كتب : يارا سامي - نهي العليمي - لمياء جمال تصوير: أماني زيان وطن واحد يجمعنا.. وقلب واحد يحتوينا مهما حاولوا أن يبثوا الفرقة والفتنة بيننا ومهما اختلفت الآراء والأسباب فى رأى البعض تجاه أحداث الفتن والشحن الطائفى إلا أنهم أجمعوا على أننا بنيان واحد لن نسمح لمعاول الهدم أن تنال من وحدتنا الوطنية.
إيمان محمد - 24 سنة - تعمل بإحدى شركات الطيران تقول: «طوال حياتى لم أشعر يوماً بفرق بينى وبين زملائى وزميلاتى المسيحيات بل فى كثير من الأوقات كنت أكتشف بالصدفة ديانة أحد من زملائى ويجب أن يعى كل إنسان يعيش فى مصرنا الحبيبة أن البلد الآن على المحك وأى محاولات لإلهائنا عن هدفنا فى رفعة البلد يجب أن نكون واعين لها ولا ندع لها أى فرصة لأن فى رأيى محاولات إشعال الفتنة الطائفية نوع من محاولات هذا الإلهاء. هند أحمد - 25 سنة - مهندسة تؤكد أن لها العديد من الصديقات المسيحيات وأنهن أحياناً ما يتناوبن النكات والمزحات حول الفتن الطائفية وتقول هند: «أعز صديق لأبى طبيب وهو مسيحى الديانة ومع هذا فلا نشعر بهذا الفرق أبداً حتى فى ظل أحداث كنيسة أطفيح، كلمنا بكل وضوح أن هناك أطرافاً لها مصلحة فى هذا الشقاق والمشكلة ليست فى المتعلمين وإنما فى الطبقة العريضة ممن يصدقون الإشاعات وتنطلق بينهم الإشاعة بسرعة الصاروخ وتأخذهم الحمية فيكسرون ويخربون وهم ليسوا على دراية بأنهم هم أول المضرورين من أى تخريب فى البلد. أحمد ربيع خريج حقوق يقول: «لا دين إسلامى ولا دين مسيحى يسمح بالتطرف.. فكل إنسان حر فى دينه وما نشهده من مشاهد عنف طائفى لا يمت للدين بأى صلة بل هو من فعل الثورة المضادة التى تريد إجهاض ثورة 25 يناير وقبلها كانت أحداث من فعل النظام الذى يعتمد على التفريق والفتنة بدليل عدم وجود أى حريق لأى كنيسة طوال فترة الثورة وأصحاب الثقافة المتدنية وأصحاب الجهل الدينى هم من يمشون وراء هؤلاء المخربين أصحاب المصالح». * الفتنة تنتظر من يوقظها كرستين نصيف كريستين نصيف - 32 سنة - ترى أن الشحن موجود بين الطرفين والأسباب عديدة كما تقول: «هناك شىء من الشحن الطائفى الذى غذاه النظام السابق وكأنه يطبق شعار «فرق تسد» والخطاب الدينى السيئ المهين الذى أسمعه بأذنى أثناء خطب الجمع فى بعض المساجد وألاحظ أنه كلما انخفض المستوى التعليمى والثقافى زاد هذا الشحن والتعصب، لذا فالاستعداد لهذه التصرفات التخريبية موجود بهذا التعصب لذا فأى شرارة من أى جهة تجد صداها، وفى رأيى أن هذا التعصب سيظل لفترات طويلة فى المستقبل بسبب توارث هذا التعصب. وسيحتاج لإعادة هيكلة ثقافة المجتمع كله على الجانبين فنحن كقلة نشعر بعدم الأمان، والجانب المسلم فيه عدد كبير لا يشعرنا بهذا الأمان. * لا توجد فتنة طائفية أحمد فتحي أما بالنسبة لأحمد فتحى «24 عاماً» خريج كلية حقوق قسم اللغة الإنجليزية فيرى من وجهة نظره أنه لا توجد فتنة طائفية فى مصر.. فعندما قامت الثورة فى الخامس والعشرين من يناير وانتهت فى الحادى عشر من فبراير وقف المسلمون إلى جانب الأقباط يطالبون بالتغيير.. وعندما كان المسلمون يؤدون صلاتهم كان الأقباط يحمونهم والعكس صحيح.. ويستطرد قائلاً: «فى الفترة من الثامن والعشرين من يناير إلى الحادى عشر من فبراير انعدم الأمن، ومع ذلك لم تتعرض الكنائس إلى أى تهديد.. وعليه فإنه إذا كان توجد فى مصر فتنة طائفية لهُدمت تلك الكنائس وحرقت.. أما بالنسبة للأحداث التى شهدتها منطقة صول بأطفيح، فأنا أعرف العديد من أصدقائى المسلمين كانوا يقفون إلى جانب الأقباط، كما أننى رأيت الأطباء المسلمين وهم يعالجون الأقباط، فأنا أرى أنه لا يوجد فى مصر فتنة طائفية على أرض الواقع ولكن من يحاول أن يؤجج نار الفتنة هو شخص بعيد عن الشارع المصرى وسيفشل إن شاء الله لأن ما يربط المسلمين بالأقباط رباط أقوى بكثير من تلك النار - فنحن شعب واحد والجميع يحترم المعتقدات الدينية للآخر.. فنحن نتعامل كمصريين بصرف النظر عن ديانة الآخر. * روح من الطائفية أما مى يوسف «22 عاماً» معيدة بكلية الألسن جامعة عين شمس فتقول: «ما شهدته بلادنا مؤخراً من أحداث مشينة ما هو إلا نتيجة الفقر والجهل اللذين استشريا فى المناطق الشعبية فوجدا التربة الخصبة فى نفوس البسطاء ونتج عنهما زرع روح من الطائفية موجودة وإن كانت متخفية.. فأصبح من اليسير للغاية زرع فكرة القتل فى نفوس هؤلاء البسطاء بغرض إرضاء الله.. وهذا عكس ما ينشره الإسلام من فكرة التسامح وتقبل الآخر.. وتضيف قائلة: «أنا أرجع ما يحدث إلى فكرة الخلط بين الشقين الاجتماعى والدينى.. فما شهدته قرية أطفيح هى مشكلة عائلية فما ذنب الأشخاص الذين طردوا من الكنيسة والذين طردوا من القرية بأكملها.. وهذا يرجع إلى روح التعصب بين الطرفين الناتجة عن تربية وسلوكيات خاطئة. أحمد علي ويقول على أحمد على - 24 سنة - أعمال حرة أننا منذ علمنا بأحداث كنيسة أطفيح وإعلان العديد من الأقباط اعتصامهم أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون بدأنا كشباب وليس كأعضاء فى جمعية مصر للتطوير التفكير فى حل لإخماد نار الفتنة التى اشتعلت فى يوم وليلة فلم نكتف بالمشاركة فى جمعة الوحدة الوطنية، ولكن قمنا بتقسيم أنفسنا إلى مجموعات لتوعية هؤلاء الأقباط بأن حقوقكم هى حقوقنا، فنحن جميعاً يد واحدة أمام النيران التى يشعلها الأعداء، ورغم الصعوبات التى تواجهنا من تعصب البعض فكرنا فى عمل خيم مقابلة للخيم الخاصة بهم لنشعرهم أننا معهم حتى النهاية ونستمر فى الإقامة فى هذه الخيم ونحاول إقناعهم بأن من الأفضل بدلاً من الاعتصام أن نتجمع ونقف جميعاً لنعيد بناء الكنيسة ونحتفل جميعاً بعيد القيامة ونقف سداً منيعاً أمام الفتنة. وأكد محمد طوسون - 25 سنة - أعمال حرة أننا كشباب مصر يجب أن نقضى على الفتنة الطائفية لكى نعبر ببلدنا من هذا الوضع الراهن الصعب. خاصة أن فى هذا الوقت إشعال الفتنة الطائفية يؤدى إلى هلاك البلاد، فهذه الفكرة جاءتنا لنقول لهم ليس بالكلام ولكن أيضاً بالفعل أن فى بلدنا وحدة وطنية يفخر بها المسلمون والمسيحيون، بالإضافة إلى أننا من خلال تواجدنا معهم وجدنا البعض لهم مطالب يمكن إيجاد حل لها على المدى الطويل فاخترنا الحوار كحل مبدئى لحل المشكلة وإقناعهم بأن هناك مطالب مشروعة ومؤكدة يجب تحقيقها فى القريب العاجل، لذلك لم نتحرك من أماكننا إلا بعد أن نمشى مسلماً ومسيحياً يداً واحدة لنبنى الكنيسة. بينما أكد أحمد مصطفى - 32 سنة - محاسب أن المشاركة ضرورية لأننا كلنا أقباط، فالمسلم قبطى والمسيحى قبطى فمن الممكن أن نقول ارفع رأسك فوق أنت قبطى فالقبطى هو المصرى، ومن الصعب أن نقول ارفع رأسك فوق أنت مسلم أو أنت مسيحى فنحن تربينا وعشنا مع الأقباط فى بيت واحد، ولذلك من الصعب أن نسمع لشائعات الآخرين الذين يريدون إشعال الفتنة، فمن خلال مشاركتنا السلمية البعيدة عن الاعتصامات نوجه دعوة للمسلمين قبل المسيحيين أن نبدأ العمل ولا نقف للهتاف فقط لبناء مصر المتطورة والجديدة، فنحن جميعاً نحتاج للطعام والشراب وغيرهما من احتياجاتنا، فبدلاً من أن نأكل فى بعض نبنى ونزرع ونحتفل جميعاً بثورتنا العظيمة التى أجمع العالم كله على أنها من أعظم ثورات العالم لأنه لم يحدث فيها أى فتنة فكيف نضيع نجاحنا ونحوله إلى فشل بسبب بعض الظواهر التى ليس لها أساس من الصحة. هيثم فياض وأضاف هيثم فياض - 26 سنة - أنه تواجد أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون بالصدفة يوم جمعة الوحدة الوطنية فقرر أن يشارك مشاركة شخصية لكى ننهض ببلدنا مصر فقررت التفرغ لمدة ساعتين والتواجد فى خيم المسلمين ونتحاور مع كل قبطى ونقنعهم بأن نستعد لبناء الكنيسة ونذهب يداً واحدة ونقف بجانب القوات المسلحة، وبالفعل قمنا بشراء بعض المعدات فى محاولة منا أن يصدقونا ويقوموا معنا بمثل ما نفعله.