حالة من التوحد عاشها الجمهور مع شخصية «حسين» التى قدمها الفنان صلاح عبدالله ضمن أحداث مسلسل «إيجار قديم». هذه الحالة جعلتهم لا يفرقون بين شخصه الحقيقى ودوره الذى يجسده، خاصة بعد مشهد وفاته الذى أبكى الكثيرين لدرجة أنه تم تدشين حملة دعوات له عبر مواقع التواصل الاجتماعى. فى حواره مع مجلة «صباح الخير»، يجيب صلاح عبدالله عن كيفية توحد الجمهور مع شخصية «حسين»، وما الشعور الذى انتابه عند قراءة مشهد الوفاة، وكيف استقبل دعوات الجماهير له، وتفاصيل أعماله الفنية الجديدة.. إلى نص الحوار. فى رأيك.. ما سبب توحد الجمهور مع شخصية «حسين» فى «إيجار قديم»؟ - ربما لأنهم يعلمون بالظروف الصحية الصعبة التى تعرضت لها فى الآونة الأخيرة، الأمر الذى جعلهم لا يفرقون بين صلاح عبدالله الحقيقى والدور الذى يُجسده، بدليل أننى عندما كنت أنشر شيئا عن المُسلسل عبر حساباتى على السوشيال ميديا كانت تصلنى دعوات من الجمهور لى بالصحة، الأمر الذى جعلنى أشعر بحالة كبيرة من السعادة، ودعوت الله أن يجعل كل هذه الدعوات الصادقة من نصيبى.
كواليس إيجار قديم
هل شعرت بالقلق من مشهد الوفاة عند قراءتك لسيناريو الشخصية؟ - مشهد الوفاة من ضمن الأسباب الرئيسية التى جعلتنى أوافق على المُشاركة فى المسلسل، خاصة أنه جاء فى ظروف صعبة، حيث كنت أصور مسلسل «حرب الجبالى» فى لبنان آنذاك، ولكن مُنتج «إيجار قديم» تمسّك بى لأقصى درجة مُمكنة، ولم أقلق على الإطلاق من هذا المشهد، لا سيما أننى جسدته فى أعمال كثيرة من قبل، ولكن هذه المرة الأكثر تأثيرا، فالمشهد قد خلق حالة توحد عند الجمهور بين الشخصية ومن يؤديها، وحزنوا كثيرا لموته ودعوا لى، وهذه الدعوات أسعدتنى للغاية. الخط الدرامى لشخصيتى «حسين وطارق» ألقى الضوء على علاقة الآباء بالأبناء وطريقة التعامل بينهما.. فى رأيك من المُحق فى الطرفين؟ - هناك بعض الأمور كان ل«حسين» الحق فيها، ولكننى مُتحفظ على طريقته فى الضغط على «طارق»، فهو فى معظم الوقت رافضًا لخطيبة ابنه «ريهام»، وكلما سعى للتقرب من ابنه يقترب منه من خلال فكره وقناعاته وليس بفكر ابنه وطبيعة حياته. كما أن الجمهور أخذ موقفا سلبيا من ريهام بسبب تعلقهم الشديد ب«حسين»، وبالتالى أنا أرى أن حسين كان «مزودها شوية». كيف جعلت لازمة «أصل أنا عصبى.. شوفتنى وأنا بتعصب!» سمة من سمات شخصيتك فى العمل؟ - الأمر جاء بالصُدفة، فقد كنت أمزح مع الفنان شريف منير فى أحد المشاهد، ونالت إعجاب مُخرج العمل لدرجة أنه بدأ يطلبها منى فى مشاهد أخرى حتى أصبحت من سمات الشخصية، مثلما حدث فى مُسلسل «ريا وسكينة» مع الراحل سامى العدل حين قلت له «تصدق؟» فلم يرد عليّ لأنها لم تكن موجودة فى الحوار، فرددت عليه «هتصدق إن شاء الله»، فجاء المُخرج جمال عبدالحميد مُسرعا وقال لى: «تمسك بهذه اللازمة»، وقد علقت فى أذهان الجماهير حتى الآن، أى أن موضوع اللزمات متكرر على مدار مسيرتى الفنية. فى «إيجار قديم» كانت لك طقوس خاصة فى متابعة مباريات كرة القدم.. ماذا عن طقوسك الخاصة فى الواقع؟ - طقوسى هى نفس طقوس «حسين» فى «إيجار قديم»، وأعتقد أن هذا الأمر جاء صدفة أو عندما علم المؤلف أننى سأجسد الدور ركز فى هذه الجزئية، كما أن المُخرج «بروزها»، فأنا كصلاح عبدالله أحب المُباريات المهمة وأحب مشاهدتها بمفردى دون إزعاج، فأنا كروى قديم؛ أحب نادى الزمالك كثيرا وأفرح معه وأعانى معه. أيضا كنت أرتب مواعيد التصوير وفقا لمواعيد مباريات كأس العالم حتى أتمكن من متابعها قدر المُستطاع. لو لم تكن زملكاويا ما الفريق الذى كنت ستشجعه غيره؟ - أصبحت زملكاويا بالوراثة، فحين خرجت للدنيا وجدت والدى وإخوتى جميعهم زملكاوية، وكانوا يأخذوننى لنادى الزمالك منذ أن كنت طفلا، وبالتالى من الصعب أن أتمنى تشجيع فريق آخر غيره. كما أننى لو قلت إننى أتمنى تشجيع نادى الأهلى لأنه فريق يُحقق مكاسب وبطولات «الزملكاوية هيزعلوا منى»، وقد يقول الأهلاوية لا نريدك، فأنا أشجع الأهلى عندما يلعب مع فرق من دول أخرى ويكون ممثلا لمصر، ولكن عندما يلعب مع فريق مصرى آخر بالتأكيد أشجع الفريق الآخر. بوستر العمل
من اللاعب العربى الذى لفت نظرك فى كأس العالم 2022؟ - الكثيرون لفتوا انتباهى من اللاعبين العرب، ولكن أبرزهم حارس مرمى المغرب ياسين بونو واللاعب المغربى حكيم زياش. كيف رأيت دموع كريستيانو رونالدو بعد توديعه للمونديال مع منتخب البرتغال؟ - المونديال مجنون وملىء بالمفاجآت، وهناك بكاء طيلة الوقت من الجميع، إما فرحا أو حزنا، فعندما رأيت سعادة الجمهور المغربى والعربى بكيت من الفرحة، وعندما شاهدت دموع رونالدو تعاطفت معه وبكيت حزنا عليه، لأننى شعُرت بأن هناك حالة من الضغط تُمارس على هذا اللاعب الأسطورة، لذلك تعاطفت معه أكثر من نيمار لأن ظروفه يعرفها كل المهتمين بالكرة. وماذا عن عدم تواجد الحكام المصريين بالبطولة؟ - أمر «بايخ أوى» ومعناه «وحش». نعود للفن مرة أخرى.. معظم أدوارك عالقة بأذهان الجماهير، فكيف تنتقى الأعمال التى تشارك بها؟ - هناك فترات فى حياتى الفنية لم يكن فيها عروض كثيرة، فكنت غير مقتنع بالمعروض بشكل كبير، فأختار «أفضل الوحشين» حتى يستمر عملى وتواجدى الفنى، فصحتى تتحسن بالعمل، كما أن «أكل العيش» مهم لشخص مثلى لديه بنات مسئول عنهم. أيضا كانت هناك فترات يُعرض عليّ أعمال كثيرة قرابة ال 6 مسلسلات فكنت أشارك ب3 فقط، لأننى كنت أشارك فى أعمال سينمائية فى الوقت ذاته، عكس الآن فعروض السينما أصبحت قليلة ومعظم الأعمال الدرامية تكون ظهورا خاصا، وأشارك فى مسلسل واحد كعمل رئيسى على مدار العام. رغم كل هذه النجاحات.. ما الحلم الذى لا يزال يراودك فى الفن؟ - هناك أحلام كثيرة ولكنها مجرد أحلام يقظة، مثل جائزة الأوسكار وتجسيد أدوار معينة نالت إعجابى، ولكن مع الوقت وطبيعة المهنة أو الوسط الذى أعمل به الأحلام «عجّزت» ولم تستطع الخروج مرة أخرى. ماذا عن جديدك الفنى؟ - انتهيت من تصوير «حرب الجبالى» وهو مسلسل اجتماعى يضم باقة كبيرة من نجوم الفن، وأجسد خلال أحداثه شخصية والد الفنان أحمد رزق، وهو تاجر كبير لديه ولد وحيد وابنتين، ويُريد أن يكون ابنه فى نفس وضعه، ولكن لديه مشكلة وصراع قديم مع أسرة الفنان رياض الخولى. كما انتهيت من تصوير مسلسل «سر السلطان»، الذى من المقرر عرضه فى رمضان 2023، وأجسد خلاله دور رجل يعيش فى الأرياف، وفكرة المُسلسل الأساسية تبدأ من خلال هذا الرجل وابنه الوحيد وأحفاده الذين يكبرون فى السن، ويصبحون الأبطال الرئيسيين فى القصة الأساسية التى تدور أحداثها فى العصر الحديث، وهناك قصة موازية فى عصر الحملة الفرنسية.