الضيق، الحزن، التوتر، الغيظ كلها مشاعر سلبية مؤذية.. لا يخلو يوم من دون أن نمر بها.. لكن هذا لا يمثل فى الواقع مشكلة كبيرة.. عادى. المشكلة الحقيقية هى تراكم المشاعر المؤذية يسبب غير الأرق، الكثير من المشاكل العضوية والنفسية فى داخلنا. علميا تعرضنا للمشاعر السلبية يزيد من إفراز هرمون الكورتيزول (الهرمون المسئول عن القلق فى أجسامنا) وعند تراكم إفراز الكورتيزول بيتحول فى أجسامنا إلى مادة سامة وبتنقص مناعتك.. فتهاجم هذه المادة السامة بكل سهولة الأجزاء العضوية الضعيفة وراثيًا أو فطريًا فى أجسامنا، يعنى ممكن لو العيلة فيها مرض السكرى يبقى لما تضايق ويتكرر ضيقك أو توترك تُصاب يالمرض ده، أو آلام فى الظهر أو أمراض جلدية أو سقوط الشعر… وغيرها من الأعراض التى لا نجد لها سببًا عضويًا واضحًا. صدقينى الموضوع كله فى إيدك أنت.. ربنا خلق جوانا الداء والدواء بس بشرط.. أنك تطلع الدواء من جواك وتاخده. تراكم المشاعر المؤذية دى بيبقى عامل بالظبط زى الملابس اللى مغسولة أو مبلولة.. أولا بيبقى نسيجها ضعيف، ثانيًا لو ما اتنشرتش فى الشمس هتكمكم ولو اتسابت فترات أطول فى الضلمة هينتشر فيها العفن.. هو ده بالظبط اللى بيحصل جوانا. بنتضايق، بنتوتر، بنحزن، بنكتم جوانا، أو بنعمل ناصحين ونتجاهل الغسيل، قصدى المشاعر، بنسيب لها الأوضة ونروح أوضة تانية، وده أكيد مش هيمنع الكمكمة.. الحل الوحيد عشان ما نوصلش لمرحلة الكمكمة والعفن فى مشاعرنا, هو إن الحاجات المبلولة دى لازم تتنشر أول بأول فى الشمس.. لازم المشاعر المؤذية دى نطلعها أول بأول، نواجهها ونبص عليها عشان نتأكد أن نفوسنا اتغسلت كويس وبعدين ننشرها. التطبيق العملى بتاع الكلام ده إن أدامك حل من اتنين لما تحس إن جواك مشاعر مؤذية،، يا إما تطلعها بالكلام يعنى تتكلم مع حد بتثق فيه أو حد ذو حكمة أو مختص زى لايف كوتش فتفضى المشاعر وتناقشها بحكمة وده هيخليك ترتب أفكارك بشكل أوضح وتتعرف على مشاعرك الأعمق. أما الحل التانى لو مش عايز تتكلم ومش بتحس بخصوصية فى الكلام إنك تطلع مشاعرك على الورق.. يعنى تكتبها.. بس الكتابة هنا ليها شروط وطريقة. إزاي؛ لازم وأنت بتكتب تتبع الترتيب ده بالظبط. 1 - إيه الموقف اللى ضايقنى. 2 - ليه الموقف دة ضايقنى أنا إيه اللى ضايقنى فى كده. 3 - لو تخيلت إننا أدام قاضى، وباحكى له الموقف، ممكن القاضى ده يشوف الموضوع إزاى بتحاولى تلاقى وجهة نظر مختلقة تمامًا أو تبرير، وده عشان إنتى ترتاحى وتهدى والكورتيزول ما يعلاش. 4 - و أخيرًا.. إيه اللى فى إيدى أعمله عشان ما اتضايقش من المواقف المشابهة؛ (أشغل نفسى بحاجة تانية تدينى إحساس الأمان، أخد منه الإحساس ده بأسلوبه هو مش شرط إنه لو ماخرجش يبقى ده أمان. الخطوتين الأخيرتين مهمين جدًا وإلا هتكتب وتتضايق أكتر من الأول. آخر حاجة عايزة أقولها إن إخراج المشاعر من جوانا بيخلينا ندقق واحنا بنقول / نكتب مشاعرنا وبتبقى الصورة أوضح بكتير ادامنا وطبعًا أى حاجة تتنشر فى وقتها تبقى لا هتكمكم.. ولا هتأذينا وهتحافظ على سلامتنا الجسدية والنفسية.. بالتوفيق.