديم بلاغ للشرطة للقبض على العامل صاحب الواقعة، لتؤكد الفتاة أن البلاغ لم يكن لأجلها فقط، بل لأجل الفتيات الأخريات اللاتى قد يتعرضن لمثل هذا الموقف دون دراية منهن بأن أحدًا يقوم بتصويرهن خلسة. أما فيما يتعلق بعائلة حسن (صبرى فواز)، فيرفض سياسة العنف التى اتبعها نجله «مراد»، حينما تعرض للنصب من أحد الشباب، وأصر على أن يأخذ حقه بالقانون لا العنف، ويرفض التعامل بالعنف مع أولاده عمومًا. ورغم حالة الصداقة التى يعيشها مع أولاده الأربعة، فإنه لا يسمح بارتكاب الأخطاء التى تؤثر على مستقبلهم، لا سيما فيما يتعلق بتدخين المخدرات أو الترويج لها، ويتعامل بحسم وشدة حينها.
بوستر المسلسل
ثنائية رومانسية استغرب كثيرون ثنائية شيرين رضا وصبرى فواز، لكن مع تتابع الحلقات وتغير طبيعة العلاقة من الكره والغضب للحب والرومانسية، اتضح حجم «الكيمياء» الفنية بينهما، لا سيما مع تنوع المواقف الدرامية بين الكوميديا والغضب والضحك والانفعال. أداء سلس وبسيط من الثنائى، لا سيما صبرى فواز الذى يعيد اكتشاف نفسه بمرور العمر والأعمال والخبرات وتقديم أدوار تليق بحجم موهبته التى تحتاج لبطولات أكثر حتى يدرك الجمهور قدر ثقله الفنى، ويحقق مقولته التى لا يمل من تكرارها بأن «الفن هو الجدار الأخير الذى يستند إليه أى مجتمع فى مواجهة أعدائه، فهو السلاح الأهم فى مواجهة أى عدو».