مشهد ظهور اللبنانى نشأت على مواقع التواصل ليحكى تفاصيل رسالة تنزل عليه من السماء مكرر فى أذهان مريضة لمهاويس فى عنابر مستشفيات الأمراض العقلية ومصحات الطب النفسى كما قال ل«صباح الخير» الدكتور جميل صبحى استشارى الأمراض النفسية والعصبية. حسب د. جميل صبحى «عالجت أكثر من مهدى منتظر، وهم متنوعون فى ادعاءاتهم متفقون فى عدم عقلانيتها، منهم من يقول أنه المسيح المنتظر ومنهم من يدعى أنه من الأنبياء والمرسلين ومنهم من يعتقد أنه قائد تاريخى مشهور».
هلاوس فى التحليل النفسى لسيكولوچية أصحاب هذه الأفكار، يقول د. صبحى: «هؤلاء يعانون من خلل فى كيمياء المخ أدى إلى ما يسمى بالاضطراب الذهنى، بانعكاسات غير طبيعية تصيب مراكز الرؤية والسمع فيرى المريض أشياء ويسمع أصواتًا لا يدركها سواه نتيجة مرضه». يكمل: لا يشك بينه وبين نفسه فى صدق رؤاه أو حين يدعى رؤية ملائكة أو سماعه أصواتًا من السماء»! «الهلاوس السمعية والبصرية المصاحبة لتلك الأمراض تقنع أصحابها تجعلهم يقومون بأفعال خارجة عن الطبيعة مثل تحمل درجات حرارة عالية دون الشعور بألم فيعتقدون أنها معجزات سماوية أو أنها إشارات على قدرات خارقة»! وفقًا لدكتور صبحى؛ فإن هؤلاء المرضى أغلبهم يكون طبيعيًا فى بدايات حياته قبل أن يطرأ عليه تغيرات مرضية ترجع لاستعداد وراثى بتاريخ مرضى فى العائلة هذا لا ينفى أن بعضهم يصاب دون تاريخ عائلى. تختلف الاضطرابات الذهنية والهلاوس المصاحبة من شخص لآخر- حسب د.صبحى- وعادة ما يفسرها المريض بناء على معتقداته، لذلك يمكن أن يترجم المريض ما يصاب به من خيالات دلالة على أنه المهدى المنتظر المكلف بهداية البشر. ويعدد د.صبحى أعراضًا مختلفة يعتقد فيها بعض هؤلاء المرضى تصل إلى تخيل المريض أنه تحت المراقبة أو مهدد بالاغتيال، بينما صاحب النزعة المتدينة يميل إلى هلاوس لها علاقة بالدين وبمجرد الخضوع للعلاج المناسب يتحول إلى شخص سوى مميزا للحقائق عن الخيالات. بداية العلاج فى تلك الحالات تكون فى يد الأسرة المحيطين؛ لأن المريض بمثل هذه الأمراض يكون غير مدرك لحقيقة الأمر. يقول د.صبحى: لا بُد من سعى أهل المريض لعلاجه لأنه لن يدرك حاجته إليه، وليس من الصحيح الاعتقاد بأن مدعى تلك الخرافات ملحد أو فاقد لإيمانه أو حتى ضعيف الإيمان.. هو فقط مريض فى حاجة لعلاج. ومهم للجميع إدراك أن علاج تلك الحالات ليس صعبًا وهى حالات كلها ليست جديدة على الطب النفسى.
ريشة: نسرين بهاء
من جانبه يشرح د.جمال فرويز استشارى الطب النفسى، وقائع الاعتقاد فى النبوة فى هؤلاء المرضى باضطراب البارانويا يشعر المريض بأنه أعظم من الناس أو مكلف برسالة إلهية أو لديه مهمة ربانية، لو أن هناك من يضطهده، وهى أفكار مرضية تزيدها رسوخا فى ذهنه الهلاوس الحسية، وعلى سبيل المثال نشأت نبى لبنان الذى تصدر السوشيال ميديا ظهر من لغة جسده لتعمده إظهار العظمة فى حديثه، إضافة إلى أن شكله الغريب الذى ظهر به كان طريقة متصورة يعتقد أنها قد تقنع الآخرين. يتعامل د.فرويز مع كثيرين من أصحاب هذه النوعية فى الاضطرابات أسبوعيًا ويرى أنها من أصعب الأمراض التى يمكن التعامل معها. ويقول أنه إضافة للعوامل الچينية المسببة لهذه النوعية من الأمراض فإن هناك عاملا كبيرا التربية والصدمات النفسية التى ربما يكون قد تعرض لها المريض فى طفولته، وكلها أمور تؤدى إلى آثار تتراكم لعشرات السنين تحتاج رحلة علاج طويلة يمكن أن تشوبها بعض الانتكاسات. يذهب فرويز إلى أبعد؛ حيث نوّه إلى إمكانية تفسير بعض أفكار الإلحاد والشذوذ وربطها ببعض أخطاء التربية حين يكره الطفل أو المراهق والده الذى يجبره على الصلاة الذى يدفعه بقسوة نحو الأخلاقيات ما يولد لدى الطفل فى شبابه رغبات تدفعه لرفض ما يعانى منه فى الطفولة. أما المصدقون بتلك الخرافات مثل المذيعة التى صاحبت نشأت فى فيديوهاته على السوشيال ميديا يصفها فرويز بأنها باحثة عن المكسب أدت بها سلوكيات سيكوباتية إلى التجرد من المشاعر وسوغت لها النصب على الآخرين، وهؤلاء يرون أحيانا أنه من استغلال الآخرين. وأرجع فرويز وجود من يصدق هؤلاء المدعين لما يسمى الفصام المتشارك الذى عن طريقه يمكن للمريض إقناع المقربين منه بأفكار معينة مع عنصر الثقة والتصديق إضافة لعوامل خاصة بضعف الشخصية الذى يصل إلى حدود قصوى. وروى فرويز قصة مريض بهذه النوعية فى الاضطرابات على غرابتها قال: كان شابا فى الثامنة عشرة حلم أن يصبح ضابط شرطة وحين يشتد اضطرابه كان يشترى أقماع مرور وينصبها أمام منزله فى محاكاة لنقطة التفتيش.