ربنا احتار فى خلقه.. صغار السن يريدون مجاراة ما يتابعونه على وسائل التواصل الاجتماعى. شاهدت بنت «مفعوصة» لم تتعد الخامسة عشرة من العمر، اهتمامها بجمالها غير عادى، تتعلم من إنستجرام وتيك توك ما لم تتعلمه من أمها. وصديقتها تواظب على زيارة طبيب التجميل كل 6 أشهر لتعبئة شفتيها، وصارت شفاهها كبيرة»، كما تهتم الصديقة أيضا بملء ما حول الفم وأسفل العينين. وهى ليست حالة استثنائية، إذ انضم مراهقون ومراهقات أصغر منها عمرا، أحيانًا فى عمر ال 12 عامًا، إلى عالم الهوس بحقن الفيلر. لكن الفتاة المسكينة مصروفها الشخصى لا يفى بالغرض، ومواد الحقن نفسها متاحة عبر الإنترنت ويمكن شراؤها بأسعار زهيدة، لكن منعها الخوف من المخاطر، فالطبيب يعرف أين يحقن ليبقى الشكل متناسقاً؟ مراهقتنا الصغيرة قرأت على TikTok عن فكرة مبتكرة جديدة لنفخ الشفاة بصورة طبيعية، وهى استخدام حلقة معدنية تشبه غطاء الزجاج تضعها على شفتيها، على أساس خلق فراغ صغير عندما تضع شفتيها فيها، وهو ما يسبب حبسًا للدم، وبالتالى تنتفخ الشفاة مثل شفاه أنجلينا جولى بصورة طبيعية دون عمليات تجميل. وبالطبع هذه الحلقة تسبب زرقة فى الشفاه، تختفى بينما يستمر وجود علامة حمراء مكان وضع الحلقة وهى التى تجعل الشفاة منتفخة. وقد انتشرت مؤخرًا على مواقع التواصل الاجتماعى و«إنستجرام»، تحديدًا مجموعة من المقاطع المصورة التى توضح كيف يمكن أن يحقن الشخص نفسه ب «الفيلر». مؤشر خطير نحتاج أن ننتبه له ونراقب بناتنا. أن القواعد المعمول بها فى معظم دول العالم تنص على ضرورة الحصول على موافقة الوالدين كشرط مسبق لأى إجراء تجميلى لمن هم دون سن ال 18 عامًا، لكن هذه القاعدة ليست بالصرامة الكافية، فتيات كثيرات لم يقابلن أى طبيب فى السابق يرفض حقنهن رغم صغر سنهن. وتكمن الخطورة حسبما يقول الأخصائيون فى الجراحة التجميلية إن هؤلاء المراهقات لم يكتمل نمو عظامهن ولا الأنسجة الرخوة بين الجلد لديهن، وبالرغم من أنه لا يوجد عمر محدد للإقبال على حقن الفيللر والبوتكس، فإن التدخل التجميلى المبكر قد «لا يكون فى صالحهن». فوضى التجميل.. شفاه ومؤخرات «مثالية» دمرت حياة أصحابها. خروقات خطيرة للقوانين الحاكمة لطب التجميل فى مصر تهدد حياة ملايين النساء، ويترك بعضهن مشوهات مدى الحياة، ففى مصر يجب أن تكون طبيب أمراض جلدية أو جراح تجميل لحقن مادة البوتوكس أو الفيلر، لكن مع الأسف عشرات الأشخاص غير المؤهلين يعملون فى مجال التجميل فى انتهاك صارخ للقوانين واللوائح المصرية. إن انتحال صفة طبيب أمر غير قانونى فى مصر، ويتحايل بعض الأطباء بتأجير عيادتهم لشخصيات غير مؤهلة بعد تدريبهم على حقن الفيلر والبوتكس نظير مقابل شهرى. أن نقابة أطباء مصر وهى الجهة المسئولة عن مراقبة أداء الأطباء فى مصر فى حاجة إلى مزيد من الصلاحيات لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيال هذه المخالفات.
