يومًا بعد يوم .. تُسطّر السيدة المصرية بأحرف من نور قصص كفاح فى سجل الحياة الحافل بالتحديات، عبر ابتكار الحلول واقتحام المشكلات بجرأة، أيًا كانت طبيعتها لتبث فى المجتمع الأمل. عظيمات مصر لسن باحثات عن شهرة، ولكنهن يواجهن صعوبات الحياة بحلول اقتصادية غير متوقعة، كان آخرها لجوؤهن للعمل فى إحدى الشركات كسائقات «سكوتر» .. وشراء سيدة ريفية لهذه الدراجة البخارية لقضاء حوائجها وتوصيل أطفالها للمدرسة.
انتشار الدراجات البخارية بمختلف أنواعها «الموتوسيكل - الفيسبا - السكوتر»، فى مصر شجَّع الفتيات والسيدات على اقتنائها إما بدافع العمل أو بدافع استخدامها فى إنجاز أعمالهن المطلوبة وتوصيل أطفالهن للمدارس ترشيدًا للنفقات. «35 جنيها ثمن مشاوير أسبوع».. هكذا أجابت سائقات السكوتر عن سبب تعليق أرواحهن على عجلتين، هربًا من زحام المواصلات وتوفيرًا للجهد والوقت والمال. غالية أسامة فتاة عشرينية صاحبة أول أكاديمية لتعليم الفتيات قيادة السكوتر فى مصر، وأول سائقة سكوتر فى شركة نقل ذكى، مرّ على مشروعها أكثر من عام وفتحت مشاريع أخرى على غراره. تقود «غالية» السكوتر ولا تجيد قيادة دراجة، تتفوق فى كليتها وتحضر للماجستير، كما خاضت المعركة الأولى لتفرض وجودها على الأسفلت تشجع غالية الفتيات على المبادرة. غالية قالت ل«صباح الخير»: «منذ مشاهدتى فى صغرى الأفلام الهندى وأنا أرغب فى قيادة السكوتر، أحببته وأشجع الفتيات على الإقدام وخوض التجربة، أى مشوار أسهل بالسكوتر أضع فيه بنزين ب 35 جنيهًا يكفينى لمشاوير الأسبوع أو على الأقل 3 أيام إذا كنت مشاويرى بعيدة». وتابعت: «يجب ألا تخشى الفتيات من القيادة، السكوتر ليس سببًا للمضايقات يمكن أن أتعرض لها فى الشارع، لكن الأمر لا يختلف عما يمكن أن تتعرض له الفتاة فى أى مكان». وتوضح مدربة قيادة السكوتر أنه فى الآونة الأخيرة زاد إقبال الفتيات على تعلم القيادة، وأصبحن أكثر وعيًا وأكثر قدرة على اختيار الأسلم دون التفات لآراء سلبية، موضحة أن القيادة عمومًا لا تخلو من الخطورة. وتشير «غالية» إلى أنها تمكنت من إقناع والدها وأخيها، وتخفيف حدة قلقهما بمرور الوقت إلى أن تمكنت من الحصول على موافقتهما بمساعدة والدتها، وكانت أكثر من شجّعها على خوض التجربة، مؤكدة أنها تلتزم بالتعليمات وترتدى طاقم الوقاية. تقول غالية: «من شاء فليتنمر، لكننى لن أخجل مما أفعل مادام لا عيب ولا حرام، المتنمر لن يدفع لى ثمن المواصلات». «إيمان» أربعينية تعول طفلها، توصل الطلبات وتعمل فى تطريز التريكو ولا غنى لها عن السكوتر فى السابق، قالت: «كانت مصاريف المشاوير تستنزف ما أتكسبه من عملى ناهيك عن الوقت والمجهود، السكوتر يستهلك ربع مصاريف المواصلات وقيادته متعة أكثر من السيارات». وتابعت : «تعلمت قيادة السكوتر فى سن كبيرة نسبيًا، لذلك البعض يتنمرون على سنى إضافةً لاستهجان قيادة أنثى السكوتر، هم ليسوا بحاجة لقولها صريحة، لكن عيونهم تشى بذلك». التعليقات السلبية لا تحبط إيمان فهى تثق فى نفسها مادامت لم تخطئ فى حق أحد وتقول: «أستخدم السكوتر للعمل كمندوب توصيل علاوةً على عملى من المنزل بالخياطة التى أقضى مستلزماتها به أيضًا. أنا أم معيلة وفاتحة بيت، أبحث عن الحل المناسب لى لا للناس والمعترض لن يزيدنى أو ينقصنى».