الخسائر الفادحة التي منيت بها صناعة السينما بسبب إغلاق قاعات العرض وتأجيل عرض بعض الأفلام إلي أجل غير مسمي وتحطيم بعض قاعات العرض أصابت الكثير من صناعها بالإحباط، لكن مع عودة دور العرض السينمائي الآن لفتح أبوابها من جديد مع تغيير مواعيد حفلاتها ربما يعكس انفراجة لدي المنتجين في تعويض خسارتهم وزيادة الإيرادات مرة أخري بعد توقفها لأكثر من 18 يوما إضافة إلي تعرض بعض الأفلام للقرصنة والعرض علي الوصلات المنزلية. الفنانة إسعاد يونس - رئيس مجلس إدارة الشركة العربية للإنتاج والتوزيع السينمائي - قالت: لا أحد ينكر أن جميع المجالات تعرضت للخسارة وليس المجال الفني فقط، أما فيما يتعلق بالشركة العربية فقد تعرضت لخسارة كبيرة بسبب توقف عرض فيلم «365 يوم سعادة» الذي تم طرحه قبل أحداث 25 يناير بيوم واحد محققا 760 ألف جنيه في هذا اليوم والخسائر بعد توقف عرضه بلغت من 20 إلي 25 مليون جنيه حتي الآن ولايزال نزيف الخسائر مستمرا رغم أن الشركة بها ما يقرب 1300 عامل لم يضار أي منهم رغم الأوضاع السيئة الحالية. وفيما يتعلق بخطة الشركة العربية الإنتاجية في الفترة المقبلة أوضحت: اضطرت الشركة مؤخرا لتأجيل تصوير عدد من الأفلام السينمائية من بينها فيلم ''بالقلم'' بطولة الفنانين أحمد عز وعمرو عبدالجليل إضافة إلي فيلم للفنان أحمد مكي الذي لم يتم الاستقرار علي اسمه بعد لكن بمجرد استقرار الأوضاع ستقوم الشركة مباشرة بالعودة إلي استكمال خططها الإنتاجية والتسويقية، وتم بالفعل عودة عرض أفلام «365 يوم سعادة» و«زهايمر» و«678» و«الشوق» و«بون سواريه»، لكن الإيرادات لا تزال ضعيفة. المنتج محمد حسن رمزي: أخشي عدم ملاءمة بعض السيناريوهات للفترة المستقبلية ومن جهته أوضح المنتج محمد حسن رمزي: شأني شأن جميع الشركات الإنتاجية بمصر، فنحن نمر بفترة عصيبة للغاية أدت إلي خسارة لا تقل عن 50 مليون جنيه، وتوقف عدد كبير من الأعمال مثل فيلم «المصلحة» الذي توقف منذ 25 يناير ولم يتحدد موعد للعودة لاستكمال تصويره، وكذلك فيلم النجم لكريم عبدالعزيز الذي كان من المفترض العمل علي اختيار القصة، وقد توقف تمامًا منذ يوم 25 يناير بعد جلسات عمل طويلة لاختيار القصة المناسبة. أما كندة علوش فقد توقف تصوير المشاهد لفيلمها «برتيتة» ولم يتم حتي الآن عودة العمل به، كل هذا وغيرها من الأعمال التي توقفت في منتصف التصوير وغيرها مما كان من المفترض البدء في تصويرها خلال الفترة السابقة ليوم 25 يناير. وعن حالة الركود التي أصابت شركات الإنتاج المصرية، فأكد المنتج المصري: هذه نتيجة طبيعية لما حدث، فقد كانت الخسارة في جميع مجالات الحياة متوقفة، لكن الأهم الآن هو إعادة النشاط مرة أخري والبدء في التصوير لاستكمال الأعمال الفنية، وإن كنت أخشي عدم ملاءمة بعض السيناريوهات للفترة المستقبلية، فاليوم لا يشبه أمس، والمؤكد أن الأمر غاية في الصعوبة لكن سوف نتجاوزه بإذن الله. أما فيما يأمله في الفترة المقبلة فقال: نحن اليوم في مرحلة غاية في الصعوبة سواء في تعويض ما خسرناه أو الحرص علي اختيار الأعمال المناسبة للفترة المستقبلية، فلابد أن تلائم الأعمال التغيير الذي حدث وأيضًا لابد من ملاءمته للثوب الجديد للشعب المصري وهو ثوب «الحرية والديمقراطية»، وهذا ما حدث في فيلم الفنان كريم عبدالعزيز الذي حُذف منه بقرار من الرقابة مشهد في قسم الشرطة يتم من خلاله تعرض أحد الشرطيين لأحد المواطنين بالضرب، وإن كنت أظن أنه أصبح من حقي استرجاع هذا المشهد مرة أخري، فأصبحت الحرية في الرأي مكفولة للجميع، هذا بالإضافة إلي ضرورة الانتباه إلي عدم التقليد في المواضيع والتجديد فيها دائمًا لكي يحظي الجمهور بالمشاهدة الممتعة. المنتج هشام عبد الخالق : هذا الوقت الحرج سيحدد الموضوعات التي ينبغي أن يتطرق إليها السينمائيون في الفترة المقبلة ! من ناحيته قال المنتج هشام عبد الخالق - شركة الماسة للإنتاج الفني: لا أنكر أن الأحداث الأخيرة أثرت بشكل سلبي علي صناعة السينما بسبب توقف تصوير الأفلام وإغلاق دور العرض نتيجة انصراف الجمهور عنها وتخريب دور العرض، الأمر الذي يستلزم وقتا طويلا لإصلاحها، لكن المؤكد أن هذا الوقت الحرج هو الذي سيحدد الأسس التي سنسير عليها مستقبلا ومن الذي سيبقي علي الساحة السينمائية ومن الذي سينسحب، وكذلك الموضوعات التي ينبغي أن يتطرق إليها السينمائيون والمتوقع أن تكون مختلفة شكلا ومضمونا. وأضاف: رغم الخسارة الكبيرة التي تعرضت لها كمنتج لفيلم ''فاصل ونعود'' إلا أنني لم أتوقف عندها كثيرا لأنها وقعت بالفعل ولا سبيل من تغيير ذلك لكن المؤكد أن السينما المصرية ستصبح مرآة لما سيجري علي أرض الواقع وأتمني ألا تتكرر هذه الخسارة حتي يواصل المنتجون عملهم في مجال صناعة السينما المصرية.